منذ اعلان تأسيسه بفتوى الجهاد الكفائي, وضع البعض الحشد الشعبي نصب عينيه لأجل التخلص منه. فكلما حقق الحشد انجازات عسكرية كلما ازدادات الحاجة اليه كقوة رديفة ساندة للقوات الامنية, وكذلك يزداد الخوف لدى البعض من دوره الحالي والمستقبلي فأصبح لاشغل ولاشاغل لأطراف سياسية معروفة سوى تسقيط الحشد وتشويه صورته وسمعته محلياً واقليمياً ودولياً حتى تحول الى عقدة مستعصية من الخوف لدى هذا النفر الضال من السياسيين. ونلخص هنا اهم الاسباب التي تدعو لاتخاذهم مواقف سلبية من الحشد:
اولا_ ان الحشد تشكل وفق ارادة عراقية وطنية خالصة ولم يكن هنالك تدخل اقليمي او دولي وراء تأسيسه وهو امر يتعارض والنهج السياسي لأطراف تؤمن بنظرية الاستقواء بالخارج في عملها السياسي.
ثانياً_ ان الحشد اربك حسابات الولايات المتحدة ودولاً في المنطقة خططت لإدامة عمر الصراع في العراق تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش الأرهابي مما افقدها ورقة مهمة للتدخل بشؤون العراق الداخلية.
ثالثاً- ان امريكا ليست جادة في القضاء على داعش وذلك لحسابات سياسية تتعلق بالصراع الدائر في سورية وكذلك عموم المنطقة, حيث ان القضاء على داعش يعني بالضرورة تخفيف الضغط والعبء عن الرئيس السوري بشار الاسد وهو ما لاتريده امريكا, بل تعمل على عكسه من خلال اطالة عمر داعش, ودخول الحشد على خط الصراع افشل ما خططت له امريكا.
رابعا- ان هزيمة داعش على يد الحشد وفصائل المقاومة يعني انتصاراً كبيراً لأيران التي سارعت الى الوقوف الى جانب حكومة وشعب العراق في حربه ضد داعش منذ اليوم الاول, الامر الذي سينعكس بدوره على المفاوضات التي تجري معها بشأن ملفها النووي ويمنحها ورقة ضغط على امريكا.
لهذه الاسباب يخشى اعداء العراق ويتخوفون من الحشد الشعبي لأنه قلب الطاولة عليهم بعدما راهنوا على داعش, وسيقلبها على الفاسدين والفاشلين في الحكم .
اقترن الخوف من الحشد, بتخوف من دور قيادات الحشد والمقاومة وتحديداً من الشيخ قيس الخزعلي والحاج هادي العامري حتى باتا يشكلان عقدة لدى قوى وشخصيات سياسية من داخل مكونهما المذهبي ومن خارجه وذلك لانهما بَدءا بالتمرد على اللعبة السياسية التي وضعت امريكا شروطها, وخرجا على العادة السياسية التي تتبعها اطراف المحاصصة. فالبنسبة لبعض القوى الشيعية فإن الخزعلي والعامري اصبحا رمزين سياسيين استحوذا على اعجاب وتأييد شرائح واسعة من جماهير التحالف الوطني الامر الذي يهدد مستقبل بعض القوى والشخصيات السياسية التقليدية التي لاترغب بوجود منافس جديد لها في الساحة الشيعية. اما القوى السنية ومعها اطراف كردية متطرفة فتتفق في عدائها للخزعلي تحديدا وذلك لإمتلاكه اداة ردع قوية نعني بها تشكيلات عصائب اهل الحق العسكرية وارادة سياسية لاتخضع للإملاءات المحلية, ناهيك عن خطابه الوطني الذي ينطلق من المصلحة العراقية العليا مما يعني امكانية استنساخ التجربة الحوثية في العراق على يديه وهو امر غير مستبعد في ظل التغييرات الجارية على الصعيدين الامني الميداني والسياسي, وما ينطبق على الخزعلي ينطبق الى حد كبير على العامري الذي يمتلك هو الاخر ذراعاَ عسكرية ضاربة وارادة سياسية واضحة تشهد له مواقفه الوطنية. ومن هنا اصبحا الخزعلي- العامري عقدة لايدري البعض كيف يتخلص منها, والقادم بالنسبة لهم اخطر.