23 ديسمبر، 2024 1:47 ص

الحشد الشعبي والزيارة الأربعينية هذا من هذا

الحشد الشعبي والزيارة الأربعينية هذا من هذا

ورد في الحديث عن رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قال:(إنما الأعمال في النيّات، ولكل أمرئ ما نوى).
عن الصادق ـ عليه السلام ـ قال:(نيّة المؤمن خير من عمله).

كانوا أبناء الحشد الشعبي المقدّس، يتمنّون أن يشاركوا في زيارة الأربعين مشياً على الأقدام، لولا أن المرجعية الدينية أعلا الله مقامها، أوصتهم بالمرابطة في ساحات القتال، لكانوا في طلائع الزائرين.

لا شك ولا ريب أن من يحمي المقدسات، والمراقد المطهرة، ويحمي زوّار سيد الشهداء”عليه السلام”،
له النصيب الأكبر، والحظ الأوفر في مشاركة الزوّار في زيارتهم للإمام الحسين عليه السلام.

وقف جابر بن عبدالله الأنصاري على قبر الحسين ـ عليه السلام ـ فأجهش بالبكاء وقال: يا حسين ثلاثاً ثم قال: حبيب لا يجيب حبيبه وأنى لك بالجواب، وقد شحطت أوداجك على أثباجك… إلى أن قال: والذي بعث محمداً”صلى الله عليه وعلى آله وسلم”بالحق نبياً، لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه، فقال له عطية العوفي: كيف ولم نهبط وادياً ولم نعل جبلاً ولم نضرب بسيف، والقوم قد فرق بين رؤوسهم وأبدانهم، وأيتمت أولادهم، وأرملت الأزواج.

فقال له أني سمعت حبيبي رسول الله يقول: من أحب قوماً كان معهم ومن أحب عمل قوم أُشرك في عملهم، والذي بعث محمداً بالحق نبياً إن نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين وأصحابه.

سأعطيك أنموذجاً آخر من واقعة الطف، على أن المحامي والمدافع، يكون هو السبّاق وفي المقدمة.
عندما قام الحسين ـ عليه السلام ـ إلى الصلاة، ليصلي بأصحابه، تقدّم أمامه زهير بن القين، وسعيد بن عبدالله الحنفي، لحمايته من العدو، ومن النبال.

لمّا أثخن سعيد بن عبدالله الحنفي بالجراح، سقط إلى الأرض وهو يقول: اللهم العنهم لعن عاد وثمود، وأبلغ نبيك مني السلام، وأبلغه ما لقيت من ألم الجراح، فأني أردت بذلك ثوابك في نصرة ذرية نبيك ـ صلواتك عليه وعلى آله ـ وألتفت إلى الحسين قائلاً: أوفيت يا بن رسول الله؟ قال: نعم أنت أمامي في الجنة، وقضى نحبه فوجد فيه ثلاثة عشر سهماً غير الضرب والطعن.

اليوم أنتم الأوفياء يا أبناء الحشد الشعبي المجاهدين الغيارى، ولكم الثواب الجزيل، وبفضلكم وجهودكم وثباتكم في جبهات القتال، وطاعتكم لله ولرسوله وللإمام والمرجعية، أدينا زيارتنا في أمن وأمان، وأشهدُ أنكم قد شاركتم 20 مليون زائر في زيارتهم للإمام الحسين عليه السلام.