23 ديسمبر، 2024 2:28 م

الحشد الوطني في ذي قار

الحشد الوطني في ذي قار

(شرناها وعيت باهيزه )
ارتسمت امامي الاف الصور وانا تصفح التاريخ القريب لمدينة الناصرية وابنائها الغيارى في مقارعة الظلم والعدوان ونبذ المتخاذلين والمتآمرين الذين باعوا الوطن والدين. وتشكلت ألاف اللوحات الزاهية  عن ملاحم وتضحيات هذة المدينة التي قدمت أبنائها راضية مرضية قرابين على مذبح الحرية ونذور وعطايا لتراب الوطن .وابتسمت في وجهي شخوص  شهدائها من معركة البطنجة وباهيزة الى الانتفاضة الشعبانية ومقارعة المحتل .

والتي شكل أبنائها دائما النفيضة والمقدم في كل ملمة وفي كل جرح ادمي خاصرة الوطن فكانوا البلسم والدواء والذين اتكاؤا على ان قدرهم حب العراق والذود عن حياضة من كل قدم همجية وأجنبي يحاول ان يدنس ترابه فكانوا يدا واحدة مع شعبهم الذي نازل بكل قومياته ومذاهبه على مر التأريخ أعداء العراق ، وزلزل الأرض تحت أقدام الطغاة الهمجية في لحظات الخطر.

وفي خضم المنازلة التاريخية مع القوى الظلامية التكفيرية المتمثلة بداعش وأخواتها كان للحشد الوطني لأبناء الناصرية قصب السبق فقد وصل عدد المتطوعين الى 25 الف متطوع عبر اكثر من 20 مركز فتحت لاستقبالهم .وقد ارسل اكثر من ثلاثة الف متطوع الى مراكز استقبال لهم في بغداد ،ممنين النفس لمقاتلة هؤلاء الدواعش سقط المتاع وشذاذ الافاق بمعية اخوانهم المقاتلين في سوح الوغى .

ولشجاعة وبسالة ابناء الناصرية كرمت قيادة عمليات سامراء ، فوج ذي قار للمهمات الخاصة والذي وصل الى محافظة صلاح الدين ، بحماية مرقد الامامين العسكريين الشريفين في سامراء للمشاركة بقتال تنظيم داعش الارهابي.وكان هذا الواجب المقدس مثار فخر واعتزاز لأبنائنا وزهوهم وهو يربضون إمام القباب الذهبية لنسل رسول الانسانية محمد صل الله علية والة وسلم .مصممين على الموت والشهادة على ارض سر من راى ولن  يحنوا رؤوسهم أبدا لعصابات الردة والجريمة والظلام. ولن يدعوها تعيث في الأرض فسادا، وتُغرق سيد الحضارات في عتمة التأريخ وتدمر مساجده وكنائسه، وتقطع أوصاله ، وتحوله إلى  قطع طائفية وقومية ، وترجعه إلى قرون الجاهلية الأولى .

وكان موقف ابناء عشائرها الغيارى الذين اعلنوا ولائهم ومساندتهم لجيشهم وقواتهم الأمنية ووفدوا الى ساحة الحبوبي وسط الناصرية بشيبهم وشبابهم حاملين اسلحتهم وعدتهم وأعادوا ملاحم ثورة العشرين وأيديهم تقبض على الفالة والمكوار باستعدادهم الفوري للذهاب فورا الى المعركة .

لقد كان الحس الوطني وعوامل الغيرة والحمية المتأصلة في نفوسهم كفيلة بان تستنهض الهمم وتشحذ النفوس التي جبلت على رفض الضيم والمهانة والتي وضعت السلطة المحلية والمركزية في حرج شديد وهي عاجزة عن استيعاب هذه النفوس الأبية والأجساد التي حملت روحها على كفوفها رخيصة  من اجل العراق.

اليوم  يستحضر اهل ذي قار (ملحمة باهيزه)و التي رفض فيها شيخا من قبيلة خفاجة تسليم سلاحة لغازي اجنبي مستشيرا ارضها الطاهرة التي ابت ان يكون العراقي حرا  عبدا ذليلا لكل اجنبي دخيل فقال للضابط الانكليزي (شرناها وعيت باهيزه ) وسيعيد ابنائنا تلك الايام الخالدة بالثبات على القيم والاعراف الاصيلة  ومن ان الوطن قيمة نوعية لايحفظها الا الاصلاء الاوفياء .

*[email protected]