مع اقتراب معركة تحرير الموصل وتحديد ساعة الصفر , كل الدلائل والمؤشرات تؤكد استكمال كافة الاستعدادات بما فيها تحديد القوّات التي ستشارك في معركة تحديد المدينة من قبضة داعش , ففي الوقت الذي تجري فيه هذه الاستعدادات على قدم وساق للبدء في عمليات تحرير المدينة وإنهاء معاناة أهلها من داعش المجرمة التي اذاقتهم الذل والهوان وهتكت أعراضهم , بدأت تلك الأصوات التي سلّمت المدينة على طبق من ذهب إلى داعش في أقذر خيانة يتعرّض لها الوطن , تتعالى من أجل منع الحشد الشعبي من المشاركة في تحرير المدينة تحت مبررات وذرائع واهية , ففي آخر تصريح له من باريس , صرّح مسعود بارزاني ( أنّ مشاركة الحشد الشعبي في معركة تحرير الموصل تحتاج إلى اتفاق سياسي , وأنّ القوّات التي ستشارك في استعادة الموصل لحد الآن هي البيشمركة والجيش العراقي , وأنّ مشاركة الحشد الشعبي تحتاج إلى اتفاق مسبق معه ) , كما أنّ زعيم ائتلاف متّحدون أسامة النجيفي هو الآخر أعرب عقب لقاء مع بريت ماكغيرك مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدوّلي عن رفضه لإشراك الحشد الشعبي في معركة الموصل , قائلا أنّ ذلك سيثير حساسية وتخوّفا من أجندات لا تصب في صالح المحافظة وإرادة أبنائها ) .
وربّ سائل يسأل لماذا يرفض كل من مسعود والأخوين النجيفي مشاركة الحشد في معركة تحرير الموصل وهما من سلّما الموصل إلى داعش على طبق من ذهب ؟ والإجابة على هذا السؤال بشفافية سيكشف للعراقيين نوايا كل من مسعود والأخوين أسامة واثيل , فمسعود الذي يريد السيطرة على سهل نينوى لا يريد لقوّات الحشد الشعبي أن تدخل سهل نينوى تحت أي مبرر وأي ظرف , لأن دخول الحشد الشعبي إلى سهل نينوى من شأنه أن يقوّض خططه في ضم مناطق السهل إلى خارطة إقليم كردستان التي يسعى لضمها بالقوة , كما أنّ مشاركة الحشد في تحرير المدينة هو الآخر من شأنه يقوّض مساعي الأخوين النجيفي في تقسيم المحافظة إلى كانتونات وتقاسمها بالاتفاق مع تركيا بذريعة حماية الأقليات , وكأنها جزء من أملاك جدّهما محمد النجيفي الذي أراد بيع ولاية الموصل إلى تركيا عام 1924 , ولهذا يرى كل من مسعود وأسامة وأخيه أنّه يجب ممارسة كل الضغوط على الحكومة العراقية من أجل دفع رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلّحة بعدم مشاركة الحشد في تحرير المدينة أو بمشاركة غير فاعلة على أطراف المحافظة وعند حدودها الجنوبية لإرضاء مسعود الذي يسعى لضم سهل نينوى إلى خارطة كردستان , بينما ترى قيادة الحشد الشعبي أنّ مشاركتها الفاعلة في عمليات تحرير الموصل , عامل مهم في استئصال الإرهاب وضمان عدم عودته مستقبلا , ولضمان بقاء الموصل موّحدة تحت العلم العراقي ومنع كلّ من تسوّل له نفسه الانقضاض على هذه المحافظة العربية واستقطاع أراض منها , وهذا ما يراه كل أبناء الموصل الشرفاء والعراقيين الغيارى , والحشد الشعبي قادم لتحرير الموصل من قبضة داعش ولا يحتاج لموافقة من أحد لتحرير أراضيه , وسيدافع عن وحدة الموصل شاء من شاء وأبى من أبى