19 ديسمبر، 2024 1:52 ص

الحقيقة والتهديد المستمر

الحقيقة والتهديد المستمر

قد يعتقد البعض ان المملكة العربية السعودية قد بدأت بخطوات جديدة بعيدة عن سياساتها القديمة التي اوصلت المنطقة العربية الى ما وصلت اليه من التشرذم والاقتتال والفرقة ، على اساس انتهاجها سياسة الاعتدال والوسطية والانفتاح على الجميع من خلال التعايش السلمي وبسط الامن والاستقرار في المنطقة ونبذ سياسة التطرف والتكفير وسحق الاخر ، فعليها هي تحتاج الى خطاب مطمئن وسياسة واقعية تستخلص الدروس والنتائج لما اصاب المنطقة من كوارث بسبب السياسات الخاطئة لها ، وعدم تجيير الصراعات على اعتبار صراعات مذهبية مقيتة كانت للرياض اليد الطولى فيها ولايمكن تصور نتائجة المستقبلية المدمرة لمستقبل الشعوب مثل الشعب اليمني المظلوم الذي ولد عجزا في ميزانية المملكة تقدر بنحوي 120 مليار دولار وذبح الشعب البحريني المحتل بقواتها واسلحتها وعدم تأييد مطالب الشعب الفلسطيني، والتآمر على المسجد الأقصى، وكشف الحقائق والنوايا الحقيقية في االتأمر على قضية المسلمين الاولى .وذكرت صحيفة “ميكور ريشون” أن السعودية كانت من أكثر الدول التي “أبدت تفهما لقيام “إسرائيل” بنصب البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، على اعتبار أن ذلك تفرضه الإجراءات الأمنية في المكان.كما اكد الباحث في “مركز يروشليم لدراسة الجمهور والدولة”، بنحاس عنبري، جزمه بأن السعودية حرصت على عدم دعم الفلسطينيين في نضالهم الأخير ضد الإجراءات “الإسرائيلية”، خشية أن تفضي إلى انتشار احتجاجات في أرجاء العالمين العربي والإسلامي.

ولازال هذا النظام يمثل تهديداً لهياكل وأسس الدول في الشرق الاوسط التي زرعت فيها المجموعات الارهابية ودعمتها بالمال والسلاح والايدلوجيات المتطرفة مما اوصلت المنطقة العربية والاسلامية الى ما وصلت اليه من التشرذم والاقتتال وما شابها من علاقات قطيعة وصراعات دموية ووأد حلم العيش بحياة كريمة خالية من التعسف والظلم والتبعية وما سببت من ظهور مؤثر للجماعات التكفيرية التي عبثت بأمن الاوطان والشعوب ” سوف لن تمحى اثارها السلبية لامادياً حيث لايمكن شراء ضمائركل الشعوب ولا معنوياً بعد انتهاك كراماتهم “لانها تطبق سياسات الغرب واميركا في ارتكاب الجرائم وانتهاك حقوق الانسان بدعم مالي وعسكري اميركي وبعض الحكومات العربية في المنطقة. وقد نشرة صحيفة «الإندبندنت» البريطانية في تقرير لها أن السعودية، صاحبة الدور الأكبر في تنامي نفوذ القاعدة في أفغانستان والعديد من مناطق العالم، مذكرةً بأن «هجمات 11 سبتمبر قام بها 15 سعودياً من أصل عدد مختطفي الطائرة الـ 19».واكدت الصحيفة أيضاً بوصف وبشكل دقيق واقع المعادلة السعودية في المنطقة، فقد عنونت «لكي تكبح الإرهاب حقاً.. أوقف دعم السعودية»، وقد أوضحت أن السعودية من أكبر الديكتاتوريات في العالم، حيث تم إعدام 22 شخصاً بجرائم مختلفة في السعودية خلال شهر واحد فقط، على حد قوله والاعدامات مستمرة . ووفقاً لمنظمة العفو الدولية، فإن عقوبة الإعدام في السعودية لا تخضع لأي نوع من المعايير القانونية، مع استخدام التعذيب لانتزاع الاعترافات. ولا يمكن تجاهل التأثير السلبي لهذه السياسة على العلاقات الاجتماعيّة في الداخل وفي المنطقة ، فكثيراً ما يخلط الناس بين السياسة و العلاقات الاجتماعيّة فيقومون بالتعامل مع بعضهم البعض على أساس هذه العلاقات .اذاً من المحال ان تلعب السعودية بعد الان دورا ايجابيا لخلق اسس تفاهم وتقارب بينها وبين الدول الاقليمية لانها تورطت في الكثير من الجرائم المباشرة والغير المباشرة في هذه البلدان واخيراً وليس اخرها بتداعياتِ الأزمةِ القطرية الحادة التي هزت اركان مجلس التعاون الخليجي والتي تهدد بفرط عنقودها .بحجة محاربة الارهاب ولكن لا سبيل لهزيمة التنظيم ومنع نشوء “داعش أخرى” إلا السيطرة على الصراع الإقليمي، والصراع العربي – العربي، ويجب أن تتولى الحكومات الحقيقية إدارة شؤونها وحل صراعاتها دون الاعتماد على غيرها .

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات