18 ديسمبر، 2024 5:40 م

الحشد الشعبي درع العراق الحصين

الحشد الشعبي درع العراق الحصين

لم يتعرض اي جناح عسكري ,او تنظيم سياسي, او قوة عسكرية طارئة في الحدوث لاسباب وجيهة كما تتعرض له الان قوات “الحشد الشعبي”.فمنذ بدء التغيير الذي طرأ على العراق بعد ازالة نظام “البعث الكافر” برزت بعض القوى المسلحة داخل العراق واتخذت اسماء وعناوينا مختلفة, ولم تنجح تلك التنظيمات العسكرية بعملها لعدة اسباب , واهمها البعد الطائفي لسياستها في ادارة حركتها, وعلاقاتها المشبوهة مع دول الجوار, ولايوجد لديها خطاب يقتنع به الاخر, وايضا العلاقة الوطيدة بينها وبين بقايا “البعث الكافر” من حيث قياداتها واسلوبها بالتعاطي مع الاخرين. فكانت نتيجتها الفشل والانهيار الكامل.لكنها تركت ورائها بقايا وشرذمة من بقاياها لتعيث في الارض فسادا ودموية.
 حين تغلغل “داعش” داخل العراق بتنسيق مسبق بداية مع الكرد, ومن ثم النجيفي ومن كان في خيمة “الذل والهوان” في الرمادي مؤتمرة كل هذه الاطراف من قبل القوى الخارجية الخفية التي اعطت تعهدات لهذه الاطراف بالتنسيق والدعم في كل المجالات , والحصول على مكاسب مستقبلية, او فوائد مادية انية , فبدأت خفافيش الظلام “داعش الوهابية”بالاعلان عن  استراتيجيتها وخططها القادمة, وانها ستصل الى الكويت ومنطقة الخليج لتعلن بعد ذلك دويلاتها وتنصب امرائها.
 من هنا ادركت المرجعية الرشيدة بحنكتها, وحكمتها ,وكانت واعية تماما للخطر القادم الذي سيحرق الحرث والنسل ,فاصدرت فتوتها المعروفة التي اطلقها السيد السيستاني “حفظه الله” بالجهاد الكفائي: الذي ان قام به شخص او مجموعة يسقط عن الباقين وهذا مايحدده قادة “الحشد الشعبي” ,فهبّ ابناء الفرات الاوسط والجنوب بل  كل “شيعة العراق” مِن مَن يستطيع حمل السلاح, وتقدموا لاداء هذا الشرف العظيم ,وبعد ان تم تنظيم هذا الحشد وربطه بقيادات الجيش من حيث التنسيق, والتسليح , بدات الاصوات النشاز تتعالى يوما بعد يوم وخصوصا بعد تحقيق الانتصارات المتلاحقة وطرد او سحق  “داعش” من المناطق التي احتلوها ,ولو تتبعنا التصريحات المتتالية التي تحاول كيل التهم والانتقاص من “الحشد الشعبي” لوجدنا ان الامر لايخرج من عدة اسباب يرجع قسما منها  الى ان هذا الصوت هو اصلا “داعشي” اما داعما رئيسيا او ممثلا عنه داخل قبة”التيهان” وامام مرأى ومسمع الحكومة التي اصابها الصمت المطبق عن التحقيق مع هؤلاء ,او على اقل تقدير ردهم, وايقاف تصريحاتهم ,او قد يكون من الاسباب الاخرى التي كشفت عن نفسها بتصريحاتهم وهي: عقدة النقص التي باتت  واضحة. فليس سهلا ان ياتي طرف بعيد عن المنطقة, ولاينتمي لنفس القومية, او المذهب لينقذ العرض, والارض , واصحابها يتفرجون !. فبالتاكيد انها من اقوى الاسباب التي يحاولون احيانا ان يلبسوها لباسا غير ماهم عليه من الاعتقاد ,فمرة يتهمون ” الحشد الشعبي”بانه يهدم المساجد السنية ومرة يتهمونه بانه يمارس التطهير ضد المذهب الاخر وهكذا دواليك .
