23 ديسمبر، 2024 12:02 ص

الوطنية ليست شعارات وحمل بندقية , وهتافات وخطابات رنانة فارغة , الوطنية تعبيرات عملية عن الإهتمام بالوطن ومواطنيه , وممارسات يومية بسيطة لها شواهدها العمرانية والإنسانية المتنوعة.
ومن أبسط معاييرها أن تكون المدارس الإبتدائية في البلاد من أحسن البنايات , فإذا وجدت المدارس الإبتدائية بائسة العمران , فأن الحكومة غير وطنية.
وإن أصبح المعلم يعاني من شظف العيش وتأكله الهموم , ومنشغل بأعمال أخرى لمواجهة حاجاته اليومية , فأن الحكومة غير وطنية.
وإذا لم تجد في البلاد ما يؤمّن الرعاية الصحية المعاصرة , والمستشفيات الحديثة والخدمات الطبية الراقية , فأن الحكومة غير وطنية.
أما إذا حُرِم المواطن من الكهرباء والماء الصالح للشرب ووسائل النقل الحديثة , ومن حقوقه الإنسانية الأخرى , فأن الحكومة معادية للبلاد والعباد.
هذه بعض المعايير التي بموجبها نستطيع الحكم على وطنية أي حكومة , وأي قوة سياسية تدير شؤون أي بلد.
ولهذا تجد الحكومات في المجتمعات المتقدمة تهتم بمدارس الأطفال , لأنهم مستقبلها وحملة رسالة الأجيال فيها , فتوفر لهم أرقى ما يعزز قدراتهم الإبداعية والمعنوية , وتزودهم بالعلم وتوفر لهم المعلمين الذين ينقلون رسالة العلم والمعرفة والمسؤولية الوطنية إليهم , بإخلاص ونقاء وإرادة متطلعة نحو الأفضل دوما.
كما أن حكومات هذه المجتمعات تجتهد في توفير الخدمات اللازمة لإسعاد مواطنيها , وتحرير طاقاتهم للإبداع والعطاء الأصيل.
فهذه خطوط حمراء إن لم تتبناها أي حكومة مهما كانت قوية فأنها تسقط حالا , ولا مجال لبقائها في سدة الحكم , إذا أخفقت في تربية الأجيال القوية المقتدرة على قيادة قوافل الأيام.
فهل لنا أن نتعلم مبادئ وعناصر الوطنية العملية , ونتخذها مقياسا لوطنية أية حكومة , تقول ما لا تفعل؟!