22 ديسمبر، 2024 1:31 م

الحكومات الربيعية والكهرباء المطفية..!

الحكومات الربيعية والكهرباء المطفية..!

في كلّ مرةٍ يحتفي العراقيون باستقرار التيار الكهربائي في فصل الربيع ولاسيما في شهري الرابع والخامس ، وما يقابله من تفاخرٍ وتباهٍ لغالب الحكومات المتعاقبة منذ عام ٢٠٠٣ ولغاية الآن، والخطاب واحد وهو الخروج بخطابات رنّانة..! وأبرزها هو خطاب (تصدير الكهرباء) من العراق إلى دول الجوار..!
وهذه المهازل التي تطرأ من هؤلاء الساسة هي خدعةٌ تُستغل لغايةٍ ما، مثل: الانتخابات أو الاستمرار في الحكم وما أدراك ما الحكم وما يجنى منه.
وهذا المنوال الذي يتناساه الشعب بسبب الدوامات العديدة التي تعصف به بين مدةٍ وأخرى، مقابل أزمة الكهرباء ويرجع مرةً أخرى يستذكرها بحسرةٍ.. ويقول: هذا مثل ذاك، فلا تغيير سوى بالوجوه فالأزمات هي نفسها والمشاكل تقع على رأسه فقط والقانون يُطبّق على المواطن الفقير، وبالأخص ممّن ليس له جاهٌ أو حزبٌ أو عشيرةٌ تحميه وتقف معه.
نسمع أقوالاً كثيرةً والواقع يندر بحالةٍ مشابهةٍ للسابق، فلا يوجد أمنٌ إلا بالاتفاق السياسي ولايوجد استقرارٌ إلا بضمان الغنائم ولا توجد فائدةٌ إلا لهم.
أما قضية الشعب فهي متروكةٌ دائمًا إلى السماء والربّ الواحد.. الآن قد يكون الوضع أصعب من السابق فالذي يحكم هم مجموعةٌ وليس فردًا واحدًا، فحرارة فصل الصيف وانقطاع التيار الكهربائي جاءت قبل إجراء انتخابات مجالس المحافظات فعند ذلك الحين مع برد الطقس سيكون للشعب كميةٌ من التفاؤل وأما هم فسيخرجون لنا باختراعٍ جديدٍ هو أنّ الكهرباء استقرت وجاءت منظومةٌ أشبه بالتي هي موجودةٌ في كوكب اليابان..! ونحن عند ذلك الحين نترقب ما سيحدث من خطابٍ جبارٍ يجعل المواطن سعيدًا بوجود الكهرباء والماء معًا والشوارع تُكسى بالبلاط الذي يدوم لمدّةٍ وجيزةٍ بالتأكيد ولا نقول إنّها (مقاولةٌ) لا بالعكس هذا جهدٌ وطنيّ..! وهذا إبداعٌ ونحن كدنا نقول فقط ولا توجد آذانٌ تصغي لنا فنحن شعبٌ وليس حزبًا أو جهةً مسلحةً، وأهمّ شيءٍ دخولنا في موضوعاتٍ هدفها إلهاء الشعب فمن مسلسلٍ إلى آخر وأيضًا استغلال الأحداث فالآن جاء شهر محرم وسيصبح الجميع أصحاب دينٍ وقيمٍ وسننسى موضوع الكهرباء ونتحدث عن الهريسة والقيمة ولذّتها في هذا الشهر ..
وخبر حرق القرآن الذي أصبح(ترند) يجعل عديمي الشرف والضمير في شهرةٍ تليها شهرةٌ وفائدةٌ.. وأكيد الغرض منها الترويج عن هذه العادة من الصهاينة ومَنْ يقف معهم.
بلدٌ وشعبٌ ينتظر الأزمة ليبحر معها إلى عالمٍ سفليّ يجعله أكثر تضررًا ورجوعًا.
ولنا عودةٌ إنْ شاء الله.