19 ديسمبر، 2024 3:27 ص

الحكومات الفاسدة تنتج شعوب فاسدة

الحكومات الفاسدة تنتج شعوب فاسدة

منذ تحرير الشعوب العربية نفسها من ربقة العبودية العثمانية التي أستغلت الدين بشكل ساذج و سافر لخداع العامة من الناس وزجهم بحروب كانوا حطب لها للدفاع عن الأمبراطورية العثمانية التي كانت عدوة للضاد العربية أو من خلال مساعدة الأستعمار العالمي للشعوب العربية أنذاك المتدفق على الوطن العربي من قلب أوربا  لنهب خيراته بعد أكتشاف النفط  وحتى مايسمى بالأمبريالية الجديدة التي أخذت صفة الصداقة والتعاون مع الشعوب القادم من قلب أمريكا التي وعدت بالحرية والديمقراطية للشعوب العربية التي لازالت هذه الشعوب منذ سيطرت القادة العسكريون من العرب على مقاليد الحكم في بلدانهم وحتى بداية سيطرة الساسة أصحاب الأربطة الحريرية  والدشاديش المحاطة بعباءات موشاة بالذهب من سياسي هذا العصر سواء منهم الذي أرتبط بحزب أو كتلة سياسية أو تأييد أجنبي أو وراثة عشائرية  و الذين عجزوا عن خلق حالة صحية ومعيشية وتربوية  للمواطن العربي تليق بأنسانيته كمواطن علما بأن أغلب الساسة من القادة درس وتربي في اوربا لكنه حين يجلس على الكرسي يصبح من شيوخ الجاهلية يأمر وينهي ويقتل ويدعو لحروب الداحس والغبراء بكل حماس وغباء من أجل كرامة العرب وعزتهم ويجعل للشارب قيمة بدل العقل والمنطق السياسي ويبدد بحماقة ثروات الوطن والأجيال القادمة.
اسوق هذه المقدمة وانا اتفاجأ بكل يوم بأكتشاف عالمي يخدم الأنسان بدء من الصعود الى القمر والوصول للمريخ ومايستجد في الطب والحاسبات الألكترونية وفنون العمارة والبناء والموسيقى والأدب و صنوف الفن والرياضة  والكيمياء والدواء والبيئة لرجال وشباب من الغرب .
أن أوربا استيقظت على النهضة الفكرية والصناعية وسعت بعد الحرب العالمية الثانية الى أنشاء امة واحدة , لها نقد موحد وربما تجمعها لغة واحدة في المستقبل بعد الغاء الحدود ومن منا لايعرف أن اوربا وأمريكا فيها الكثير من النساء الساقطات اللواتي أنجبن أبناء من اصدقاء وعابري طريق أو راقصي  ديسكو وصاحبي خمرة ببار  دون ان تعرف لهم اسماء والذين نطلق عليهم صفة ( النغولة ) لكنهم يتربون ضمن نظام حكومي دقيق , يضمن لهم التعليم والتربية بدء من الحضانة حتى نهاية الدراسة الجامعية دون ان يكون للأم الدور الأهم في التربية والتي أحيانا تنشغل أما بعمل وضيع او بتعاطي المخدرات ولكنها تخضع لنظام صحي صارم ورعاية كي لاتؤثر على حياة الأبناء وربما يحول هؤلاء لعائلأت اكثر استقرار وضمان ورعاية بأشراف الدولة وينشأ هؤلاء ليكونوا مبدعين في عملهم كمهندسين وأطباء وربما علماء لهم قيمة لأن الدولة ترعاهم كأبنائها في التربية والتعليم والسلوك  والضمان الصحي كي لا يكونوا سراق وقطاع طرق وقتلة و( حساوية ) وبذلك يتفوقون على العديد من الشرفاء من ابناء العوائل المترفة او الفقيرة بأدبهم وعلمهم وثقافتهم لأنهم تربوا في وسط وأحضان دولة يديرها ساسة نبلاء في الضمير ونقاء في سريرة القلب والوجدان واتيحت لي فرصة التعليم بالمدارس السويدية فلمست عمق الرعاية وأهميتها في تنشئة الجيل الجديد بدء من توفير التجهيزات والأدوات والكتب والدفاتر والأقلام والمختبرات الحديثة وملاعب الرياضة الداخلية والخارجية وقاعات الطعام  , فلانظرة منحطة لأبن زانية سوداء او شقراء أو صفراء  أو مطلقة أو فقيرة وهم جميعا كابناء في ذمة المدرسة وكادرهها الأداري والتعليمي الذي تشرف عليه الدولة الرشيدة ومنهم من تبوأ مركزا سياسيا أو وزيرا في الدولة وهو في قمة الخلق بالتعامل مع الناس وبالحرص على أموال وثروات البلاد التي أنجبته .
في مجتمعاتنا العربية لم يعد الدين قادر على زرع بذور الخير في نفوس أغرقها الشر سواء في قلب الفقير أو الوزير , فلم يمنع الدين الناس من السرقة والقتل والتفخيخ والتفجيرات المنحطة وقتل الأبرياء بخسة ونذالة والسعي لتأجيج الطائفية بين الأخوة وجيش يحارب جيش بعد أن كانوا رفاق سلاح لهم عدو واحد وأرض محتلة يرزح أخوانهم فيها تحت نير العبودية فلا هناك خلاص لندائهم سوق قتل أقربائهم في بلدهم الآمن .
والمشكلة الكبرى أن العدوى الحكومية للفساد تعدت الموظفين البسطاء لتشمل الوزراء , فكم وزير سعى لتعين أقربائه في وظائف غير كفوئين لها ولايخجل من تصريحاته بان: الرجل المناسب في المكان المناسب , وكم وزير سرق ملايين الدولارات عبر عمولات لأاسلحة ومعدات فاسدة وكم من وزير أستورد اغذية ومواد صحية وطبية فاسدة وتحصن بأحضان الغرب خوفا من ان يطاله القانون وكم من وزير سقط بأدران الرشوة والفساد والعقلية العشائرية دون حساب للوطن الذي تربى فيه ,وكم من وزير اصبح يملك الفلل والقصور والمعامل والشركات التجارية في الأمارات والصين وتايلند وأنكلترا وأمريكا وقبلها كان لايملك بدلة يرتديها بحفلة عرس وهناك أسماء يعرفها المثقفون العرب لفاسدين سوف لايحصدون سوى الموت او لعنة الأجيال و التأريخ لسقوطهم الأخلاقي .
ترى مالذي أنتجته الحكومات الوطنية التي تسلق للحكم فيها ابناء الفقراء من العسكر وغيرهم سوى المزيد من الدم والبطالة والحروب وشتم بعضهم البعض بمؤتمرات فاشلة تزداد فيها أنواع الشتائم وتتوسع هوة الخلافات ويهرب المسلمين الشرفاء لبلاد الكفار التي تمنحهم الخبز والعمل والعلم والكرامة.
ان الحكومات الفاسدة التي تدعى الرشاد والصلاح وتوعد بأقامة جنة الخلد والتي ينهش فيها السياسين أعراض بعضهم البعض بخسه ونذالة لاتنتج سوى شعوب فاسدة لاينفع فيها نقاء الهواء وقوة الدواء .

أحدث المقالات

أحدث المقالات