18 ديسمبر، 2024 8:06 م

الحكومة .. الحوكمة الألكترونية

الحكومة .. الحوكمة الألكترونية

واحدة من العناوين التي ترددت على مسامعنا كثيراً طوال 13 سنة، وانعقدت لأجلها الندوات، والمؤتمرات، والولائم، كما أقيمت لها الدورات التدريبية،والتأهيلية، والتثقيفية، للكوادر الفنية وغير الفنية العاملة في مؤسسات الدولة، بل تكاد لاتخلو من خطة أية مؤسسة، في سياق برامجها السنوية، لكن عندما تسأل عن معنى الحكومة الألكترونية، والحوكمة الألكترونية، يدخلونك في متاهات التنظير، التي تتمنى ساعتها لو أنك أرحت عقلك، وفهمت الموضوع من وجهة نظرك، لأن كل ما تتصوره في هذا الشأن قد يعطي شيئاً من المعنى، ما دمنا لم نزل نراوح مكاننا فيه، مثل الكثير من العناوين الأخرى، على قاعدة الحكم على الشيء فرع عن تصوره، لكن من دون شطط يذهب بك الى خيالات الف ليلة وليلة.
قبل أيام كانت لي مراجعة لإحدى دوائر الأحوال المدنية، لاأريد أن أذكرها بالإسم كي لا أغمز بوجود ” مصلحة”، أو ترويج مجاني لحصد منافع لاحقة، المهم وصل بي الكوستر الى ساحة عنتر، فصحت بأعلى صوتي ” عندك نازل”، ترجلت الى الدائرة القريبة وهواجس الإنتظار تقلقني، كالعادة، الى جانب نظام الحروف المتبع   للتخفيف من الزحام، كوني لاأدري حرف إسمي الأول مشمول بحق المراجعة أم لا في هذا اليوم؟، دخلت، وقد إنتابني أمر جديد ، أثار تساؤلي : أين طوابير المراجعين؟ .. وأين المعقبين، والدلالين، وأصحاب السيادة المستثنين من الإنتظار، ومزاحمة ” ولد الخايبة”، وأجبت نفسي ” خاف عطلة”، فالعطل لاحصر لها في بلادي، ربما منحت في وقت متأخر من الليل مثل سابقاتها، أحدث نفسي، خطوت خطوة نحو الإستعلامات فرأيت ضابط شرطة، سألته : اليوم عطلة؟.. أجابني : لا، قلت : إذاً أين طوابير المراجعين؟.. ضحك، ثم قال : النظام تبدل؟.. آه، خرجت مني من دون أن أشعر، ثم تداركت، لدواعٍ أمنية : أي نظام؟ .. أجابني : الدائرة لم تعد تعتمد على السجلات المتهالكة، والمعاملات تنجز الكترونياً، دلني على إحدى القاعات الأنيقة، وسلمت معاملتي، وبعد عشر دقائق تسلمتها منجزة.
خرجت وأنا أردد قول أرخميدس : وجدتها وجدتها، سألني مستطرق : ماذا وجدت؟، وكان يظن أن شيئاً ما كان ضائعاً مني، أجبته : الحكومة الألكترونية، أو الحوكمة، لايهم.