المنجمين ومن خلال بعض العلوم، والشعوذة يسيطرون على عقول الناس، لابراز علميتهم أو كفاءتهم، يتطرقون لعالم المستقبل، وما يحدث للناس، متناسين قدرة العليم الخبير عليهم( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ) الآية [ الأنعام : 59.
في العراق؛ حيث تختلط اوراق السياسة، والسياسيين لا تنفع معه منجمون، أو سحرة أو مشعوذين، لارتباط بعض بل أغلب سياسيينا بأجندات خارجية وطائفية، وعدم وجود الرؤيا الواضحة لديهم، لبناء أو توقع المستقبل فيه، مما يتعذر على أغلبهم، احراز واقع ومستقبل العراق مبكرا.
أمور كثيرة توقعتها، وقرأتها شخصية عراقية مخلصة، مثل السيد عبدالعزيز الحكيم رضوانه تعالى عليه، ونادى بها، فلاقت تلكم الرؤى جبهة رفض واسعة، رسمية وشبه رسمية، شيعية أو سنية للأسف الشديد.
الفدرالية؛ وما لاقته كثيرا من النقد والانتقاد، من داخل الوسط الشيعي الجنوبي، وما يقابلها الان من معاناة محافظات الوسط والجنوب، الان من تردي خدمات، وانعدام البنى التحتية، وفقر وبطالة، وبمرور الزمن أصبح المعارضون للفدرالية، يطالبون بها الان ويعضون اصبع الندم.
اللجان الشعبية؛ التي يقابلها الان تشكيلات الحشد الشعبي، التي تشكلت بفتوى المرجعية الرشيدة بتسديد الهي كبير، واحدة من النبوءات، أو المطالب الذي طالب بها السيد الحكيم عليه رمته تعالى، لكن جبهة الرفض من كل الاطراف كالعادة كانت لها بالمرصاد، مدعين تشكيل مليشيات جديدة، تضاف لقوات بدر الجناح العسكري للمجلس الاعلى الاسلامي، المنضوية تحت قيادة السيد الحكيم آنذاك، متناسين أن اللجان الشعبية كانت تمثل تشكيل فصائل، أو لجان مشتركة من كل الطوائف، والقوميات تجمعهم مناطق سكناهم، بعيدة عن الطائفية، والحزبية.
أن الازمات التي أدت الى سقوط الموصل، وبعض المدن الغربية والشمالية، كانت لم تكن لتحصل، لو تشكلت اللجان الشعبية، وأخذ حفظ أمن المدن على عاتق ابنائها.
للأسف؛ هذا حالنا في العراق بصورة خاصة، والعرب بصورة عامة لا نهتم بالأشخاص المبدعون، او ذوي النظرة الثاقبة، وننعتهم بشتى النعوت البغيضة، ونتهمهم بكل التهم، ونترحم عليهم مستقبلا! لأننا لن نأخذ بآرائهم، لأننا ننظر تحت أقدامنا.