23 ديسمبر، 2024 6:11 ص

الحق يعلى ولا يعلى عليه

الحق يعلى ولا يعلى عليه

ما يجرى على شعب عاش قرون تحت مطرقة الكبت والحرمان ، عاش وهو يحذر من كل شئ حتى من الحائط الذي يتكئ عليه ، عاش وهو يحمل كل معاني المحبة والالفه ، يحمل معاني الإيمان والعقيدة ، حتى أصبحوا يقدمون ارواحا ازهقت بابشع الطرق التي يندى لها كل ضمير حي ، و حجرت أجساد بين أربعة أركان من الاقفا ص التي لايعرف منها الليل من النهار ، هي ذكريات نظام تسلط على شعبه بالسيف والقوة ، لكن مأن سمحت الفرصة ان يتغير هذا النظام ويطاح به حتى تحول البشر إلى نهج آخر منفتح على كل العالم ليعلن له بصوت الحرية والديمقراطية ، ولكن !! أي ديمقراطية ؟ ديمقراطية الخلط بين العمل الصالح والطالح ولانميز ايآ منهما هو الأرجح للنجاح والاستقرار ، نرى مجالس الوعظ والإرشاد تعم المساجد بعدما كانت محرمة وممنوعة علينا ويحاسب القانون البائد عليها !!، اذا ماهو الفرق بين البارحه واليوم ، كنا متحابين متعايشين فيما بيننا بكل ماتعنيه هذه المعاني من حب وتعاون ، وقضاء حوائج الآخرين بدون اي مقابل رغم أن الثقافه الدينية ممتنعه علينا ، واليوم أصبحنا متخاصمين متنافرين ونحن نعلم أن عدونا واحد وهو من يريد تفرقنا حتى يسهل له اختراقنا ، تركنا قول الله رغم مانحن نعلم ونعي جيدا كل مانسمعه من الخطبا ء والوعاظ في المساجد ونسمع ونعي ماتريد منا الرساله المحمدية من محبه وتوحد ، وتركنا قوله تعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )) ، أيهما نتبع اختلط علينا الأمر البشري الذي نتعايش معه الكل يدعي الدين والإيمان والمحبة لأهل البيت عليهم السلام ، لكن أعمالنا تختلف عن النهج الصحيح لهذه الرساله ، ومايجري اليوم في عشائرنا من تصرفات مخالفه للدين وللعرف وللقانون ، الدين معامله وليس صوم وصلاة ، من هذا كله اختلط علينا الأمر فسلط الله علينا أمورا وأحداث بسبب أعمالنا ، ولاتصلح الأمور الا بعد أن نأخذ حقنا الشرعي المخصص لنا و ننبذ ماهو ليس لنا خلف ظهورنا ، حينها سنربح التجارة الابديه الازليه مع الله ، علينا أن نتعامل بالصدق والأمانة وعدم التجاوز على الاخرين ، بل مد يد العون والمساعدة لهم حتى يكون الأمر كما جاء ( ماكان لله ينمو )) .
وهذا ما سارعليه السيد عمار الحكيم في مشروعه الجديد تيار الحكمة الوطني، منفردا به عن مشروع ترعرع فيه من ايام الصبا وعاش معه ايام المحنة والجهاد والتضحية ، وعندما رأئ الأمر تزاحم بين البقاء والخروج ، اختار الخروج حفاظا على مبادئ ذلك التيار الإسلامي حتى يبقى هو الاقرب له في مشروعه الجديد .