23 ديسمبر، 2024 3:27 ص

الحكمة شئ ” والحكة ” شئ آخر !

الحكمة شئ ” والحكة ” شئ آخر !

لطالما سألت نفسي : من أنتم بحق السماء ؟ فلم أحصل إلا على إجابة واحدة أستحي ان أذكرها للعيان ! ولكن مالذي يجري لو ذكرتها علانية ؟ لاشئ ! سوى بعض الهرطقات التي ستطفو هنا هناك من بعض السماسرة والدجالين اللاهثين خلف الدرهم والدينار ، وهذه الهرطقات لن تفت في عضدي مقدار قطمير ..
من هنا سأبدأ معك ايها الطباطبائي الفارسي ، أتنكر أنك ولدت على أرض فارس وترعرعت فيها ، أتنكر حملك للجنسية الفارسية اللعينة ، أتنكر حملك للسلاح ضد العراقيين في حربهم مع مشعول الصفحة خميني الدجال وأعوانه ، أتنكر أنك كنت نكرة فتحولت الى غيرها بفضل السلب والنهب بأسم الدين وهو منك براء ؟؟ أتنكر أتنكر ؟ أعرف أنك ستختلق الذرائع المستهلكة التي لاتسمن ولا تغن من جوع .. وأعرف أنك ستقول : أنا إبن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني ، وأعرف تماما انك أبن ” عزيز العراق ” بزعمكم ، وإبن أخ ” شهيد المحراب ” وإبن خالة ذلك الذي بال على عقبيه وقوفا ، وإبن عمة صادق خلخالي ، وإبن جدة بهشتي ، وإبن اخت صاحبة التاج والمعراج صبيحة بازوكة ، وأبن خال الشيخ شعيوط المعروف بالشيخ الشقندحي .. أعرف كل هذا ولكني أتغابى ، بل أفتري عليك إفتراءً عظيما ، لأني – وكما يصور لك عقلك ” الحكيم ” – من اني صدامي بعثي ناصبي إرهابي وهابي تكفيري- يجب قتله إسوة بالطيارين والعلماء الذين قتلهم صاحبك المنشق ” هادي العامري ” وباقي ثلة العضاريط من الذين لايخجلون ولا يستحون .
إذن مالذي دعاك الى الإنشقاق عن المجلس الدوني وتشكيل ” حزب الحكمة الوطني ” ؟ أهي الوطنية حقا أيها الفارسي اللعين ام هي المكاسب التي جعلتك تبني قصورا وقبورا لعمك وأبيك من اموال العراق ؟ ثم قل لي من أين لك هذا وأنا أعرفك ” كحيان عدمان لاتملك احمرا ولا أصفرا ” فمن أين لك هذا يا ” حجة الإسلام والمسلمين ” ؟ .
بالأمس كنا نستغرب لو إختلس احدهم بضعة مئات من الدنانير العائدة للدولة ، رغم أن أجهزة الدولة سرعان ما تودعهم السجن فيكونوا عبرة لغيرهم ، واليوم – ولله الحمد – لم تعد تلك الامور غريبة علينا ، فبكل يوم نرى ونسمع أنكم سرقتم المليارات وحولتموها الى البنوك العالمية ثم تاكلونها وتصلون وتصومون تماما كصلاة إبليس وكأن شيئا لم يكن .
لنعد حضرة السيد إلى حزبكم الجديد ” حزب الحكمة ” أو ” الحكة ” كما أسماه بعض الظرفاء : فما هي الحكمة بربك ؟ هل هي أستحواذك على مساحة من الأراضي في الجادرية والكرادة وباقي المحافظات بمساحة تعدل مساحة بيروت ، أم انها ذلك الترف الباذخ الذي تعيشه أنت والذين معك من اللصوص وقطاع الطرق ؟ أم هي إنفرادك بالنسوان الجميلات لتقرأ عليهن ” إنا أعطيناك التفاح ” ؟ برأيي لا هذا ولا ذاك ، ومن الاجدر بك – لو كنت شريفا حقا – أن تنصاع لمنطق العدل والحق وتعود من حيث أتيت لأني أرى ، فيما لو بقيت هنا ، أن مستقبلك سنتهي بالسحل كما سُحل الذين من قبلك ، وإبشرك أن هذه العملية ستتم على أياد قريبة منك وتحديد من قبل حلفاء الامس في المجلس الدوني .
فما الفرق بين الحكمة والحكة ؟ سأجيبك بصراحة : قال تعالى ((يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا )) – البقرة : 269 .. والحكمة تعني فيما تعنيه : الفقه في القرآن ، العلم والفقه ، الإصابة في القول والفعل ، العقل ، الخشية ؛ فأنت لافقه لك في القرآن ، ولا علم لك ، ولا أصابة تتمتع بها ، ولا عقل لك ، ولم تخش الله يوما ، والدليل هو ذلك العيش المترف الذي تعيشه في املاك مغصوبة فضلا عن تعاليك غير المبرر كونك من نطفة قذرة وجيفة مذرة .
أما ” الحكة ” فهي نوع من انواع الحساسية التي تصيب الجلد ، وهو إحساس بتهيج جلدي تنشأ عنه الحاجة الى الهرش كالجرب ؛ أو علة ينشأ عنها الحكاك ، والحكة : شك في الدين وغيره ، والحكة هي الجرب يصيب عضوا ما فيضطر صاحبه للحكاك والحك إمرار جرم على جرم صكا ، حك الشئ بيده : يحكه حكا ؛ قال الأصمعي : دخل إعرابي البصرة فآذاه البراغيث ، فأنشأ يقول :
ليلةُ حكٍ ليس فيها شك – احك حتى ساعدي منفك !
أسهرني الأسويد الأسك !!
وحكني واحكني وإستحكني : دعاني الى حكة ، والإسم الحِكة والحكاك ، اما الحكحكة فلا أصل لها في اللغة ، إلا انها طارئة جاءت بُعيد تأسيسكم للحزب الحكة . لذا أقترح عليكم تبديل الاسم من الحكمة الى الحكة ثم اطلق العنان لضميرك كي يصاب بالحكة ، حقا ان تحك ولاتستحي ..