مع التطور الحضاري،والتقدم الصناعي،والاكتضاض السكاني،تتفاقم مشكلة التلوث، وتتضاعف انعكاساتها الخطيرة على صحة الإنسان، والحياة العامة، يوماً بعد يوم .
وقد يكون التلوث البيئي قد ازداد سوءا في العصر الحديث، بسبب النفايات والمخلفات الناجمة عن النشاط الصناعي، بالإضافة إلى التصحر والجفاف، ونفايات الاستلاك الآدمي اليومي، الذي تضاعف بالانفجار السكاني.
وبجانب المنعكسات السلبية لتلوث البيئة على الصحة العامة،فان تشويه معالم البيئة، والحاق الضرر بجماليات ملامح مجسماتها،وفضاءاتها الطبيعية،والمدنية، قد اصبح من الانشغالات العامة التي تهم الجميع، بعد أن فقدت البيئة بالتصحر، والجور الزراعي، وتوسع النشاط الصناعي، الكثير من مقومات هيئتها الأصلية التي كانت عليها ،حتى باتت الأنهار، والغابات اليوم ، غير الغابات والأنهار، أيام زمان، واضحت البراري والفضاءات، غير تلك التي كنا نعهدها سالف الأيام.
لذلك فقد بات الحفاظ على البيئة،وحمايتها من التلوث،ضرورة حضارية ملحة،تحتاج إلى وعي اجتماعي متقدم. فالتوعية بالإهتمام بالبيئة، والمحافظة على نظافتها، و تفادي المساس بهيئتها المورفولوجية، مهمة اجتماعية، بل، واخلاقية، على قاعدة (ان الله لايصلح عمل المفسدين)،حيث تظل النظافة في تراثنا العربي الاسلامي من الايمان، أولاً وقبل كل شيء ، وبالتالي فان تعميمها من خلال التربية العائلية، والتعليم بمختلف مراحله،والترويج للحفاظ عليها بوسائل الإعلام المختلفة،سيحد بلا شك، من خطورة التساهل في حمايتها، والتمادي في إلحاق الضرر بها .
فليحافظ كل منا على نظافة بيئة مكانه، بدافع حرص ذاتي، ووعي بأهمية المحافظة على نظافة بيئة المكان، وحمايته من التلوث، والمحافظة على معالمه كلما كان ذلك ممكنا . وبذلك نضمن استدامة نظافة بيئتنا، والحفاظ على مظاهر جمالياتها العامة، بكل أبعادها المكانية، والنوعية.