الحق يؤخذ ولا يعطى

الحق يؤخذ ولا يعطى

رسالة الاسلام عظيمة بكل تجلياتها ورجال الرسالة متمثلا بنبي الاسلام محمد صلى الله عليه واله اولا وعترته الطاهرة عليهم السلام في الحفاظ على هذه الرسالة العظيمة ، قدم النبي وعترته كل غال ونفيس من اجل تثبيت مبادئ هذه الرسالة ، فالاولوية تثبيت مبادئ الرسالة ، كيف تثبت المبادئ ؟ تثبت من خلال العمل بها ومواجهة من يردعنا للعمل بها ، امة المسلمين لها فكر وقادة ، وحتى تتواصل بين الفكر والقادة تعمل على احياء كل ما يتعلق بالقادة مولد استشهاد موقف ، وهذه المناسبات هي وسيلة لغاية ديمومة تثبيت المبادئ من جهة وايقاظ النائمين ليعرفوا قيمة المبادئ او على اقل تقدير ليعرفوا لماذا يكتب في هويتهم ( مسلم ) ، وهنالك من يجهل او لا يعلم ان هنالك اسلام من خلال الشعائر قاموا بالبحث لانهم عقلاء لمعرفة الدوافع والاسباب بدلا من انتقاد الشعائر ، فالانسان الذي يعيش المبادئ ويلتزم بها وحقوقه مصانة يقوم باحياء الشعائر بكل فخر وايمان .

كتبت هذا لكي اغلق الباب على من قد يتهمني بما لا يتفق ومبادئ الاسلام بعد ما يقرا ما ساكتب عن معايشة وليس تحليل واستنتاج .

في محاضرة للسيد محمد باقر الصدر عن الحسين عليه السلام والشعائر فقال عبارة جدا رائعة قال ” الشعائر يستطيع المنافق ان يقوم بها ” وعقب عليها بما معناه وليس بالنص ،لكن مبادئ الحسين عليه السلام لا يستطيع ان يقوم بها منافق، وبغية فرز ومعرفة المنافق عن المؤمن الاصيل علينا قراءة مفردات حياتهما وهنا سيتبين لنا من يتمسك بمبادئ الحسين ويحي شعائره لكي يستزيد روحانية ومعنوية في التمسك بالمبادئ ، وبمن يجعلها غطاء لغايات سيئة .

في مسير الحسين عليه السلام الى كربلاء التحقت معه مئات والوف ولما علموا باستشهاد مسلم بداوا الانسحاب في ظلمات الليل لانهم اصلا التحقوا من اجل الغنائم وليس مبادئ الحسين الا اصحابه العشرات الذين بقوا معه وهؤلاء لا يمكن للكلمات ان تفي حقهم او مكنون ايمانهم الرائع .

اقول علينا احياء مبادئ الحسين عليه السلام قبل شعائر الحسين عليه السلام ، اجعل تمسكك بالشعائر الحسينية وسيلة لادامة تمسكك بالمبادئ ، ولاجله اكد الائمة عليهم السلام على زيارة الحسين عليه السلام وللاسف يؤكد اغلب الخطباء على الاجر الاخروي دون التاكيد على القوة التي تمنح المؤمن ليتمسك بمبادئ الاسلام ، هنا لابد من اعلام مهني يوجه هؤلاء الذين يحيون الشعائر وكل مشاعرهم يشهد الله بكل مشاعرهم وانا اراهم في زيارة الاربعين يقومون ببذل الجهد والمال من اجل الاربعين هذا لا يقبل الجدل ، ولكن هذا الذي ترك عمله وبيته لياتي سيرا على الاقدام وتثبيت السواد الذي له الاثر البالغ في نفوس الاحرار هذا السائر لو اطلعت على مفردات حياته ستجده محروم من ابسط حقوقه من حيث العمل والتعليم والامان والعدالة والمعرفة وغيرها بما يجعله يعيش حياة تختلف عن غيره من الدول الاخرى وهو افضل منهم بفضل رسالة الاسلام ، هذه الزيارة وياتي لاحيائها وابسط وسائل الحياة هي الكهرباء تم قطعها او بالاحرى تخريبها حسب ما قيل وبالرغم من ذلك يكمل مسيرته .

اليس الاجدر بهذه الملايين والتي تعلم علم اليقين ان امريكا هي على راس البلاء في العراق ان تنصب خيامها على الطرقات المؤدية للمنطقة الخضراء وبمظاهرات سلمية وعصيان مدني يكون الافضل ، ويكون استخبارات الحكومة الحشد حاضرا لمنع عبث ما يقال عنه الطرف الثالث الذي عبث بارواح المتظاهرين في تظاهرات تشرين 2019 للحفاظ على ارواح العراقيين ، اليس المطالبة بطرد السفير الامريكي والبريطاني بل حتى المؤسسات والمنظمات العالمية التي لا تقوم بواجبها بشكل عادل وهي عبارة عن عناصر المخابرات الامريكية اليس طردهم هو تجسيد لمبدا النهي عن المنكر ؟، نعم والمطالبة بمنع أي تدخل خارجي بالقرار العراقي من كل دول الجوار وحتى الاقليمية .

الغاء كل الالتزامات التي وقعها مجلس الحكم مع بريمر وغيره وقطع كل العلاقات مع امريكا ، ماهي الاثار المترتبة على ذلك ؟ حصار ، فتن ، فوضى ، فالشعب الذي تمكن من طرد داعش وهو في احلك واتعس الظروف انه لقادر على احتواء هذه الازمات ، لا ننكر هنالك رجال في الطبقة السياسية بمنتهى النزاهة والايمان الا ان المحاصصة المقيتة هي التي عتمت عليهم ، ويبقى خلاص العراق بتغيير قانون الانتخابات ، وتعديل بعض فقرات الدستور لضمان صيانة العراق وتثبيت هويته الاسلامية من زاخو الى الفاو .

زائر الحسين عليه السلام يحمل في قلبه كل مفردات الايمان لكنه بحاجة لان يترجمها على ارض الواقع ومن اهم متطلباتها هو ان يكون هنالك تنسيق وقيادة لاستنهاض كوامن الايمان المتجذرة في قلوب الزائرين حتى نعرف المؤمن عن المنافق (يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ )

في احدى حسينيات بيروت سمعت الخطيب الشيخ ( أ . ب ) يقول ان زيارة العراقيين زيارة تجارة وبدا يعقب على ذلك وانا كنت على عجالة من امري للمغادرة فلم يسمح الوقت لي بانتظاره لكي ينهي خطابه للرد عليه ، ولكني قلت للمسؤول على الحسينية وهو يقف عند الباب قلت له قل للشيخ ان الزائر العراقي الذي يسير في طرقات مليئة بالمفخخات والعبوات الناسفة هل يقال عنه زيارة تجارة ؟ قل للشيخ فان كانت تجارة فهي تجارة رابحة مع الحسين عليه السلام وليس مع غيره ، قل للشيخ الجهود والاموال التي يصرفها من اجل الزيارة أي الدعاء طبقا لمبادئ التجارة تعتبر مقامرة خاسرة فمن يضمن له تحقيق المطلوب ؟ قلت له اكرر ما قلته حتى لا تنسى وكررت ما قلت . احد الاخوة المسؤولين في المنطقة وصله ما جرى ويعرفني طلب تسجيل الخطبة واتصلت به انا حاضر فقال احسبها علينا رجاء ونعتذر .

أحدث المقالات

أحدث المقالات