23 ديسمبر، 2024 7:53 ص

الحشد والنفوذ الايراني..وجهان لعملة واحدة

الحشد والنفوذ الايراني..وجهان لعملة واحدة

تبذل مساع حثيثة من أجل إظهار ميليشيات الحشد الشعبي في العراق، على إنها ميليشيات وطنية عراقية ليست لها من علاقة بإيران أو بدورها و مخططها في العراق و المنطقة، وهذه المساعي يشتد الترکيز عليها مع تصاعد المطالب العراقية و العربية و الدولية بضرورة حل هذه الميليشيات بإعتبارها تمثل خطرا على الامن و الاستقرار في عراق مابعد داعش بشکل خاص.
کما مر، فقد کانت هناك مطالب کثيرة بعدم إشتراك ميليشيات الحشد الشعبي في معارك الموصل و تلعفر، بسبب من الدور السلبي الذي لعبته في معارك محافظة ديالى و الانبار ضد داعش، لکن وعلى الرغم من إنه قد صدرت إشارات من جانب رئيس الوزراء حيدر العبادي بشأن عدم مشارکة تلك الميليشيات، غير إن الذي جرى کان على العکس، بل وإن الذي لفت النظر کثيرا هو إن هذه الميليشيات وفي الوقت الذي کانت مطالب عدم إشتراکها في تلك المعارك بل و حتى حلها تتصاعد، فإنها کانت تٶکد من إنها ستشارك في کافة المعارك، وقد کان لها ماقد أرادت بما يثبت بأنها صاحبة الامر و القدح المعلى في العراق.
العلاقة المشبوهة التي ربطت و تربط ميليشيات الحشد الشعبي و إيران، هي علاقة صارت مکشوفة ولاغبار عليها وإن مايزعم البعض بخلاف ذلك کمن يريد أن يحجب شعاع الشمس بغربال، ولاريب من إن إصرار مشارکة هذه الميليشيات في معارك الموصل و تلعفر، يرتبط بالمخطط الايراني لإيجاد طريق و ممر يربطه بالنظام السوري و حزب الله اللبناني عبر العراق، وبطبيعة الحال فإن الدور الذي تلعبه هذه الميليشيات لايختلف برأينا عن دور حزب الله اللبناني و الحرس الثوري الايراني، ذلك إن الهدف و الغاية النهائية هو خدمة المشروع الايراني في المنطقة و ضمان تنفيذه، وإن ربط النظام بالبحر المتوسط هو أحد مقومات و رکائز المشروع الايراني، علما بأن العديد من المسٶولين الايرانيين و الشخصيات المقربة من المرشد الاعلى الايراني، قد أکدت على أن حدود إيران الجديدة تصل الى البحر المتوسط!
الخطر و التهديد الکبير الذي يمثله و يجسده المشروع الايراني على مستقبل السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، صار أمرا ملموسا وباتت دول المنطقة و العالم يحسبون له الحساب، ولاريب من إن الميليشيات الشيعية المسلحة في العراق و المعبئة بفکر طائفي متطرف من جانب قوة القدس الارهابية التي تشرف عليها، تعتبر أحد أذرع تنفيذ المشروع الايراني في المنطقة، حاله حال حزب الله اللبناني و حزب الدعوة و جماعة الحوثي والاحزاب و الجماعات الاخرى التي تسير بنفس هذا الاتجاه وإنه ومن دون قطع هذه الاذرع و شلها عن الحرکة فإن الخطر و التهديد الذي يمثله المشروع الايراني المشبوه في المنطقة يبقى قائما.