الحكام لا يعرفون التغيير لان الحكم وخصوصا في المجتمعات الشرقية الابوية يؤدي الى تقولب التفكير.الحياة في حالة تطور وتغيرمستمر وسريع وسرعة التطور تزداد بمرور الزمن وكلما تطور العالم ازدادت سرعة التغير. فقد بقي العالم يسير ببطيء آلاف السنين ثم جاء عصر النهضة فتسارع التطور ثم جاءت الثورة الصناعية فتسارع اكثر ثم ازدادت السرعة مع عصر الالكترونيات ثم عصر الانترنت والثورة الرقمية ولانكاد نُصبح على خبرعلمي جديد الا ونمسي على اخر اجدد منه والاخبار العلمية تتساقط على رؤوسنا كالمطر .
العلم يتسارع تطوره بشكل يفوق الوصف فهناك آلاف الجامعات ومراكز البحوث والباحثون والشركات والمختبرات يقومون بابحاث في كافة المجالات. عمر الانسان يتناسب عكسيا مع قدرته على التغير كلما زاد عمر الانسان قلت قابليته على التغير والتغيير وعلى استعداده لقبول التغيير بل ويصبح مقاوما للتغيير. الشباب يرتبط بالتغيير والثورة والمظاهرات , ووسائل التواصل الاجتماعي التي دخلت خلال العقود الاخيرة الى مجتمعاتنا بدأت ترتبط بالتغيير .
الحُكام وأغلبهم من كبار السن ,هم من اشد من يقاوم التغيير وهي سمة مهمة من سمات من يجلس على كرسي الحكم (مقاومة التغيير) . والفجوة الرقمية بين الحكام والاجيال الجديدة كبيرة وتزداد اتساعا الى حد ان انظمة الحكم قد لا تستطيع متابعة الاحداث ,خصوصا أن الاحداث وبمجرد وقوعها تجذبها وسائل التواصل ,لان عالم وسائل التواصل من السعة بمكان ,بحيث حتى اكبر دول العالم بامكانياتها لاتستطيع تغطيته فهو يتسع بشكل مستمر .ونسمع ما يحدث من اختراقات بين دول العالم المتقدمة سواءا بالتأثير على الانتخابات او اختراق مواقع الشركات والوزارات فيما بينها . مما يؤدي الى مساجلات وأزمات دبلوماسية وتوترات سياسية وقد تصل الى ان تكون عسكرية. كما أن أغلب مؤسسات مراقبة المواقع وهي تتبع اجهزة أستخبارية يقودها اشخاص اما سياسيون لايستطيعون فهم مايحدث تقنيا او تقنيون لا يفهمون سياسة ما يحدث وبأي سرعة يحدث.
الكل مخترق ,الحاكم والمحكوم , عندما يُعلن ان امريكا راقبت تليفونات رؤساء دول مثل انجيلا ميركل ويُعلن ذلك من قبل حلفائها ,وان روسيا تدخلت رقميا في الانتخابات الامريكية وساعدت مرشح على الفوز, وان بعض الاشخاص هكروا مواقع وزارات دفاع او مواقع مهمة في دول عظمى هذا يعني لن يكون هناك شخص او مؤسسة محمي مهما استخدم من مضادات الفيروسات وبرامج مكافحة الاختراق وان الامر سيبقى نسبيا.
كيف يفهم الحكام ان الزمن يسير سريعا وانهم لم يعودوا يستطيعون فهم حركة التغيير التي تقودها وسائل التواصل ومهما كنت متمكنا فهناك من سيكون اكثر منك تمكنا .
*طبيب اختصاص وباحث