18 ديسمبر، 2024 8:09 م

الحقيقة کما هي وليس کما يدعون

الحقيقة کما هي وليس کما يدعون

في خضم المسرحيات والالاعيب التي يمارسها قادة ومسٶولوا نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية مع المجتمع الدولي وإظهارهم للتشدد والتعنت في المحادثات المتعلقة ببرنامجهم النووي المشبوه وکذلك في مجال تدخلاتهم في المنطقة ومايتعلق بملف إنتهاکات حقوق الانسان، حيث يسعون من خلال ذلك الإيحاء بأنهم أقوياء وإن بإمکانهم حتى الاستغناء عن التواصل مع المجتمع الدولي، لکن لايبدو إن حقيقتهم وواقع أمرهم کذلك!
من لسانك أدينك! بهذا المنطق والاسلوب سوف نسعى لإستجلاء واقع الامر والحقيقة من خلال مايرد في الصحف الصادرة في إيران من معلومات وأمور بشأن الاوضاع في إيران في ظل حکومة ابراهيم رئيسي والتي سبق وإن بشر بها المرشد الاعلى للنظام ووعد بأنها ستتصدى لمواجهة وحل کل مشکلات النظام. ولعل التقرير الذي نشرته صحيفة جهان صنعت، تحت عنوان”رسالة الامريکيين” يجسد جانبا وجزءا حساسا جدا من الحقيقة التي هي في الحقيقة شاهد عيني على کذب وخداع هذا النظام إذ نقلت فيه هذه الصحيفة في تقريرها عن الخبير الحكومي علي بيكدلي “ان الممارسات والتدابير الحالية ـ مثل الاتفاقيات التي مدتها 20 عاما بين إيران ودول كالصين ـ لن تحل “مشكلتنا” الاقتصادية.” وهذا يعني فيما يعني إن هذه الاتفاقيات التي طبل وزمر لها النظام کثيرا ليست کما تم تصويرها.
هذا الخبير الذي أضاف أيضا على الحاجة إلى الدخول في مفاوضات والتحدث مباشرة مع الولايات المتحدة، لأن الولايات المتحدة هي التي خرجت من الاتفاق النووي. مشددا على إن النظام يخسر تدريجيا الاتحاد الأوروبي الذي جرت العادة على امتصاصه للصدمات. وهذا الکلام يعني بأن مزاعم النظام بشأن عدم إکتراثهم بالدول الغربية والتواصل معها مجرد هرطقة وکلام فارغ ليس له من أي معنى.
صحيفة مردم سالاري، من جانبها سلطت الاضواء على فشل النهج والاسلوب الذي يتبعه النظام في سياساته المختلفة حيث أکدت في تقرير لها تحت عنوان”نحن بحاجة إلى إصلاح جذري للتكتيكات” حيث نقلت عن نوذر شافعي العضو السابق في لجنة الأمن البرلمانية للنظام دعوته لتغيير تكتيكات السياسة الخارجية. وافاد شافعي بان التغيير التكتيكي الذي يعنيه يتطلب إجراءات خاصة، مشيرا الى “أننا نواجه مشاكل في كل هذه المجالات”. موضحا فيما يشبه الاعتراف قائلا نحن لسنا أقوياء للغاية من الناحية الاقتصادية، وبالتالي أصبح ضعفنا الاقتصادي مثل كعب أخيل، ويستخدم خصومنا وأعداءنا هذا الضعف للضغط علينا. واستطرد قائلا “نحن نواجه تحديات على المستوى الدولي وهذا هو السبب في أن التحديات تعزز بعضها البعض”. وبنفس السياق فقد أشارت صحيفة ابتكار إلى إحراق حلول “العلاج بالأمل” مؤكدة على ان علاج المشاكل بالكلام والتمنيات واطلاق كلمات فضفاضة وغيرها من الكلام الخاوي لن تزيل التحديات الجبارة. وخلاصة القول وفي ظل ماقد ورد وجاء بهذه الصحف من معلومات وأمور تثبت بجلاء الواقع المزري للنظام الايراني، فإنهم وعندما يبرزون عضلاتهم أمام العالم فإنهم أشبه مايکونون بالضفدع الذي ينفخ نفسه لکي يرهب أعدائه!!