23 ديسمبر، 2024 8:19 م

الحكــــيم … والسـياسـة الوسطيـِة

الحكــــيم … والسـياسـة الوسطيـِة

لاشك ان الأعم الأغلب اليوم يفهم السياسة عبارة عن منصب ما او قيادة مجموعة تؤمن بنظرية معينة او مشروع معين وفق نظرية ما تشكلت عليه هذه ألمجموعة وتؤدلج أنصارها وفق مشروعها الخاص الذي تشكلت او بنيت من اجله , البعض تشكلت من اجل طائفة او من اجل قومية او البعض الأخر تشكلت من اجل مصالح خاصة وهذه النظريات ألان متداولة في جميع سياسات العالم ,وهناك نظريات أخرى في السياسة وهي النظريات الإسلامية وهذه أيضا فيها عدة وجوه , الوجه الأول يلغي جميع الطوائف والقوميات والنظريات في العالم ويعتمد على النظرية التي يعتقد بها فقط , النظرية الثانية تعتمد على ان تتلاءم مع الوضع المتقدم والانفتاح على جميع الأصعدة في العالم من تقدم في التكنولوجيا والتطور الهائل مثل الفضائيات وشبكات الانتر نت والموبايل الخ … النظرية الثالثة الوسطية وسميت بالسياسة الوسطية التي كانت يعتمدها النبي محمد (صل الله عليه واله وسلم) رغم علمه ويقينه الكامل بالرسالة التي يحملها من الله تعالى , لكن اعتمد السياسة الوسطية في كثير من الأمور مثل صلح الحديبية , ومن دخل بيت ابو سفيان فهو امن , وابن أبي سرح الذي اعتده على الفاطميات وهدر دمه الرسول ( صل الله عليه واله وسلم ) وستشفع له بعض الأصحاب وأخلى سبيله , ومسألة بعض الأصحاب رغم علمه بنواياهم الخ ….
وكذلك سياسة الإمام علي (عليه السلام ) التي امتدت من سياسة الرسول الكريم (صل الله عليه واله وسلم ) في مسألة ألخلافة رغم علمه ويقينه انه هو ولي أمور ألامة بعد النبي محمد( ص) لكن حفاظاً على ألامة من المنزلقات والمسارات ألضيقة التي يعتمدها البعض لشق صفوف المسلمين ,اعتمد (عليه السلام ) السياسة الوسطية ,
وكذلك الإمام الحسن (عليه السلام ) مع معاوية …لا نريد الخوض في هذا الأمر كثيرا بقدر ما أردنا ه محل الشاهد على السياسة الوسطية التي انتهجا أهل البيت (عليهم السلام )التي استمدت من نبي الرحمة محمد (صل الله عليه واله وسلم )تلك السياسة التي حفظت ألامة من الانهيار ووضعت المسارات الصحيحة وابتعدت كل البعد عن التخندقات ألضيقة ونظرية الحزب والفئة ,
لكن ما نريد معرفته او قوله هل نعرف مفردة او مفهوم السياسة بالأشخاص او نعرف الأشخاص بالسياسة وما هو المعيار لمعرفة السياسي الصحيح الذي ينتهج السياسة الوسطية كما اشرنا إليها مسبقا ,
من المؤكد ولاشك في ذلك ان نتعرف على السياسة الحقيقية التي انتهجها نبي الرحمة وأهل بيته (عليهم السلام )حتى نضمن سلامة مشروعنا ومسارنا بالاتجاه الصحيح ,
قد لا يظن البعض كل من شغل منصب في ألدولة او رئاسة حزب او مجموعة يعد من السياسيين الذي يعتمدون مبدأ السياسة الوسطية بل أولئك يعملون وفق قوانين معة لهم وتسير أمور ألدولة ضمن دستور قابل للنقصان او الزيادة وهذا ما يسمى بالمنصب الوزاري او الرئاسي او رئيس حزب والمتعارف عليه بالأوساط ألعامة بالسياسة , ونحن نعتقد بان تعريف السياسة الحقيقية من خلال منصب او قيادة مجوعة او فئة هذا أمر خاطئ لكونه في كثير من المواطن يتعارض مع ان تشغل منصب ما وإرادة المجتمع ولذلك الإمام علي (عليه السلام) بعد وفاة النبي (صل الله عليه واله وسلم ) لم يستلم اي منصب في ألدولة انذاك لكن مارس دوره بكل ما اوتي من قوة وعمل ضمن سياسته الخاصة ألقائمة على العدل ليس كما أراد الآخرين وبالتالي عرفت ألامة وحدد الحق من الباطل وكثير منهم صحح مسار حياته واتجه نحو الطريق السليم بعد معرفته الكاملة بالسياسة الوسطية والحقيقية ,
او كما نرى ألان بما تقوم به المرجعية الدينية في النجف الاشرف من ممارسة دورها الحقيقي وسياستها الوسطية المعتدلة رغم لم تستلم منصب سيادي في ألدولة لكن كان وما زال دورها فعال ومهم لم تكن يوما ما اصطفت او تخندقت مع جه ضد أخرى وإنما كلامها ونصحها موجه للجميع لا يشمل طائفة معينة او حزب او قومية ,
وكذلك القوة الوطنية التي استمدت مشروعها وسياستها من سياسة الرسول الكريم (صل الله عليه واله وسلم ) الى سياسة أمير المؤمنين وأهل البيت (عليه السلام ) الى سياسة المرجعية الدينية ( دام ظله ) وممارسة دورها الحقيقي وسياستها الوسطية التي هي الرائدة اليوم في الساحة العراقية بعد كشف كل المحاولات التي إرادت ان تقلل من دورها الحقيقي والريادي لقيادة المجتمع والنهوض بالواقع المتردي منذ عقود من الزمن وعملت بكل جد وإخلاص من اجل بنا الوطن والمواطن ومن هنا نقول كما قال الإمام علي( عليه السلام ) (اعرف الحق تعرف أهله ) او( اعرف الحق بالرجال وليس الرجال بالحق)