ما من شك ان الحفاظ على الثروات الوطنية واحب شرعي واخلاقي وقانوني ويحضى موضوع الحفاظ على الثروات الطبيعية المرتبة الاولى في سلم اولويات سياسات البلدان والمجتماعات الراقيه لاسباب واضحة وجلية اذ انها هبة الله تعالى الى البلدان وشعوبها لاستغلالها والحفاظ عليها والتنعم بها بشكل صحيح وهي تمثل الشريان الاساسي والداينمو المحرك في ديمومة متطلبات الحياة والتطور في البلدان التي تحويها.
بالنسبة للعراق فكما هو واضح ومعلوم فقد وهب الله تعالى ثروات طبيعية هائلة ومتنوعة لم تستثمر بالشكل الامثل وتسخر في تطوير البلد وازدهار شعبة.
خلال الحقبات السابقة وفي فترات الحصار حصلت بعض التجاوزات على منشآت وحقول نفط مما ادى بالسلطات انذاك باصدار قوانين وتشريعات حادة وصارمة تحدد الاطر العامة لمسارات العمل في حقول النفط لكنها في المقابل اهملت جانب كبير ومهم وهو استغلال واستثمار حقول النفط المشتركة مع دول الجوار.
ثانياً: حقول النفط المشتركة مع دول الجوار
قبل الخوض في الموضوع اعلاه فمن المفيد التطرق وبأيجاز عن الحيثيات التالية:-
أ- الخواص الفيزيوجولوجية للمركبات الهيدروكاربونية مبنية على نظرية الاواني المستطرقة اي الجريان من الاماكن عالية الضغط الى الاماكن منخفضة الضغط ، وهذا يعني في حالة وجود حقل نفطي مشترك فان هجرة النفط تكون نحو الجزء قيد التطوير او التشغيل في احد اجزاء المشاركة.
ب- خلال حقبة الثلاثينيات وعند اكتشاف النفط والغاز في الولايات المتحدة الامريكية كانت عمليات الحفر والانتاج تجري وفق نمط موضوعي مبني على اساس ملكية الارض يقود الى مالك الارض او المسكن وعلية تفاقمت المشاكل والاشكالات حول حقيقة نسب الانتاج.
ج-للحد من الاشكالات والمشاكل الناجمة من تحديد نسب الانجاز اصدرت السلطات قوانين وتشريعات عديدة ومتعددة تحدد افضل واسلم الطرق في استغلال تلك الثروات .
د- ابرز واهم التشريعات والقوانين تمثل اتفاقيات التوحيد ” Unification” والذي يقضي بقيام طرف مستقل بترسيم الحدود الجيولوجية والجغرافية بين الاطراف المشتركة ومن ثم قيام طرف ثالث بعمال الانتاج والتشغيل وتوزيع نسب الارباح حسبما ورد في بنود الاتفاقية.
هـ- الحقول النفطية المشتركة في اغلب دول العالم ان لم تكن جميعها تخضع للعمل بموجب اتفاقية التوحيد اعلاة باستثناء العراق والذي استمر بدون التوصل الى اتفاقيات مع دول الجوار في المقابل عدم بذل جهود مناسبة لتطوير الحقول مع دول الجوار .
و- منذ عام ٢٠٠٣ بذلت جهوداً كبيرة ومكثفة مع دول الجوار للتوصل الى اتفاقية توحيد لكنها بقيت تدور في نفس المحور.
ثالثاً : الوضع الحالي
أ-يوجد (١١) احدى عشر حقلاًنفطياً مشتركاً مع دول الجوار منتشرة في جنوب والوسط والشمال السعة الاجمالية الانتاجية لتلك الحقول تبلغ (٥٥٠) الف برميل / يوم نفط خام وحوالي (٣٠٠) مليون قدم مكعب غاز .
ب-في حال استمرار الوضع الحالي بعدم استثمار تلك الحقول وقيام الجانب الاخر باعمال التطوير والانتاج يترتب على ذلك هجرة كميات هائلة من النفط والغاز من الجانب العراقي الى الجانب الاخر بسبب فرق الضغط .
ج- بسبب عدم توفر الامكانيات المالية لدى وزارة النفط فأن فرص تطوير تلك الحقول بالجهد الوطني تكاد تكون محدودة.
هـ- خلال عام ٢٠١٨ صدرت دعوات الى شركات نفط عالمية لتقديم عروض على شكل عقود خدمة لتطوير تلك الحقول وقد تم الحصول على نتائج ايجابية جداً ولصالح الجانب العراقي .
و- تمتد ايجابيات ومزايا تطوير وتشغيل تلك الحقول الى اكثر من الاستفادة من الثروة النفطية في الجوانب التالية:-
١- توفير فرص عمل هائلة.
٢- استثمار الغاز والاستفادة في تعزيز الطاقات الكهربائية.
٣- تطوير المدن والمناطق ذات الصلة.
مما جاء اعلاه اقترح ان يعرض الموضوع في جدول اعمال اللجنة للاجتماع القادم .