18 ديسمبر، 2024 6:48 م

مواطن لا يجرؤ أحدٌ فيها قول الحقيقة لأنها تعني نهايته , فالجميع عليهم أن يصفقوا ويبرروا المآثم والخطايا , والفتاوى صدّاحة تدوس على أكبر رأس , وهي الخصم والحكم , وفيها للرب آلاف النواب والممثلين , الذين تجاوزوا معايير الرسل والأنبياء , وما ينطقون عن الهوى بل بلسان ربهم العظيم المتجبر القادر القدير.
وفي هذا الخضم الإمتهاني العدواني الإستحواذي , يتمرغ وجه الحقيقة بالأضاليل والدجل المسوّق على أنه الصدق المبين , والقول الفصل , ومن آيات أحكم الحاكمين.
وتجدنا أمام حالات يعجز عن تصورها الخيال , وكأن ما هو قائم أروع كائن , ولا يجوز الإتيان بما يشير إلى الواقع السقيم , والفساد العميم , والإثراء الفاحش بموجب إرادة رب العالمين , الذي يرزق من يشاء بغير حساب.
فالفساد نعمة!!
والسرقة رزق!!
ومصادرة أموال الآخرين وممتلكاتهم حق!!
والفتاوى دين وشرع!!
وكل ما عليها ملك مشاع , ومدوا أياديكم يا أرباب المتاجرة بدين!!
وأمام المشهد الإهلاكي الإستنزافي , لا يستطيع حملة الأقلام الإشارة إلى الحقيقة وتعرية المواقف والأحداث , والكشف عن الجرائم والإعتداءات , فالفاعل متجبر ومتسلط على رقاب الناس , ومَن ينبس بكلمة صدق يكون مصيره أليم , وما أسهل الخطف والقتل والتغييب التعسفي , والجميع من شدة الرعب في صمت أبيد , لأن الناطق بالحق قتيل.
فالمجرمون أحرار , والضحايا قرابين تحللها فتاوى أعداء الدين.
فكل مَن عليها فان , ويبقى أصحاب الكراسي في عز وأمان , بحماية السيد المنّان , الذي يأمرهم بمصادرة حقوق الإنسان.
وقل زهق الحق والباطل عنوان!!
د-صادق السامرائي