18 ديسمبر، 2024 5:55 م

الحكمة.. ينجح مرة اخرى

الحكمة.. ينجح مرة اخرى

تطور لافت ما حدث في احياء الذكرى السنوية (16) لاستشهاد آية الله السيد محمد باقر الحكيم، حيث استطاع تيار الحكمة الوطني تحشيد الالاف من انصاره والمقربين منه، والمؤيدين لتوجهاته السياسية وعامة ابناء الشعب، للحضور في تجمع كبير، احتضنته ساحة الخلاني وسط بغداد فاق التوقعات السياسية والاعلامية التي كانت متباينة الاسباب.

تيار الحكمة الذي فاجئ الجميع في انتخابات ربيع عام 2018، بعدما خاضها بمفرده وحصل على (20) مقعداً نيابياً، رغم الحملات التي شنها عليه منافسيه على الساحة الشيعية، فاستطاع أن يفاجئهم مرة اخرى، ويسقط توقعاتهم حينما نجح في جعل محافظات الوسط والجنوب فضلاً عن بغداد وديالى ونينوى تستنفر نحو العاصمة في سابقة غير مألوفة، لم تسطيع الكيانات السياسية الاخرى مجاراتها بمفردها.

رغم تلك التوقعات، لعب العامل الامني دوراً في عرقلة مسيرة الحشود القادمة من محافظات الفرات الاوسط، فقد اوقفت النقاط الامنية تدفق انصار الحكمة من محوري جنوب بغداد وسامراء، ومنعت الدخول الى العاصمة تمام الساعة (10:30 صباحاً حتى الساعة 01:30) بعد ظهر يوم الجمعة، وهذا يكشف مدى تخوف الجهات التي تقف خلف ذلك من نجاح مهرجان الشهيد العراقي، الذي وصف بـالمليوني.

النتيجة، النجاح الذي يقرأ في التجمعين الشعبي والرسمي المنعقدين ببغداد، واللذان اقامهما تيار الحكمة على التوالي، يكمن في الرسائل المتعددة التي تضمنها خطاب الحكيم، حيث حملت كلماته رسائل سياسية واعلامية واضحة، واخرى موجهة لجهات خارجية وداخلية، وايضاً للحكومة وللشعب معاً، ومنها رسائل لشباب العراق عامة ولشباب الحكمة خاصة، كما تلقى تحالفي الاصلاح والبناء وبقية الكتل السياسية حصتهم من رسائل الحكيم.

عمار الحكيم وكما هي عادته، ذهب لتهيئة الاذهان نحو طرح مشروع جديد يتناغم والمرحلة الحالية، داعياً فيه الى صياغة استراتيجية تتطلب مشاركة واسعة من أرباب الفكر والثقافة والسياسة وقادة المجتمع والمؤسسة الدينية ومنظمات المجتمع المدني والناشطين لإقرارها، ووضع المعايير الصارمة للالتزام بها، وتحديد مساحة التعاون والتنافس، ومساحة المصلحة العامة والخاصة، عاداً الثوابت خطوطاً حمراء لا يجوز تجاوزها تحت اي ذريعة.

خلال قراءة خطوات الحكمة، وخطب الحكيم ذات الرؤى الاستشرافية، تشعر إن الرجل يفكر خارج المألوف، ليس محاولة للتميز، بقدر إن ما يطرحه تجد اثره بعد سنوات من رفضه سياسياً، ومجافاته اعلامياً، فقادة الفكر والثقافة والسياسة والمجتمع والدين عودوه، اما بالوقوف على التل او معارضته، حتى يصدق عليه قول الشاعر: لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى.. حتى يراق على جوانبه الدم.