ان تشريع قانون هيئة الحشد الشعبي في مجلس النواب ليست منة من احد واقراره بسرعة مكسب مهم لضمان مستقبل طليعة خيرة وشريحة مضحية ، هذه القوات المجاهدة التي خرجت تستقبل الموت والشهادة في سبيل الله عز وجل والوطن بصدورها وتدافع عن عقيدة راسخة في ضمائرهم عمقها الايمان غير مبالين بأي امتياز او وجاهه سوى ارضاء ربهم بقلوب تفيض بالرضا والاطمئنان وهو تثميناً للتضحيات الغالية التي قدمها المقاتلون في تحرير المناطق العراقية من سيطرة داعش وابعاد الشر عن العراق كوطن وهم أبناء التاريخ المليء بالدماء والدموع، من ورثة الصابرين المحتسبين {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة:155-157] والمضطهدين والمقتولين والمهجرين والمطاردين والمعتقلين والمعذبين والمدفونين في المقابر الجماعية هذا لايمكن انكاره ولازالت هناك مخاطر كثيرة مادامت هناك مجموعات لم تتعامل مع مصالح الامة ككل بمسؤولية ولم تقف وتعتبر رجالات الحشد راعياً و موقف عراقي وطني مجرد من أي غايات أخرى لاتواجه الإرهاب في ساحات القتال وحسب ، بل تخوض ضده معركة حضارية شاملة لإعادة الإنسانية الى موطنها ، لانهم يمثلون الوجه النقي للإسلام ، الذي يؤمن بالآخر نظيراً في الإنسانية أو أخاً في الدين كما يقول الإمام علي (ع) (الناس صنفان أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) ويعيشون معنا ومن كل المذاهب والطوائف والأديان ، الوجه الحقيقي للإسلام المنفتح على الحضارة والمؤمن بحق الآخرين بالاختلاف كحقهم في العيش بأمن وسلام دون إكراه لهم أو تحريض ضدهم .
وهم يقاتلون معاً اليوم التكفيريين والدواعش على الرغم من وجود قوى مضادة تحاول تشويه محبتهم وانتصاراتهم وتسيء لهم وهم في الحقيقة لهم هدف مقدس هو تحرير الاراضي المختصبة من جرذان داعش وحماية البلاد والمقدسات والدور الفاعل له في دحره ،وبالتالي إجهاض مشاريع التقسم التي راهنت عليها بعض القوى الاقليمية و لم يعد يحتاج إلى جهد في تبيانها ، فقد برز تلك الجهود الشريف عند التأسيس في وقت كان العراق يعيش انهياراً شبه شامل بعد سقوط مساحات شاسعة ومحافظات مهمة بيد عصابات داعش وبدعم من حواضنه وهناك الذي خذل اهله من اذناب الشيطان من الساسة المأجورين والعملاء وتهديد بغداد ذاتها . وإعطاء الجيش العراقي ظهيرا قوياً في مقارعة قوى الشر والعدوان و صمام الأمان وحصن للأبرياء والمبتلين بالخونة والداعشين وكانوا ومضة امل في الخلاص منهم وهم اهلها . رجال الغيرة العراقية استجابوا لنداء الوطن ، وأندفع أبناء العشائر العربية معهم من جنوب ووسط العراق يساندهم أخوة لهم من عشائر الغربية ، تحت خيمتهم ، بأسلحتهم وبإمكانياتهم الخاصة ليلقنوا الدواعش ومن يقف خلفهم دروسا أليمة و جعلتهم يعيدون حساباتهم .
فتحولوا من التمدد في الجنوب الى التمترس بالغربية ونحو الجبال شمال شرق الموصل. بعد ان عاثوا فسادا بأراضينا, نهبوا ثرواتنا, ذبحوا أبنائنا, وسبوا نساء كانت حرة كريمة و بهمجية هدموا الجوامع والكنائس والشواهد الحضارية وتضرر الاخوة الاعزاء من السنة اكثر مما تضرر الشيعة في المال والدم والحلال بعد ترنح البعض منهم تحت ثأثير خمرة الطائفية ومن هناك كان قيام البعض من نواب إتحاد القوى العراقية بتقديم مقترح الحشد الموازي ، الاية الكريمة :قوله تعالى ” وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه ” الانفال 48 ،وهم مسكونون بحلم العودة للوراءالى الدولة العراقية التي كانوا يتفردون بملكيتها وحكمها وإدارتها طيلة مئات السنين، ومسكونون بمعالجة صدمة أن يكون حاكم العراق والقائد العام للقوات المسلحة ملتزماً ومتمظهراً بمذهبه و بتقديم مقترح تعديل على المادة الرابعة من قانون هيئة الحشد الشعبي يتضمن تأسيس حشدٍ موازٍ للحشد الشعبي و يتوقع لها أن تتخذ مواقف وفق حسابات اخرى خاصة بها لتعويق اقرار هذه القانون ،
لكن القوى الوطنية ، تمتلك أكثرية راجحة في المجلس النيابي ، وبالتالي بإمكانها إقرار هذا القانون وتمريره دون هواجس ليُعامل شهداؤه وجرحاه ومقاتلوه ،أسوة، بمنتسبي القوات المسلحة بكل صنوفها وفاءا لتضحياتهم ودماء شهدائهم .وبهذه المناسبة ايضاً بعد ان اصبح تحرير الموصل بالكامل قاب قوسين،علينا ان نتذكر في هذه المرحلة ايضاً إن الأمر يحتم التنبه الى أمرين أساسيين: الأول هو إحباط أية محاولة لإثارة النعرات الطائفية ، والثاني هو النظر بحذر شديد الى التحركات التركية التي تعمل على استقطاب من مع داعش (من السياسيين ) وإعادة تهيئتهم بهدف ضخهم من جديد في العملية السياسية لتنفيذ مآربها ومخططاتها عندما تدعو الحاجة لذلك وتحت مسميات جديدة.