23 ديسمبر، 2024 12:17 ص

الحقيقة هي الاساس…من قتل وطننا العراقي اليوم ؟

الحقيقة هي الاساس…من قتل وطننا العراقي اليوم ؟

اليوم علينا ان ندق ناقوس التنبيه والخطر في عالم شغل عن كل شيء الا عما يربطه بالملهيات والمغريات. يجب علينا ان لا نفقد الأمل في وجود ما نستطيع القيام به في البحث والتدقيق في اصول التاريخ ، لنحتاج ما نحتاج أليه من تصحيح، وتصفية ما يحتاج الى تصفية مما شابه من عدم الدقة ومن سوق الاخبار على عواهنها دون تثبيت ، والتسلط على الحقوق دون قانون ،فأتاح للاخرين التشكيك بنا وأختراق وطنيتنا بعد ان بنينا منهجنا الوطني على الوهم والخطأ، منذ بداية التأسيس ، وابتعدنا عن المنهج الوطني الصحيح ،فشبت أجيالنا على الخطأ دون الصحيح، فهل لنا من فكر واعي وعقل ناضج لنحول الخطأ الى صحيح …؟ في زمن ضاع فيه وطننا العراق واصبح ملكا للغرباء الأخرين ؟ في هذا الظرف العصيب يبدو مستحيل .

في البداية علينا ان نعترف ان النية المبيتة في التدمير كانت منذ البداية عند المرافقين ،وموقع عليها من الجميع بموجب وثائق التغيير، فكان حل مؤسسات الدولة العريقة وتنظيماتها الأدارية،وحل الجيش العراقي جيش العراقيين وليس جيش صدام حسين ، والذي كان خميرة لثمانين سنة خلت من التنظيم والتدريب ،وبحله ضاع الوطن وتحول الى تخريب. والفوضى الأدارية واستبعاد المخلصين ونهب الثروات وأكل الحقوق والتفرقة بين المواطنين دون رقيب او حسيب أصبحت قانون.

فهل لنا ان نتفاخر اليوم بالتغيير،ونسمي العراق بالعراق الجديد ؟ نعم نستطيع الا اذا اعترفنا بأن الجديد أصبح أسوأْ من القديم ، بعد ان ضاعت الثروات والخبرة واخلاص المخلصين،وحلت بنا كارثة الأميين.

النفط لن يستمر كما تعتقدون يا سادة التخريب ، والموارد الاخرى من زراعة وصناعة بيعت للأخرين وبعلم الحاكمين . لقد فشلت القيادة في صنع حتى القليل الا فيما يخص مصالحها دون المواطنين، فهل لنا ان ندعي ان بلادنا اليوم من المتحضرين ؟ أما كان الواجب الاخلاقي عليها ان تتنحى وتعترف بالتدمير والتخريب ؟ ان الاصرار على الخطأ لن يكون مآله الا الخراب الأكيد.

كل العالم يقتصد بموارد المال ،ويحتفظ بالكفاءات ، ويبني المؤسسات له ولاجيالة القادمة من بعيد منذ عهد علي (ع) و المنصور وعمر بن عبد العزيز، ونحن اليوم في هاوية السقوط من السائرين وليس لدينا الا المخاصمات والمنافع الاجتماعية التي ما جاءت مسجلة بدستور ولا قانون ، وأستشارات رجال الدين التي ما نفعت في العالمين. فلا حشد شعبي ولا مليشيات ولا قاسم سليماني ،بل جيش عراقي عقائدي وطني أصيل مثل كل العالمين.والا نهايتكم اصبحت معروفة كما انتهت حياة صدام وابن علي ومعمر القذافي ومن على الطريق…؟

وليعلم كل رجال السلطات الثلاث اللاهية بالثروة والجاه وحكم الاخرين بقانون القوة لا بقوة القوانين يساندها القضاء الظالم في تطويع القوانين .

ان الشرعية الدستورية والقانونية في حكم الناس لا تحققها تكديس الثروات ، ولا شراء الولاءات ، ولا الطائفيات المرفوضة ، ولا الكيانات الباطلة ، ولا التوافقات المصلحية ، ولا بضرب قناني الماء في وجوه المخلصين في مجلس النواب العتيد، ولا حتى الحماية الاجنبية ، بل الشرعية في العدالة وتحقيق حقوق الناس في الآمن والأطمئنان والكفاية والعدل بين المواطنين..؟ .

