23 ديسمبر، 2024 12:06 م

الحكومات الاسلاميه ومشروع ضرب الاسلام بالإسلام

الحكومات الاسلاميه ومشروع ضرب الاسلام بالإسلام

لا ادري ما الذي سيحدث في سوريا بعد ايام او شهور , هل تنتصر الحومة الثائرة على شعبها ام ينتصر الشعب الثائر على حكومته فكلاهما ثائر على الاخر ويتطلع للنصر القريب (هكذا راي اعلام كل جهه) ! الكل يتحسب يوما بعد اخر لما سيؤول عليه الوضع بعد رجحان احد الاحتمالين اما انتصار الحكومة او انتصار المقاتلين وعلى ذلك تتوقف مصالح دول الحلفاء خصوصا وان المواقف اعلنت صراحة ولا مجال لتبريرها بعد انتهاء الازمه ومتغيرات الخرائط الدبلوماسية ,
لا يهمنا انتصار الحكومة السورية  بقدر ما يهمنا انتصار المقاتلين المدعومين من السعودية وقطر والمنظوين بعباءة اسلاميه طائفيه متطرفه والذين ستكون ملامح دولتهم المنتصره واضحة للعيان من دون الجهد في التفكير (الجمهورية السورية الاسلاميه) على غرار مصر ومكسب الاخوان المسلمين لفرصتهم التاريخيه والوضع في الشرق الاوسط اسلامي مئة بالمئة وقطعا اننا لا نعني انهم يمثلون معدن الاسلام الحقيقي والفعلي الا ان الواقع يفرض هذه المسميات , وهنا الكارثه ,
هذا المشروع الديني الجديد الذي بدأ يسيطر على دول المنطقة له نتائج عكسيه ستشهدها الايام والاشهر المقبلة وستتذكرون كلامي هذا , انه مُؤيد بشكل شعوري او لاشعوري للمشروع الاخطر في المنطقة (المشروع الصهيوني الاسرائيلي ) المبني على اساس بناء دوله دينيه في قلب الشرق الاوسط وبهذا فان الاسلاميين سيضفون الشرعية لإسرائيل الدولة الدينية في المستقبل القريب وهذا اول احتمال يقوم عليه بناء دول اسلاميه , ولا اعتقدهم مروا على هذه الفكره مرور الكرام! ,
الواقع ان الحكومات الدينية او غير الدينية لا يمكنها ان تلبي مطالب الشعوب التي خرجت من قارورة الديكتاتورية بضربة شاطر كما ان القيادات الدينية لاتزال فتيه في مجال السياسه وخصوصا الدبلوماسية الخارجية ومفاهيم الدولة المدنية بكل تفاصيلها وهذا ما سيولد مشاكل بين تلك الحكومات والشعوب , سيُنادى منها الغوث الغوث خلصونا من دول الاسلاميين ومعلوم ان هذا الامر سيخدم مصالح زرعتها عقول استخباراتية بعد تخطيط ودراسة عميقة ,
السؤال الاخطر سيكون : هل ان الاسلام لا يصلح كمشروع سياسي لقيادة دولة المؤسسات القائمة على الدستور واحترام القوانين والمصانة فيها حقوق الافراد والحريات ؟
هذا السؤال بحد ذاته فذلكه وألعوبة يريد اقتناصها اولائك المتربصين بالإسلام , فصناعة تماثيل اسلاميه يمكنها ان تصنع التغيير والانقياد لهذا التساؤل والذي اجده بعيد عن الحقيقة بعد المشرق عن المغرب ,
يمكننا ان نوجه تساؤلات ستكون اجابة للتساؤل المطروح مسبقا , هل ان من يَقتل ويدمر ويستبيح يُمثل الاسلام المحمدي بروحة وفكره ؟ , هل ان المُكفر للطوائف الاخرى والمتحفظ على المشاريع الإسلامية  يمثل الاسلام بتوجهاته الإنسانية؟ , هل ان كل من طالت لحيته وقصرت جلابيته سيمثل الاسلام المحمدي ام هي من صيحات الموضا ؟!
نحن لا نعتقد ان هذه الزمره من الدخلاء تُمثل الاسلام حتى تُسلّم بيدها مقاليد حكم الناس بعباءتها اسلاميه كي يصنعوا منه فكرا فوضويا يستبيحون فيه قتل الناس وتجويعهم لتنادي الشعوب ان الاسلام لا يصلح لحكم الناس والعرب قيب غيرهم,
امامنا الان تجربة حيّه في مصر التي تسلَّم فيها الاخوان المسلمون الحكم وبدأت الاصوات من هنا وهناك وستزداد يوما بعد اخر مفادها ان الاسلاميون متعصبون , سائرون بهذا البلد نحو الهاوية , ولا اعتقد ان الاسلاميين سينجحون في مصر نجاحا باهرا لان لها خصوصيه التحرر الفردي الفكري التي تكاد تكون منفردة فيها بل ومميزه لها ,
 ان الازمة السورية اذا ما انكشف وطيسها بانتصار هؤلاء المدعومين ستتغير خرائط العلاقات الدولية بشكل ونسق اخر وسنكون امام لعنه نسمعها بشكل متواصل (ارحموا الناس من الاسلام) , باختصار هذا ما يريده اعداء الاسلام (ضرب الاسلام بالاسلام).