23 ديسمبر، 2024 4:39 ص

الحشد والموصل … اسرار وابعاد

الحشد والموصل … اسرار وابعاد

شهدت الأشهر والايام الأخيرة تطورات كبيرة في ملف الحشد الشعبي العراقي اعتبرتها فصائله استهدافا لها فمن قلة الدعم الى تقليل نسبة تخصيصاتهم في الموازنة العامة وحجب جزء كبير منها تاليا الى عدم التعاون الحكومي معه وعدم التنسيق في حالات عديدة وصولا الى تخفيض نسبة مقاتليه ورواتبه وليس انتهاء بمحاولة ابعاد رمزه البارز أبو مهدي المهندس.
هذه المؤشرات العديدة والمتصاعدة اثارت علامات استفهام كبيرة دفعت السيد العبادي للتأكيد مؤخرا ومن على منبر البرلمان العراقي على مشاركة الحشد الشعبي في معركة تطهير الموصل! ليثير هذا الموقف استفهامات أخرى! أولها لماذا مُنع الحشد الشعبي من المشاركة في معارك الرمادي وسيُشرك في معركة الموصل؟ لماذا يتم العمل على ترويضه الناعم ثم الحديث عن ارضائه المعلن؟.
الموقف الأخير للسيد العبادي اثناء استضافته في البرلمان العراقي اعتبرته بعض الأوساط ليس سوى مناورة سياسية واعلامية ومحاولة للتمويه واستيعاب الغضب الجماهيري على محاولات الاستهداف المتكررة للحشد ووسيلة ضرورية لمواصلة التقليم الناعم لأظافر الحشد وسحب البساط من تحت اقدام قادته عبر سلبهم صلاحياتهم وتحجيمهم وصولا للمصادرة الكاملة لإرادة الحشد ليتكون حشد آخر بقيادة ورؤية مختلفة يمكن ان يشارك في معركة الموصل ليتم استيعاب الاعتراضات ورفض حقيقي من بعض الأطراف المناوئة لكن دون الفصائل التي تشكل عصبه الرئيسي.
الجدل المتصاعد حول مشاركة الحشد الشعبي من عدمها في معركة الموصل واصرار بعض فصائله على المشاركة فيها مقابل الإصرار على رفض مشاركته من أصحاب الاجندات الخارجية يكشف أهمية هذه المعركة وتأثيراتها على مستقبل العراق والمنطقة الامر الذي يدفعنا للقول ان معركة الموصل تساوي العراق وثمنها بثمن البلد وبعبارة أخرى ان مشاركة الحشد العراقي الأصيل ستمنع الدواعش العراقيين واشباههم في الفصائل البعثية وامثالها وملحقاتها ستمنعهم من حلق لحاهم ومسك الأرض وفرض شروطهم السياسية في الموصل التي يراد ان تكون اقليما او جزءا من إقليم جديد يمهد للتقسيم الكونفدرالي وعدم مشاركة الحشد الشعبي يعد بمثابة الاستسلام الضمني لمشروع التقسيم والرضوخ للمشاريع الخارجية والقبول بالدخول في نفق الفتنة والحروب المذهبية
والقومية في اطار الفوضى الخلاقة للشرق الأوسط الجديد وهذا ما يوضح سر صراخ ال النجيفي واتحاد القوى السنية ورفضهم المطلق لمشاركة الحشد الشعبي.
الحشد جزء من منظومة إقليمية وحتى دولية وله امتدادات وحلفاء لن يتركوه بعد اداءه المميز في منطقة مهمة من ملعب المونديال العالمي المقام في
المنطقة بعد ان حسموا نتيجة المنازلة فيه لصالحهم وبات خصمهم يلعب في الوقت الضائع لتعديل الكفة تارة بالصراخ وتارة بالمفخخات كما حدث اليوم في سوريا وتارة بإقامة المناورات والتهديد بالتدخل العسكري المباشر وتارة بمحاولة اللعب خلف مرمى الحشد الشعبي العراقي قد تُفهم انها تكرار لحادثة 5 أيار اللبنانية ما قد يؤدي للرد بـ 7 أيار لبنانية أخرى.