الحشد الشعبي جدار العراق المنيع في وجه الذئاب المتربصة

الحشد الشعبي جدار العراق المنيع في وجه الذئاب المتربصة

في ظل التحولات الإقليمية والدولية المتسارعة يقف العراق مجدداً أمام مفترق طرق محفوف بالتهديدات والتحديات الوجودية وبينما تتربص الذئاب على أبواب الوطن تنتظر لحظة وهن لتنقض عليه من كل صوب تبقى مؤسسات الدولة الوطنية وعلى رأسها الحشد الشعبي هي السد المنيع الذي يحول دون انهيار الأمن والسيادة

تأسس الحشد الشعبي في حزيران عام ألفين وأربعة عشر استجابة لفتوى المرجع الأعلى السيد علي السيستاني التي عرفت بفتوى الدفاع الكفائي وذلك بعد سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش الإرهابي وتوسعه في مدن ومحافظات عديدة لبى آلاف العراقيين نداء الوطن فانخرطوا في صفوف هذه القوة الجديدة التي سرعان ما تحولت إلى رأس الحربة في مواجهة الإرهاب

خلال سنوات الحرب ضد داعش خاض الحشد الشعبي معارك بطولية في آمرلي حيث كسر الحصار الذي فرضه التنظيم الإرهابي وفي جرف النصر التي كانت معركة مفصلية قطعت الطريق على داعش نحو بغداد كما شارك في معارك تحرير الفلوجة والرمادي والموصل والتي استعيدت فيها كبرى المدن العراقية وكان له دور حاسم في تأمين الحدود الغربية مع سوريا ومنع تسلل الإرهابيين بعد النصر العسكري على داعش تم تقنين وجود الحشد الشعبي بقانون صادر عن مجلس النواب العراقي عام ألفين وستة عشر ليصبح رسمياً جزءاً من منظومة الدفاع الوطني ويخضع لقيادة القائد العام للقوات المسلحة شأنه شأن الجيش والشرطة وبالتالي فإن أي محاولة لحله أو تقويضه لا تعد فقط مخالفة للقانون بل اعتداءً على إحدى ركائز الدفاع الوطني خاصة في ظل التحديات الأمنية المتعددة التي لا تزال تهدد البلاد ورغم دحر داعش عسكرياً إلا أن الخلايا النائمة لا تزال تشكل خطراً أمنياً في بعض المحافظات والضغوط الأجنبية تتزايد لإضعاف البنية الدفاعية الوطنية ولا تغيب محاولات إثارة الفتن الداخلية عن أجندات قوى خارجية بالإضافة إلى حملات إعلامية ممنهجة تسعى لتشويه صورة الحشد والتشكيك في شرعيته

جميع هذه العوامل تجعل من الحشد الشعبي أكثر ضرورة اليوم من أي وقت مضى خاصة وأنه أثبت في الميدان قدرته على الدفاع والتضحية والتصدي لكل أشكال العدوان ونحن أبناء الشعب العراقي نعلن بوضوح رفضنا التام لأي مشروع يسعى إلى حل الحشد الشعبي أو تقليص دوره ونتمسك بهذه المؤسسة التي جسدت وحدة العراقيين بكل أطيافهم وندعو البرلمان والحكومة والقوى السياسية إلى حمايته قانونياً ومؤسساتياً من أي محاولة للتهميش أو الاستهداف إن الحشد الشعبي ليس مجرد تشكيل عسكري بل هو تجسيد لإرادة العراقيين في الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم وهويتهم وقد وقف حين تراجع الآخرون وصمد حين انهارت الجبهات وانتصر حين ظن الأعداء أن العراق لن ينهض المساس بالحشد هو مساس بالعراق نفسه واليوم نحتاجه أكثر من أي وقت مضى فليحذر من يراهن على كسر هذا السد الوطني

كتب ببغداد

١٢ تموز ٢٠٢٥

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات