23 ديسمبر، 2024 6:15 ص

الحشد الشعبي وماذا بعـد الفتوى

الحشد الشعبي وماذا بعـد الفتوى

مـر أكثر من عـام على فتوى الجهاد الكفائي التي اصدرتها المرجعية العليا في النجف الاشرف والتي لاقت قبولاً واستجابة منقطعة النظير، وما تبع ذلك من انتصارات يفخر بها العراقيون الشرفاء الذين يأملون في إيجاد واقع أفضل لحياتهم التي يحيونها في بلـد انهكته الجراحات، ولكن السؤال الذي بدا ملازماً للحشد الشعبي خصوصاً والعراقيين عموماً (وماذا بعد الفتوى)؟ سيـمـا وان هنالك العديد من الجهات التي تحاول ركوب موجة الانتصارات وتجييرها لمصالحها ووفق حساباتها الانتخابية وما الى ذلك، وفي الواقع ان هذه الانتصارات هي لكل العراقيين سيما الذين لبوا نداء المرجعية الرشيدة وضحوا بالغالي والنفيس من أجل الدّين والعرِض والوطن، وليس من حق طرف او جهة أن تجيره لمصالحها، ولكن أصابع اليد الواحدة اجتمعت لتحقيقه.
وفــــي اعـــتــــقـــادي ان التــســـاؤل عن ما بعد الفتوى ، وماذا بعد تحقيق النصر التام بطرد داعـش فأنه سـؤال مهم ولعله في غاية الأهمية مـمـــا يجعلنا نهيئ ونخطط ونعّد له كل العدة كي لا تذهب دماء وارواح شهدائنا سـدىً ، وبينما اذكر التضحيات وما بعدها ، عرض عليّ القرآن الكريم وقصصه التي لنا فيها تذكرة وعبرة ،وخطر في ذهني قــصة الرجل الصالح  ذي القرنين الذي كان يسعى لنشر العدالة والمساواة بين الناس ، فكان كلما أراد فتح مدينة مــا توجه بجيشه نحوها وحاصرها  حتى تنفذ مؤونتها فيسلموا أهلها لذي القرنين حينذاك يستقصي عن اعدلهم وافضلهم وينصبه حاكماً لتلك المدينة وبعدها يغادر وجيشه بعد ان يتأكد من أن العدالة والمساواة عـّمـت ارجاء المدينة المحررة، ولعـل الحشد الشعـبي في تسـاؤلـه هذا ، ونحـن نعيـش في ظـل مؤسسات يسـودهـا الفـســاد الإداري والـمـالــي والمحسـوبـيـة وضعـف الـخـدمـات ،يـتـطلـع من المرجعية ان تطرح مشروعـاً اصلاحيا  متكاملاً يجري الاعداد له من الآن من خلال تشكيل فرق كفوءة ومخلصة وتكون رسالته السعي للوصول الى الحكم الرشيد.