18 ديسمبر، 2024 5:41 م

الحشد الشعبي والخيارات الصعبة

الحشد الشعبي والخيارات الصعبة

من الطبيعي اذا لم يكن من الضروري أن يصاحب العمل العسكري جهدا سياسيا ،لكي يحدث توازن بين الجناحين ،فغياب الجناح السياسي قد يؤدي الى مشكلة خطيرة ، فهذا ما حدث بالفعل مع الحشد الشعبي فغياب الرؤية السياسية تجاه ما يجري من أحداث امنية على المستوى الإقليمي والدولي أوقع قيادات الحشد في المأزق الأمريكي وذلك طفى وبشكل واضح على السطح في معركة تكريت تلك المعركة التي كشفت ظهر الحشد وجرت فيها الأحداث بشكل متسارع وخطير ولولا حنكة الحكومة ومن فوقها المرجعية لأخذت الأحداث منحى آخر وانا هنا لا اريد أن اسبغ عمق الرؤية الإستراتجية على عمل الحكومة ولكن كلمة الحق تقال وان هي أخرى تسرعت كثيرا عندما أعلنت تحرير تكريت وقد غيبت عن قصد او دون قصد الجهود العظيمة للقوات الحشد الشعبي ؟ خاصة وقد أشار السيد مقتدى بهذا المضمون في بيانه الأخير ربما تملك الحكومة بعض الحق في هكذا تصريح لأن من واضح ان قيادات الحشد إلى الآن لا تستطيع أن تستمرء أن تكون تحت قيادة الحكومة المتمثلة بالجيش والشرطة وتصريحات المقاتل هادي العامري تثبت ذلك بضرس قاطع ولست أريد بهذا الكلام أن ابخس حق المجاهدين من الحشد بقدر ما أريد أن أوضح ما غمض عن المجتمع العراقي في تقاطع الرؤية في معركة تكريت فإنها -بتقديري – بداية لتشتت الصفوف -لا سامح الله – إذا لم نستفيد من عبرها فإن القارئ البسيط لأمور وحتى الناظر من بعيد! يرى أن الحشد يسير

ليس وفق ما تراه المرجعية في النجف وإنما يسير وفق أجندة خارجية تريد أن تمضي به إلى حيث مصالحها ؟وذلك جليا في التوقفات التي جرت في أثناء المعركة فتوقف الذي رافق الصفحة الأخيرة من المعركة والذي كان بسبب تدخل التحالف الدولي جويا في مساندة القوات العسكرية والأمنية مما أثار حفيظة قيادات لا استطيع ان اقول بعد الآن قيادات الحشد الشعبي وإنما من توقف و(علق) حسب توصيفهم هم فصائل المقاومة المدعومة من إيران الاسلامية لا الحشد فقد بقى وعلى حد علمي اللواء (علي الاكبر) التابع إلى العتبة الحسينية في الميدان اما البقية فقد علقت كما أسلفنا وهذا يشي إلى أمر خطير وهو تقاطع في وجهات النظر في السياسة أدت إلى توقفات واستمرار على المستوى العسكري ما بين المرجعية والجمهورية الإسلامية ؟ فهلا يستطيع أن يجيب أحد قيادات الفصائل عن السؤال المركزي وهو لماذا لم يتوقف (لواء العتبة) في حين انتم علقتم ولماذا استأنفتم بعد ذلك على الرغم من تحليق طائرات التحالف في الأجواء تكريت ان هذا السؤال في رسم القيادات منهم ؟ وأسرع هنا وأقول لست بصدد أن أضيف شرعية على ما تفعله الولايات المتحدة الأمريكية الغاصبة في السماء وفي الأرض ابدا لست كذلك ولكن استشف الدليل على أن عدم موفقيتكم في التعليق من خلال أمر المرجعية في خطبة الجمعة وطلبها في التنسيق العالي ما بينكم وما بين الجيش والشرطة فلو كانت ممن يدعون إلى توقف طيران التحالف لذكرت ذلك ولا يحتاج إلى أغماض ولكن التقدير المسؤول هو الذي يدفع المرجعية إلى اتخاذ القرارات الصعبة ومنها (الكفائي) الذي دفع عن وجوهنا شر القوم

لذا اقول يجب على فصائل المقاومة أن كانت فعلا تريد الخير لهذا البلد أن تنصهر في بوتقة الجيش والشرطة والامتناع عن رفع الرايات الخاصة ورفع علم الجمهورية العراقية فقط لاغير والا غير ذلك فإنه يدعوا إلى التفرقة وتمزيق الصف وضعف الهمة وبالتالي السقوط في حفرة داعش