18 نوفمبر، 2024 3:15 ص
Search
Close this search box.

الحشد الشعبي امتداد للانتفاضة الشعبانية

الحشد الشعبي امتداد للانتفاضة الشعبانية

لقد أنتفض الشعب العراقي في الخامس من مارس عام 1991 ضد الدكتاتورية والظلم والطائفية وحكم الأقلية ، وسطر أبناء العراق من شماله مروراً بوسطه ثم جنوبه أروع المواقف البطولية والجهادية والثورية ضد أعتى نظام تعسفي عرفه العصر الحديث ، وقد اشترك في تلك الملحمة البطولية جميع أبناء العراق بجميع فئاتهم ماعدا أبناء المناطق الغربية الذين دعموا قوات النظام في ضرب أبناء الوسط والجنوب ، وقد انتفضت جميع مدن العراق إلا الموصل وتكريت والرمادي بالإضافة الى بغداد التي أصبحت عبارة عن ثكنة عسكرية كبيرة وبالرغم من ذلك قامت بعض التحركات في مدينة الصدر وكذلك الشعلة والكاظمية وقد أخمدها النظام مباشرة بالحديد والنار ، وقد كسرت تلك الانتفاضة حاجز الخوف الذي بنته الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة التي حكمت العراق لمئات من السنين ، وقد أنبتت تلك الانتفاضة بذرة المطالبة بالحقوق والحرية والكرامة في أرض العراق وخلقت جيلاً لا يقبل بالضيم ولا يسكت على الباطل وكل مسامعه متوجه الى أفواه المراجع العظام ينتظر منهم الإشارة للانطلاق الى ساحات الوغى لاختطاف الحياة الحرة الكريمة من أيدي الظالمين والمجرمين ، وقد أثمرت بذور الانتفاضة وأينعت ثمارها وانتفضت من جديد بعد سماعها لنداء المرجعية الذي أفتى بالجهاد الكفائي لمواجهة الدواعش ، بعد أن تخاذل أبناء المناطق الغربية ثانية وتركوا الأجانب من الشيشانين والسعوديين والباكستانيين والليبيين والتونسيين وغيرهم كثير يدنسون أرض العراق ويستحيون نساءه ويقتلون أبناءه الشرفاء ويسرقون خيراته وينشرون الفساد والقتل والدمار في كل مكان ، فقد دعم أغلب أبناء هذه المناطق الدواعش كما دعموا صدام ونظامه في الانتفاضة الشعبانية عام 1991، وقد ساعد على انتشار القتل والدمار في أرض العراق أغلب القيادات السياسية التي لم تفكر إلا في مصالحها وامتيازاتها ، ولكن ثمار الانتفاضة الشعبانية الشجعان لم تعر أي أهمية لسياسينا المنبطحين الذين تركوا العراق وشعبه من أجل مصالحهم الشخصية والتنظيمية لقمة سائغة للمؤامرات الخيانية الجبانة التي كانت تحاك في عمان وأنقرة وفي بعض الأحيان في أربيل ، فهذه الطبقة السياسية التي هيئت كل الأجواء لظهور داعش بأنواعه السياسية والدينية .
فقد ظهر داعش أولاً في قبة البرلمان الذي وفرة كل الحماية لتوغل داعش الإرهابي في مدينة الموصل وتكريت والرمادي بالإضافة الى ديالى ، فقد أشترك صدام مع داعش بأنواعه بالقتل والإجرام والدمار ورفض إعطاء الحقوق للشعب بالإضافة الى رفضهم للنظام الديمقراطي وحكم الأغلبية بل كلاهما يريدان حكم الأقلية الممثل بالنظام الدكتاتوري الطائفي ، وعندما ظهر الدواعش الصداميين في مدن المنطقة الغربية واقتربوا من بغداد عندها أهتزت شفاه المرجعية بفتوى الجهاد الكفائي وفور خروج الكلمات من تلك الشفاه الشريفة انتفضت الجموع وقفزت وأيديها على سلاحها راكضة الى ساحات القتال تاركةً خلفها كل ما تملك من أهل ومال وأحباء ، واكتسحت تلك الجموع الدواعش الصداميين وقتلتهم أشر قتلة وأرجعتهم الى حواضنهم التي احتضنت بالأمس  ودعمت جيوش صدام في قتل الشعب العراقي (الانتفاضة الشعبانية) ، ولم تقبل هذه الجموع الغاضبة على بقاء هؤلاء المجرمون أحياء ويهددون العراق حكومة وشعباً ، ولم يرضى الحشد الشعبي أن يرى إخوانه من أبناء المناطق الغربية الشرفاء الذين رفضوا أعمال الدواعش الإرهابيين  يعانون من ظلم وإجرام وفساد المجرمين من دواعش السياسية والدين ، فتسابق هذا الحشد المقدس بالرغم من كل العوائق السياسية والقتالية وضحى بخيرة ابناءه من أجل وحدة العراق أرضاً وشعباً ، وهكذا كانت هذه الحشود الشعبية امتداد لتلك الانتفاضة الحرة الشريفة التي ضربها جيش صدام المجرم المدعوم بالكثير من أبناء المناطق الغربية والذين اليوم يعانون من إجرام وفساد و ذبح وحرق الدواعش الغرباء ولطهارة تلك البذرة ونزاهتها فأن ثمارها من الحشود الشعبية رفضت أن تعامل بالمثل من أضطهدها وساعد على ظلمها بل قدمت وتقدم في كل يوم قوافل الشهداء من أجل كرامة كل العراقيين الشرفاء بدون الالتفات الى طوائفهم وأديانهم بل هاجسها الوحيد هو الإنسانية والانتماء لهذا الوطن المظلوم .

أحدث المقالات