18 نوفمبر، 2024 1:01 ص
Search
Close this search box.

الحكمة السياسية والموقف الانساني ..النجيفي انموذجاً

الحكمة السياسية والموقف الانساني ..النجيفي انموذجاً

ما ان تتابع الشأن السياسي العراقي على نحو حيادي بعيد عن الانتماءات الطائفية والعنصرية والاثنية، حتى تتبين حجم الخراب والفساد والانحدار الذي نعيشه جراء الصراع والزعيق السياسي، والفوضى التي يتباهى بها الاطراف المتنافسة على السلطة.. حتى باتت الساحة السياسية، ساحة حرب خداعة تمتاز بنصب الكمائم والمكائد للآخر المختلف.. وكان الهجوم على الاخوين النجيفي خير مثل للمرحلة الراهنة..

حيث استثمر البعض كارثة سقوط الموصل بيد داعش فضلاً عن احتلال بعض المدن العراقية ، للتستر على المجرم الحقيقي ومحاولة النيل من محافظ نينوى (أثيل النجيفي) والعمل على إقالته نكاية بأخيه نائب رئيس الجمهورية الذي كان ومازال يردد باصرار ان اهل نينوى هم الاقدر والاحق بتحرير مدينتهم، مع الاعتزاز بالانتصارات التي يقدمها الجيش والحشد الشعبي في المناطق الاخرى، وهو الامر الذي حرك بعض الاصوات التي تجيد عزف الطائفية وتصديرها الى مسامع الشارع العراقي، بعد إضافة تأويلات لا صحة لوجودها على أرض الواقع.

على الرغم من هذا وذاك فان (أسامة النجيفي / نائب رئيس الجمهورية) بقي صامتاً من دون رد على كل من أسهم بتشويه صورته وصوته الوطني.. معلناً بذلك امتلاكه نوعاً من الحكمة التي قد لا يراها معظم صُناع القرار السياسي..

ابتعد النجيفي عن كل ما يحيط به من فوضى، وانشغل بأمر انساني أعلى وأسمى وأشرف من السياسية بكل ما فيها.. انشغل النجيفي بخبر طفلة عراقية أسمها (حوراء) كانت قد فقدت ذراعيها إثر حادث قطار ، وكانت قناة السومرية الفضائية من خلال تقرير لها قد عرضت مؤخرا مناشدة لأم بغدادية تطالب السياسيين بعلاج أبنتها (حوراء)..

انشغل النجيفي بطفولة حوراء الضائعة واستعجل استجابة النداء، معلناً تكفله بعلاج الطفلة ودفع تكاليف العلاج كافة وعلى نفقته الشخصية.. وإعادة طفولة المفقودة، بحسب ما نشرة قناة السومرية.

من هنا بدا النجيفي أكثر إنسانية وحكمية من السياسيين العالقين في مضمار السباق على السلطة والجاه..

قد يدرج الموضوع الانساني بضمن سوء النوايا، وقد يحسب للاغراض الدعائية، ولتحسين الصورة.. وعلى الرغم من كل هذا وذاك .. اتمنى من القلب ان يروج السياسيين والبرلمانيين لانفسهم بهذه الطريقة الانسانية الرائعة من خلال تبني علاج الاعاقات والتشوهات التي سببها الارهاب..

أحدث المقالات