سعد حظه من أستطاع أن يحافظ على عقله سليماً، في ظل هذا الجو المشحون بالتناقضات الأعلامية، التي تصور السراب حقيقة، والحقيقة سراباً، لتخلق بذلك أرباكاً يشعر المتلقي أنه يعيش حالة هوس.
ربما نجد ضبابية واضحة ونعجز عن تصنيف المهوس، أ هو المتلقي، أم السياسي صاحب الطلة الأعلامية، لكن العقل يقول أن القائد هو من يقود المجتمع، لا من يقاد من قبلهم، فالناجح من أستطاع أن يفرض رؤيته ومشروعه على الطبقة المجتمعة التي يحكمها، أو المكلف بخدمتها، وهذا ما لا تستشعره الطبقة السياسية في العراق.
بعد (20) سنة أكتشف القيادي البارز في منظمة بدر المنظوية تحت أئتلاف دولة القانون الحاج هادي العامري، أن هناك فرق بين صدام حسين ونظامه البعثي، والطغمة الباغية –داعش- التي دخلت العراق وأحتلت المناطق الغربية منه، بحجة نشر الأسلام والقضاء على الرافضة.
رب أسئلة جمة تراود المتابع لتصريح العامري، برغبته بالقتال مع صدام حسين لو كان يعلم أن بديله داعش! فهل كان بديل صدام داعش أم النخب السياسية التي دخلت العراق بعد 2003 وجاءت بأصوات العراقيين؟ بماذا تختلف جرائم المجيد عن الجرائم التي يتركبها داعش في المنطقة، ألم يكن هناك مقابر جماعية؟ ألم يكن هناك قطع لرؤس المعارضين؟ ألم يكن هناك سجون وأنتهاكات لحقوق ألأنسان، ألم يكن هناك أغتصاب وسبي لمن يعجب بها عدي وقصي؟ والحديث يطول..
أن كان الرد: لم تحدث هذه الجرائم في حقبة البعث المقبور، أذا لما قارعتم نظامه؟ لعشرين سنة، بحسب اللقاء المتلفز الذي بثته أحد الفضائيات وعجت به مواقع التواصل الأجتماعي.
لا غرابة من تلك التناقضات فسبحان من جعل المترحم على صدام، هو أبرز قيادات الحشد الشعبي، وقائداً لقوات صلاح الدين، مشعان الجبوري، سيما وأنه ظهر في لقاء متلفز ليشكر ويعبر عن أمتنانه لنواب دولة القانون وزعيمهم، الذين ساعدوه ودعموه وأعادوه بعد محاولة أتحاد القوى لطرده من البرلمان.
لا عجب أن مشعان حصد تأيد وأستطاع أن يقنع بعض المهوسين، أن ضميره صحى وهو اليوم يكفر عن سيئات الأمس، ولا تعجبوا أن وجدتم أثيل النجيفي هو الأخر منضوي ضمن أئتلاف شيعي، ويحصد تأيد جماهيري واسع بذات السيناريو الذي أتبعه مشعان.
أعتدنا أن نكافئ الخائن ونقصي الشريف، وربما أعتقال السيد صادق الموسوي الرجل الذي التقى بمشعان الجبوري في قناة الجزيرة، وحصد من فم الأخير السب والشتم، ثمن دفاعه عن الحكيم والصدر والمالكي، هو أكبر دليل على ما ذكر، ناهيك عن كنبر وغيدان، وصباح الفتلاوي، فلاح السوداني.. والقائمة تطول والحديث ذو شجون.
عزيزي السياسي العراقي، أن تناولك لمشروب البفاريا السياسية سبب رئيس بأصابتك بمرض سرطان التصريحات المتناقضة، ننصح بالأبتعاد عنه.