[email protected]
من الإنصاف القول, أن تيار الحكمة الوطني, حافظ على ثباته في رؤيته الوطنية, سواء حصل على أصوات أو كانت نتيجة الانتخابات في غير صالحه.. فليس من المنطقي أن يكون فائزاً على الدوام, فالساحة السياسية رمال متحركة تحكمها ظروف المرحلة, التي تتعرض لإرهاصاتٍ وهفواتٍ, والحكيم من تكون المراجعة طريقاً للنجاح, على أن يكون محافظاً, على الثوابت التي يؤمن بها.
بعدَ انتهاء ساعات الانتخابات البرلمانية المبكرة في تشرين الأول 2021, كان زعيم تيار الحكمة الوطني, أول المهنئين للفائزين وقبل ظهور النتائج النهائية, إيمانا منه بالعملية السياسية الديموقراطية, مبينا أن تياره, لن يشارك في الحكومة القادمة, ثم ليزيد إصاراً على عدم المشاركة بعد ظهور النتائج, التي لم تَكن متوقعة للجميع, وبالرغم من قناعته أن الانتخابات قد شابها التزوير وأن النتائج لم تكن واقعية, إلا أنه لم يعترض على النتائج الأمر الذي يثبت أن هدفه من الانتخابات؛ هو المشاركة في العملية, كونها تفعيل للديموقراطية وليس الاستحواذ على المناصب.
لعدم حصول أي قائمة على أغلبية تؤهلها لتشكيل حكومة, فقد سعى التيار الصدري, الذي حصل على 73 مقعد برلماني, رافضا التحالف مع القوى الشيعية التقليدية, والمتمثلة بالإطار التنسيقي, معلنا خروجه بتحالف مع كلتي السيادة والديمقراطي الكردستاني, ما أنتج انسداداً سياسياً.. فالحوار من أسس العمل السياسي, وبلاه يصبح العمل فرض إرادة لا يمكن قبوله, ناهيك أن التحالف الذي وصفه أصحابه “بالوطني” لم يكن متوازناً من حيث تمثيل المكونات داخل البرلمان, وبالرغم من التظاهرات الصدرية وتحولها لاعتصام, شاركت به عدة جهات منها التشرينية واخرى غير معروفة أشير لها بالقوى الشعبية الوطنية, تلك الفعاليات التي شابتها كثراً من الشبهات والتجاوزات, على المؤسسات والتأكيد على التشريعية منها, لمنع تحقيق أي جلسة برلمانية, بعد تقديم استقالة نواب التيار الصدري, وإعلانهم عدم المشاركة السياسية, في المرحلة الحالية, ليتحول الانسداد السياسي, لما هو أخطر!
تطورٌ غير مسبوق حصل فقد دخلت سرايا السلام, الى المنطقة الخضراء, حاملة سلاحٌا متنوعا وعجلاتٍ مدرعة, فحصلت مواجهات أفضت عن قتلى وجرحى.. في محاولة أشبه بانقلابٌ واضح المعالم بقوة السلاح, عاشت خلاله بغداد ليلة من الترقب, المشوب بالتشاؤم والخوف من حرب أهلية, فكُلٌ من المهاجم والمُدافع يمتلكان السلاح, ومنه الرسمي وآخر منفلت صواريخ تنطلق على المنطقة الدولية, الذي قد يمتد لكل المناطق, بل كل محافظات الفرات الوسط والجنوب, ما يظهر أن حريقاً كبيراً سيحل بالعراق, مناشدات دولية لم تفضي لنتيجة.
لم يقف تيار الحكمة الوطني مكتوف الأيدي إزاء تلك الأحداث, فحضوره السياسي وعلاقاته المتزنة, مع كل الأطراف السياسية, جعله من المساهمين الأساسيين, في الحيلولة دون انزلاق العراق, إلى ما لا تحمد عقباه” فعملهم ومواقفهم السابقة, لطالما سعت لإطفاء الحرائق, وتجنيب البلاد المنزلقات الخطرة, وعقلنة المسارات السياسية, وتفكيك الأزمات وبأقل الخسائر, وتقديم الحلول الناجعة والهادفة والهادئة، وبَيَّنا أن هذه الخطوات, رسخت المسار السياسي, ومبدأ التداول السلمي للسلطة, والركون للسياقات القانونية والدستورية”. حسب ما أدلى به, زعيم تيار الحكمة الوطني, في مؤتمرات ومناسبات عدة..
درسٌ سياسي آخر يُسَطِرهُ تيار الحكمة الوطني, معتمداً على أساسٍ رصين من تأريخه الناصع والمُشرف, الذي لا يعتمد على المصالح الضيقة, ليثبت وجوده بتقارب وجهات النظر, من أجل العراق, في مؤازرة الحكومة, عندما يكون عملها راجحاً في محاربة الفساد, وتكوين دولة المؤسسات لا حكومة مناصب سياسية, مجردة من الوطنية الشاملة, والعلاقات المتوازنة, داخلياً وإقليمياً ودولياً, لينهض العراق من جديد.