18 ديسمبر، 2024 8:54 م

الحكمة بشرطها وشروطها

الحكمة بشرطها وشروطها

انبثاق تيار الحكمة الوطني كتيار سياسي في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق ، يمثل انعطافة مهمة في السياسة العراقية الداخلية وسط صخب وضجيج الحركات المنحرفة التي تسرق عقول عشرات الشباب العراقي يومياً نحو الكفر والإلحاد تحت مسميات المادية وغيرها هذا من جهة ، ومن جهة أخرى ماخلفته داعش من أفكار التكفير والقتل والتطرف ، فضلاً عن التخندقات المجتمعية والطائفية وتموضع الحركات السياسية التي تزدحم بها الساحة العراقية، وتدخلات بعض الدول سواءاً عربية كانت أم أجنبية في تسيير وتوجيه الأحداث الجارية وفق مخططات مدروسة في استهداف العراق أرضا ً وشعبا ً .
وإن العراق بأمس الحاجة إلى مشروع سياسي عابر للمكونات كما تم التعبير عنه سابقاً في هذه المرحلة وخاصةً بعد تحرير المناطق العراقية من براثن قوى الظلام والتكفير الأهوج ، يكون مشروع وطني يسمح لكل عراقي الولوج فيه بغض النظر عن هويته المذهبية والاثنية والشرط الوحيد لدخول الحكمة هو الوطنية والاعتزاز بالهوية العراقية وحمل الهم العراقي والعمل على تحقيق المصالح العراقية العليا بتجرد تام ، والإبتعاد عن مغازلة المصالح الخارجية على حساب مصلحة الوطن والمواطن .
كما ومن المهم نبذ المصلحة الشخصية ، وعدم الإصرار على الفشل تبعاً للتحزب الأعمى ، وتقبل النقد البناء والوقوف عند أفكار الآخرين ، والتجدد المستمر والعمل على إصلاح ما افسدته السياسات الخاطئة خلال الفترة المنصرمة.
ويستلزم التعاطي مع الجميع بموجب الحكمة لا بالكبرياء وتزمت المسؤول وترك الفوقية والتعالي وعقدة الشعور بالأفضلية
لأنها أبرز أسباب الفشل الذريع الذي أصاب أغلب الأحزاب والحركات السياسية الإسلامية وغير الإسلامية.
من أبرز متبنيات الحكمة بناء دولة المواطنة والاعتراف بالشراكة الحقيقية واستيعاب جميع الأطراف وبناء علاقات وطيدة مع من يتناغم فكره مع فكر المشروع الوطني ، وعدم التفريط بالأقرب الموجود في الساحة الوطنية ، وهذا مايقطع الطريق على الشعارات العلمانية التي تحاول النيل من ثوابتنا الدينية ،
الحكمة تعني الوجه الآخر للعمامة حيث اعتاد الأغلب الأعم على رؤية العمامة متخندقة متعصبة تفتقد للحوار الوطني ،
بينما في مشروع الحكمة ووفقاً لمتبنياتها الوطنية تعطي صورة مغايرة تماماً لما تم الترويج له بشأنها.
نرى تحولاً كبيراً فيما حدث بالإعلان عن الحكمة الوطني كتيار سياسي يفتح أبوابه لجميع العراقيين على إختلاف مشاربهم ومناهلهم مستنداً على أسس وطنية بحتة وبزعامة شخصية إسلامية داعية إلى دولة مدنية ديمقراطية إن طبقت بشرطها وشروطها سيكتبها التاريخ بصفحات من ذهب وكلمات من نور .