23 ديسمبر، 2024 5:17 ص

الحكمة والصفوة كلمتان من القرآن

الحكمة والصفوة كلمتان من القرآن

التمعن في كلمة الحكمة نجدها كلمة قرآنية مكونه من ستة أحرف ، وورود ذكرها في عدة ايات منها قول الله تعالى (( وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ )) النساء 113، فهل الكتاب والحكمه أينما وجدت شيئان مختلفان أم أنهما شيء واحد ؟الكتاب والحكمه هو شيء واحد وهو القرآن الكريم ، والدليل على ذلك قوله تعالى (( وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ )) ، فلو كانا شيئان مختلفان لقال الله ( يعضكم بهما ) ولكنه قال (( يَعِظُكُم بِهِ )) وهذا يدل على أنه شيء واحد ..ايضاً نلاحظ قول الله تعالى (( ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ )) ومن هنا تبعيضيه أي أنها جزء من القرآن ، ويقول الله تعالى (( ذلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ )) والذكر الحكيم هو القرآن فهو سمي بالحكمه لإنه حكيم ، أما من يقول بواو العطف فهذا غير صحيح ويجوز عطف الشيء على مثله ، كقول الله تعالى (( تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ)) والقرآن هو ذاته الكتاب المبين ..!!
كلمة الصفوة، هي خيار الشيء وخلاصته وما صفا فيه. والصفاء هو مصدر الشيء وصفوة القدر. والصفاء لا غث فيه ولا كدر. يقول القرآن الكريم :”فأذكروا اسم الله عليها صوافي، الحج 36″ اي خالصة لله تعالى ، والاصطفاء والاختيار هم الانبياء المصطفون، أي المختارون. يقول القرآن الكريم “ان الله أصطفى آدم ونوحا وآل أبراهيم وآل عمران على العالمين, آل عمران 33” “اي اختارهم من بين البشر لقيادة الناس بالصفاء والاخاء والعدل ، وقيل في الصفوة هم جماعة الحل والعقد وهم الفقهاء ووجوه الناس وأهل الرأي والتدبير وآلوا المكانة فيهم ، والرأي عندي ان اهل الحل والعقد هم الممثلون الحقيقيون للامة سواءً كانوا من أهل العلم أو الفقه اوالسياسة أو الأدارة أو المال ، ولهم حق اختيار قيادة الدولة في الاسلام لانتخابهم شروط حددتها الشريعة الاسلامية، ويقف على رأسها الاعتدال والثوابت القيمية المعروفة مثل الامانة والحيادية والصدق في القول والعمل، لذا يجب ان يكونوا من الصادقين العدول. لأن العدل في الأسلام تقريري لا يجوز أختراقه ابداً.
من هذا أصبح تيار الحكمة الذي أعلن عنه عمار الحكيم بعد خروجه من المجلس الأعلى، هو يحمل الصفات التي ذكرها القرآن الكريم ، ونطق بها أهل بيت العصمة؟ ، هل يحمل هموم شعب بكامله من جنوبه إلى شماله ومن شرقه إلى غربه ؟ نعم هذا ما صرح به رئيس تيار الحكمة من خلال لقاءاته وخطبه بانه تيار منفتح على جميع أبناء الوطن الواحد، والكل عنده سواسيه ، الحكيم لم يكن منهجه بعيداً عن المسارات التاريخية، التي تحمل في طياتها إرثه الديني والسياسي، الذي يمتد لمائة عام، والخطوط العريضة التي رسموها شهداء آل الحكيم في زمن الطغاة وزمن قل فيه الناصر والمعين ، فأخذ يطبقها وفق آليات جديدة, ومناهج حديثة, حسب متطلبات المرحلة القادمة، فهو لم يتخلى عن اسلامه من اجل مكاسب سياسية، لكن لكل مرحلة متطلباتها، بهذه الطريقة تحتسب الأولويات والنتائج ، نراه اعلن في مولد الامام علي عليه السلام ، على التحالف الوطني ان يختار رئيسا له ، جعلت من الجميع ان تتمسك بالحكيم لانه زاهد ولايريد ان يكون متسلطا اوراغب فيها ، والعكس لو كان مطالبآ بالبقاء لاصبح الجميع ضده ويريدون استبداله ، الحكيم يتميز بالوسطية والإعتدال، وهذا ما يجعله مختلفاً عند الكثير من السياسيين، فتجد له مقبولية واسعة عند الاعم الأغلب، فالمزج بين الأسلام والمدنية ليس مثلبة، ومن كلام الامام علي عليه السلام الى احد ولاته “وأشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبة لهم، واللطف بهم، ولاتكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين، وإما نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل، وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك، مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنك فوقهم، ووالي الأمر عليك فوقك، والله فوق من ولاك، وقد استكفاك أمرهم وابتلاك بهم».فلا توجد في العالم نظرية تدعو للمدنية، أكثر مصداقاً من تلك التي وضع معالمها الامام علي عليه السلام، واليوم حقا للحكيم ان يقتدي بها، ويضعها منهاجاً لمسيرته القادمة ، كما قال ان تيارنا “يفتح ذراعيه لكافة المواطنين على اختلاف مشاربهم ومعتقداتهم للانضمام إليه لأننا نؤمن ان الوعاء الأكبر للانصهار هو الوطن ، وان الرابطَ الأقوى للشعب هو المواطنة التي تضمن لنا العيشَ بحرية وكرامة ، وتجعلنا فخورين بدولتنا وشعبنا .