ثمة أمر يجب أن يدركه العراقيين، بأن التنظيمات الإرهابية، بجميع صنوفها، تستهدف وتقتل الجميع، ولا تستثني طائفة، أو مذهب، أو حزب، لكن ادعاءاتها للدفاع عن أهل السنة، لكسب هذه الجهة ليكون لها مقر، وموطئ قدم للانطلاق إلى المناطق التي تحاول احتلالها، لتتحكم وتتسلط على رقاب المسلمين، والسيطرة على كل ما يمتلكون، من أموال وثروات، وبالتالي لم يسلموا حتى على أعراضهم، وخير دليل بعض العشائر تفهمت، واستوعبت الدرس، وبدأت تقاتل مع الجيش العراقي، ومقاتلي الحشد الشعبي تحت لواء العراق الواحد بكل طوائفه.
أدركت المرجعية الخطر الذي يهدد العراق وشعبه، لذلك أطلقت فتواها (الجهاد الكفائي)، لكي تنقذ البلد من العصابات التكفيرية المتمثلة، بداعش وباقي العصابات الإرهابية المنخرطة من تنظيم القاعدة، مما أعطى شحنة وصعقة كهربائية للشعب بكل طوائفه، لم يتوقع الغرب وأمريكا، بما تحقق من انتصارات، على سطح الأرض، وهنا تكمن قوة المرجعية العليا! وتأثيرها على الشارع العراقي، وخلق روح التعاون والوحدة، لكل أبناء العراق، خصوصا بعد التغير، وتشكيل الحكومة، الجديدة، لذلك بدأ الشارع العراقي يلتف حول قيادته الدينية، وهذا الأمر يقلق الغرب وأمريكا.
أمسك المجاهدون بكل تسمياتهم الأرض؛ وأذاقوا الدواعش مرارة الهزيمة، والذل، وهذا الامر ولد أمرين كانا غائبين عن الشارع العراقي، بدأوا بتنظيم أمرهم وفق مبدأ الوحدة، والوقوف بوجه العدو المشترك، وترك المشاكل الجانبية، ونجحوا بذلك وقاتلوا بنفس الخندق، يقتسمون رغيف الخبز فيما بينهم، أحبوا بعضهم، ونسوا المسميات، وذابوا بحب البلد والدفاع المقدس؛ عن الاعراض والمقدسات، أيقنوا لا حياة بدون كرامة، ولا يوجد لذة للحياة بدون تضحيات، أدرك الامريكان والغرب بأن معركتنا مع داعش، أصبحت مصدر وحدتنا، وجعلتنا أكثر قوة، وأكثر تنظيم، وأكثر قدرة على القتال والبسالة والتضحية.
مما لا شك فيه أن الامريكان والغرب؛ لا يرق لهم ذلك، لأن قوات الحشد الشعبي ولدت من رحم العراق، وهم سند له، وفي هذا الوقت، بدأ الامريكان يدركون مدى قدرتهم وتأثيرهم على الشارع، وهذا الأمر يزيد من قوة المرجعية، ويجعل المفاتيح بيدها كثيرة، لكي تتحكم بمقاليد السياسة مستقبلا، خصوصا بعد الانتصارات التي تحسب لها، أن دماء شهدائنا الزكية، تروي أراضي أخوتنا في الوطن، من أجل الحفاظ على كرامة الإنسان العراقي، بغض النظر عن دينه، لذا الحرب على داعش وحدت العراق وشعبه.
دخول الامريكان والغرب؛ لمقاتلة داعش في العراق، ومشاركتهم في القصف الجوي، لأنهم شعروا بأن البساط يسحب من تحت أقدامهم، لذلك تم تحشيد الدعم الدولي، والأمر الاخر لكي تعيد أمريكا لنفسها الهيبة التي سلبت منها، على أرض العراق التي خرجت منه مدحورة، نتيجة ضربات المجاهدين الابطال، منذ دخولها، وحتى خروجها، وكله بفضل المرجعية الرشيدة، المتمثلة بالسيد السيستاني (حفظه الباري)، في الختام؛ قوة البلد بوحدته، ووحدة نسيجه الاجتماعي، وخلق روح المواطنة والتسامح بين العراقيين.