متى تعي الكيانات الحاكمة الباطلة مصيرها الأسود ومصير العراقيين، وان استمرارها لن يطول ان هي بقيت تحكم بنفس عقليات امية التخريف بعيدا عن عدل الناس في وطن المواطنين.

هل يتنبه اليوم رواد المنطقة الخضراء التي بناها لهم المحتل ليستقروا ويتحصنوا بها كما استقر فرعون في الأهرامات على آهات المصريين، لكن حتى موسى لن يستطيع من اقناعه حين رد عليه الفرعون مستهزءأ به وبالرسالة قائلا : (اني لأظنك يا موسى مسحورا ،الاسراء 101 ) . لكن الرب العظيم يرد عليه برد اقوى وامر حين قال له على لسان موسى : ( واني لأظنك يا فرعون مثبورا الاسراء 102 ) ؟ . فهل يصحى الغارقون في المسكرات والملهيات لما سيحصل لهم من الطوفان وشق البحر وغرق الفرعون الكبير..؟

عودوا الى رشدكم ايها الخائبون الفاسدون ، وتعلموا ان الثورات الشعبية لا تأتي من التأمر على الأوطان كما فعلتموها وحطمتم بها وطن العراقيين في الليل البهيم،وأنما تأتي غداً من ساحة التحرير التي قتلتم فيها هادي المهدي والمخلصين،وتاتيكم من الشوارع المكتضة بالمواطنين المحرومين، وتاتيكم من ازقة الجياع المظلومين،.

3

ولربما ستنفجر غدا في قصوركم المسيجة بسياج الكونكريت والمحمية بكلاب الاسكتلنديين ،فلا تبقوا تتعايشون مع امية الخرافة التي يعلمكم بها رجال الدين…؟

ان الاعتراف بحقائق التاريخ هي التي تفتح عليكم باب التفكير الصحيح ، وتوجهكم الى موضع البحث والتأمل لعلكم تصحون ، بعد ان امتلئت خزائنكم كخزائن فرعون من السحت الحرام واموال المواطنين، وبعد ان أمنتم على عوائلكم وأولادكم هناك عند المتأمرين، وسكنتم القصور الفارهات وعمرتم وجوهكم في مراكز التجميل، وتركتم المواطنين جياع والنساء اصبحن سلعة رخيصة في اسواق النخاسين عند المجرمين ،وتركتم الناس بلا ماء ولا شجر على جسر بزيبز من المهجرين المظلومين الذين سرقتم حتى حليب اطفالهم من المتاجرين ،وتخافون حتى زيارتهم ،ولا ندري ممن تخافون ؟من الموت ، فالموت سيدرككم جيفاً غداً من حيث لا تعلمون.

نقول لصولاغ لا تركبهم طائراتك وتزج بهم عند الكردستانيين،فالكل اليوم حائر في مصائبه وبلواه مثل الأخرين. الحل ان تتقدموا وتسحبوا اموالهم التي سرقتموها من ارصدتكم وتعالجوا بها المحرومين

فلا تبقوا تزهون في حياتكم بالظلم والانانية والأناقة الفارغة وبالوجوه المنفوخة في حوانيت التجميل من اموال المواطنين واحتقار الناس وتلهوهم بالمغريات الباطلات ايها المبطلون…؟ فلا بد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر ليحطم رؤوسكم وكل خونة التاريخ ؟

علينا ان نعالج الفكربالفكر ، لا بالتخريف، ونحاول التجديد مستعينين بالسراط المستقيم، وعلينا ان ننزع غشاوات التقديس،والتعظيم لمن لا يستحقونها لنتمكن من وزن الامور بميزان صحيح،فلا تبقوا تهرولون خلف كذابين الزفة من كتابكم وفضائيات المنتفعين ،وشهادات المزورين ،الذين يحنطون لكم الفكر الصحيح ولا يدعون للتجديد والاعتراف بحقوق المواطنين.

السفينة تغرق…وتغرق وأنتم نيام …فأصحوا من نوم النائمين…؟ يا عبادي اقدم على التغيير…وحل مجلس الامة ، وجمد المنتفعين ، وألغي دستور المحتلين واستبدل قيادة العسكر الفاشلة بقيادة العارفين المخلصين،والتفت لحقوق المواطنين ،والا حياتك وحياة الوطن اليوم في وَهمَ ….؟ فأنتم من قتل الوطن والمواطنين…؟

[email protected]