اليوم و حبا في العراق كل العراقيين الشرفاء يتسامون عن الطائفية ، ينـــبذون التفرقة ، يكرهون التطرف .. و يسعى كل من لديه الوعي الى تعميم مفهوم الوطن للجميع و العبادات لله و الولاء للوطن لا يتعارض مطلقا مع اي ولاء ديني او مذهبي و يكتب كل مثقف في هذه المحنة القاسية على ذرات تراب الوطن الغـــــالي منك نشأنا و إليك مآلنا ايا كان ديننا او مذهبنا او طائفتنا ..
و كلنا عراقيـــــــــــــــــــــــــــــون
و في اجواء نبذ التطرف و الصلاة الموحدة المقامة في ايام الجمع و بين المحاولات التي تنجح تارة ــ و لا نتمنى ان ــ تفشل تارة اخرى بلم الشمل و ردع الصدأ و درأ الفتنة أطلت علينا النجف بحفل تابيني لاحياء ذكرى رحيل الخميني متجاهلة تأثير ذلك على الظرف الراهن
الحفل التابيني يقول تذكروا خميني
لنتذكر ….
خميني .. و تاريخه العدائي مع العراق من عام 1979 و صواريخه خلال الحرب العراقية الايرانية الموجهة على المدنيين و التي لــــم تفرق بين سني او شيعي و تفجيرات حزب الدعوة ــ التي باهى بها الحكومات حين تسلم مقاليـــــــد الحكم في العراق ــ أيضا لم تكن تفرق بين سني و شيعي ..
يا ترى في الامس الماضي في أبريل 1980 على اي اساس طائفي تم اختيار دماء الشهيد طه و الشهيده فريال حين قام مجرم من حزب الدعوة بإلقاء قنبلة في اروقة الجامعة المستنصرية، وحين تم تشييع جثامين الطلبة الشهداء مرة اخرى قام عناصر من حزب الدعوة يختبئون في بناية المدرسة الايرانية في الوزيرية برمي المتفجرات على المشيعين مما ادى الى سقوط شهداء وجرحى عراقيين آخرين لا دليل على دماءهم الشريفه بانها دماء شيعيه او سنيه الا انها دم عراقي فقط ..
و السينمات التي افتخر الجعفري على الملأ من خلال شاشات التلفاز بتفجيرها هل كان روادها من الشباب السني فقط .
لقد كان عداء خميني و يده الضاربة حزب الدعوة مع الشعب العراقي كله ..
فاليوم ماحدث في النجف من إثارة هذه الذكريات الاليمة ليس إلا إيغالا في جروح العراق و إذكاء بغيض للطائفية و إشارة مسمومة للتفرقة بين ابناء الوطن الواحد و استفزاز دنيء لمشاعر ذوي الشهداء من سنتهم و شيعتهم و لو ان حكومتنا الموقرة جادة صادقة بنبذ الطائفيه لقمعت مثل هذه الممارسات ..
دعونا نفترض جدلا ان نفرا من العراقيين أقاموا إحتفالية بعيد ميلاد صدام او ان شيخا في جامع بصلاح الدين مثلا قرأ جهارا على روحه سورة الفاتحه و وقف خلفه المصلين و رددوا امين
اكانت هذه الحكومة ستحترم حرية الشعب في التعبير عن رايه .. مبتعدتا عن اي رد فعل مترجم باي إجراء قمعي و لن تُجري اعتقالات سنيه عشوائية ..
لو ان العدل ديدنها لكان نفس رد الفعل عند اي فعل أو فكرمن شأنه إشاعة التفرقة و إثارة النعرات الطائفية … و لكن الامل ليس في الحكومة و انما الامل بتنامي الوعي عند الشعب
على الجميع اليوم ان يتجنبوا اليوم اي سلوك طائفي او فكر هدفه إثارة الجروح عند هذا الشعب الجريح .
العراق ليس بساحة لتصفية الخلافات او أخذ الثارات فمن يكره صدام يمجد خميني و من اقتنع بالخطر الايراني المحدق بالعراق عليه ان يطبل لصدام .
إن من يصرح ولاءه سنيا صداميا او ولاءه شيعيا دعويا هو في ضلال ..
اليوم على الولاء ان يكون عراقيــــــــــــا ..
لم تثمر تجربة العراقيين في ولائهم للاشخاص عن أي حصن لهذا البلد من الاحتلال الامريكي متبوعا بالاحتلال الايراني مرفوقا على مدى الاحتلالات بالحقد الاسرائيلي .. فلنتعلم الدرس و ندرك ان على الولاء ان يكون عراقيا بحتا
كي يصل العراقيون الى الادراك الحقيقي بان الارض هي من تستحق الفداء و ليس الاشخاص.
كما انه من العبث العزف على جراح العراقيين و عوائل الشهداء الذين ذادوا ليحموا هذا البلد من المد الايراني .
الجيش العراقي البطل الذي وقف في وجه الاحتلال الايراني و منع في تلك الحرب نوايا ايران في تدمير العراق و قتل العراقيين .
النوايا التي صارت الان واضحه لكل من ينكرها و إن وجد العابثون اليوم اذنا صاغية لاثارة النعرات الطائفيه مدعومين يمباركة الحكومة فلابد لهذا العبث ان لا يستمر و يبقى الشرفاء العراقيون الحقيقيون يحبطون الفتنة و يعملون على نشر الوعي ليمتد و يصل الى كل الشعب العراقي حتى يقف و بصرامة بوجه هذه الممارسات الخبيثة الملعونة باهدافها المسمومة الساعية الى إبقاء نار الطائفية موقده …
لن تنسى الفاو الجيش العراقي الذي كان جنوده من كل اراضي العراق عراقيون اقحاح و رجال حقة و ( زلم خشنه ) من انصار ال البيت ومن اهل سنة محمد الذين حفظوا الحدود و حموا المرأه العراقية و الطفل العراقي من غدر ايران و حاربوا ببطولة و اسقوا خميني كأس السم الزعاف .
رحم الله شهداء العراق اللائي التفوا بعلمه و ذادو عن ترابه و لا رحم الله كل من ايقظ الفتنة .