قال الشيخ محمد متولي الشعراوي, وزير أوقاف سابق بالحكومة المصرية:” الثائر الحق هو من يثور لهدم الفساد، ثم يهدأ لبناء الأمجاد”.
حالة اضطراب سياسي, منذ 14 عام في العراق من أسبابها؛ استيلاء الفاسدين, على مرافق الدولة ومناصب حكومية, صُرِفَت على مشاريع وهمية, واخرى مع شركات متلكئة, وجيوب كانت فارغة, أصبحت تمتلك المليارات.
ألمرجعية المباركة في النجف الأشرف, ألحاضرة على تقويم الخطأ, والتي لم تَبخَل يوماً واحداً, على الطبقة الحاكمة بالمشورة, وباعتراف جميع الساسة, أن المرجعية لم تُقَصِّر في النصيحة, إلا أنها جوبِهَت بآذان صماء, فليس للنزيه تأثير, كي يلبي ولو المطالب الرئيسية, من أمن وخدمات.
وعودٌ كاذبة تتردَّدُ, في كل دورة انتخابية, لم يلمس منها المواطن إلا السراب, لتقوم المرجعية باتخاذِ لغة الصمت, ورفض مقابلة الساسة, عسى أن يرجِعَ من اكتنفه الفساد, ويرجع عن غَيِّه, ولكن بدون فائدة, لذلك اتجهت المرجعية المباركة للمواطن, لتنصحه بعدم انتخاب من فشل عمله, ومن فَسدَ وأفسَد, فقابل المعنيون ذلك الأمر, بالمراوغة تارة, والتهديد والترغيب والتزوير, تارة أخرى.
مُطالبات, تظاهرات, اِعتصامات, أنتجت دخول المنطقة الخضراء, مركز الحكومة والبرلمان, أسفرت عن حملة تغيير مشوهة, كونها ضمن المحاصصة, لم تُسفر عن إصلاح حقيقي, فالأزمات متراكمة حَدّ التُخمة, وفقدان محاسبة من الفاشل والفاسِد, إضافة لما أنتجته المراحل السابقة, من ضياعٍ للواردات, وخزينة الدولة فارغة, إلا من ثلاثة ملياراتٍ, حسب قول العبادي رئيس مجلس الوزراء.
اَلحَربُ على داعش جَعَلت من العراق, دولةٌ مُثقلة بالديون, ولا طاعة لمن يمتلك الرأي والحِكمة, حتى وَصل الحال, إذا سأل المواطن أهل الرأي, قربت الدورة للانتخابات, فمن ننتخب؟ يأتي الجواب:” نصحنا الساسة ولم يتعظوا, ووجهنا المواطن, فَفضل, من ابتزه, على البحث عن الأجود”.
تم الإعلانُ مؤخراً, عن تشكيل سياسي جديد, يحمل تسمية الحِكمة, بزعامة السيد عمار الحكيم, الذي طالما طالب بالتغيير, ومحاسبة الفاسدين, ليتعرض على مَر تلك الأعوام, لحملات تشوية وتسقيط, جعلته لا يشارك, في حكومة عام 2010.
شاركت كتلة المواطن, بحكومة حيدر العبادي, بثقلها الكبير من قادة المجلس, كحكومة إنقاذ بفكر متميز, حيث الخبرة الحكيمية, في إدارة الأزمات, والمستمدة من توصيات المرجعية المباركة, فهو الأقرب لها فكرا.
ولإيمان السيد عمار الحكيم, أن الحِكمة لا تتوافق مع الفساد, فقد عمد لآلية جديدة, جعلها شَرطاٍ أساسياً, لقبول من يرغب بالانتماء, أو البقاء على الولاء, عبارة عن خلو سجله من الفساد.
وقد قالت العرب:” احترم الماضي, واحترس من الحاضر, ان اردت ان يكون لك مستقبل”, فهل سنرى مُستقبلاً للتغير, في ظل حكمة الحكيم؟.