قال عالم اجتماع علي الوردي” يرى البعض في هذا العصر, أن الدين يدعو الشعوب, إلى الخضوع والاِستسلام لحكامهم الظالمين, وهذا الرأي ينطبق على الدين المستأجر, الذي يستخدمه الطغاة، أما الدين الذي يأتي به الأنبياء المنذرون؛ فهو دين الثورة”.
هناك فَرقٌ بين الدين المُنزَل, مِن الباري جَلَّ شأنه, وبين من تَقَمَّص دور المُتدين, فالدين ليس بالعبادات فقد, وإنما الدين المعاملة بكل جوانبها, فلا يُمكن للرجل الذي يحترم دينه, أن يَكذب أو يغش الناس, أو يستغل حاجتهم من أجل إذلالهم, والتَسَلُط عليهم وعلى مُقَدَراتِهم.
محاولات تشويه الأديان السماوية ليس جديداً, فعلى مَر الزمن نَجدُ هناك, من يقوم بتلك العملية الشاذة, والعراق الجديد ليس بالحالة الفريدة, فقد حاول كثير من الساسة, بتصديهم للسياسة إبتغاء الحُكم, وكمثالٍ على ذلك حكومة دولة العباسيين, الذين وصلوا إلى سدة الحكم, تحت شعارِ ” يا لثارات الحُسين”, سرعان ما انكشفت نواياهم, بَعدَ أَن صَفا لهم عَرشُ الحُكم, حتى بعض الاِحتلالات المتوالية على العراق, كانت ذا صبغة دينية, كالاِحتلال العثماني وغيره.
تناسى بَعض الساسة التأريخ, فأعادوا اِدعاءات من قبلهم, ليجلبوا السمعة السيئة للدين الإسلامي, مفرقين بين مكونات الشعب العراقي, فذلك متعصبٌ لمذهبه, وهذا مُتَعصبٌ للقومية التي ينتمي لها, واقتسمت ثروات العراق, مِثل غنيمة وقعت بيد غُزاة, فضاعت موازنات كان مؤملاً منها, ان تَبني عراقاً مزدهراً, لينعم المُواطن العراقي بما حَبى الباري العراق؛ من نهرين كبيرين ونفطٍ, وغيرها النِعَم.
كان لابُدَ من حَكيمٍ يُصَحِحُ المَسار, ليعدِل كَفة الوطنية ويُنصِفُ الشباب, الذي لَم يُفَكر به اغلب ساسة العراق؛ فولدَ تيارٌ جديد يحمل في منهجه, تأريخاً مُتراكماً يمتد لقرن من الزمان, وفِكراً وطنياً يحترم كل المُكونات, معتمداً بأساسياته تمكين الشباب الواعي.
عَقدٌ ونِصف من الإرباك السياسي, ويأسٌ أصاب المواطن العراقي, ليقول شباب العراق كفى, ويجب تصحيح المفاهيم الإسلامية التي شوهها المتصيدون؛ وإعادة ثقة الشعب العراقي لإنهاء معاناته, ولا يجرب المجرب الفاسد ثانية.