الذي لايخفى على كل لبيب ان دواعش الحكومة ,والمتنفذين قد استخدموا كل مالديهم من خلال التصريحات للنيل من الحشد الشعبي بل تعدى الامر كما حدث من يومين بتصريح للداعشي البعثي “حيدر الملا” وقال مانصه وبكل وقاحة (ولذلك داعش باقية موجودة مادام الحشد الشعبي خارج  القانون وسلطة الدولة)!! التهديد واضح ,ويعني (غصبن عليكم) شئتم ام ابيتم تجعلون “الحشد الشعبي” مع القوات او نُبقي على داعش!!!وهو يعلم هو وغيره بان “الحشد الشعبي” يتحرك بتنسيق مشترك بين كل الاجهزة الامنية ,ووزارة الدفاع ,ورئاسة الوزراء .بمعنى انها لازالت ضمن القانون وتحت نظره. هذا هو المنطق ,والطريقة التي ينتهجونها, وماخفي اعظم وتصريحات البعثي “ظافر العاني” لاتقل عن هذا الامعة “حيدر” والكثير الكثير من التصريحات , ثم حدث بعد ذلك مالم يكن بالحسبان ,حيث قام السيد” مقتدى الصدر” بحركة غريبة ,ومريبة ,ولانعلم ماهي دوافعه من خلالها, واحدث شرخا في هذه القوة العسكرية  التي “لن تتضرر ان شاء الله”, عندما امر بتجميد القوات التابعة له, ونعت “الحشد الشعبي”  “بالمليشيات غير المنضبطة”ولم يحدد مَن تلك “المليشيات “!! بل تكلم بالمطلق وهي ليست المرة الاولى بل قد ذكرها من قبل اثناء زيارة “خالد العبيدي ” وزير الدفاع “للنجف” الذي لاندري ايضا ماذا حصل هناك في الخفاء حيث سمّى الحشد الشعبي “بالمليشيات” مغازلا “العبيدي”!! ثم اصبح معتادا على اطلاق هذه الجملة “الميليشيات غير المنضبطة”!! فزاد الطين بلة ومنح الاخرين فرصة ذهبية صلّوا من ورائها كثيرا شكرا لله لهذه الفرصة العظيمة للنيل والانتقاص من قوات “الحشد الشعبي” واعطاهم الذريعة ليتمادوا بتجاوزاتهم, وبتصريحاتهم ضد قوات “الحشد الشعبي” البطلة .
 الملفت للنظر, ويجعل الامر مستغربا بعد اصدار الامر بتجميد قواته هو ما تناقلت وسائل الاعلام من خبر مفاده : ان هناك تكتلا جديدا بين “سيد مقتدى”و”ايادعلاوي” التي نعلم جميعا انها قائمة “البعثيين” في البرلمان.اليس هذا غريبا ؟ ! هل هو صدفة بين تجميد قوات “السيد مقتدى” وتشكيل ائتلاف جديد؟
فاليعلموا اصحاب التكتلات, واصحاب الاصوات النشاز ,والكلاب المسعورة ان قيمة ومكانة “الحشد الشعبي” في قلوب كل الشرفاء ,وفي قلوب كل الاحرار, ومهما تعالت الاصوات ضده سيبقى الدرع الحصين لكل العراقيين ,وليس للشيعة فقط  ,فالعالم باسره حتى الاعداء اقروا بان لهذه القوات الاثر الكبير في تغيير المعادلة , وان جميع القوى والتحالفات لم تستطع فعل شيئ تجاه”داعش” بقدر مافعله “الحشد الشعبي”. فتحية اجلال واكبار لقادة هذا الحشد ,ولكل المجاهدين الابطال الذي ضحوا بانفسهم من اجل ان يعيش العراق حرا كريما بعيدا عن كل هذه الافكار الوهابية الظلامية