ما إن حقق الحشد الشعبي الانتصارات, حتى علا زعيق النكرات المحلية, وأكاذيب الغرب خارجياً, سعيا لتشويه الحقيقة, وتضليل الناس, فالانتصار على داعش مهم, لكنه يصبح شرا, إن كان بيد شيعية ومساندة إيرانية, نحن لا نفكر بالتجني على احد, فنحن لسنا طغاة حبر, بقدر ما يهمنا الوصول للحقيقة, وهذه حقيقة فئة كبيرة,غارقة بوحل العمى, أفعالها المضطربة تكاد تمزق الوطن, لولا وقفت رجال الحشد الشعبي, في حفظ الأرض والعرض.
لماذا ينتهج البعض هذا السلوك المشين, مع إن الحشد الشعبي يطهر مدنهم من عصابات داعش, التي دمرت حياتهم؟
لهذا الموقف علل متعددة, يمكن حصرها بثلاث أمور أساسية, الأمر الأول: الإعلام العربي المضلل, الذي سعى منذ اليوم الأول لإعلان الجهاد, إلى تشويه صورة الحشد الشعبي, وتصويرهم بأبشع الصور, ثانيا بسبب تربية حزب البعث, التي ما تزال تؤثر في عقلية البعض, فتصور الشيعة أعداء للسنة, وهدف حزب البعث الخبيث, كان معروفاً لكل منصف, في تدمير نسيج المجتمع, كي تستمر سطوته على الحكم, ثالثا: السبب هو بعض الساسة السنة, ذوي الأفق المحدود, الذين لا يرون إلا مصالحهم الشخصية, فيؤججون الشارع السني.
لماذا أمريكا لا تريد الحشد الشعبي إن ينتصر, سؤال كبير يقف إمام الفعل الأمريكي, الذي يتجه كليا على الضد من الحشد الشعبي؟
أمريكا تملك مشروع خطير, وهو تفتيت البلدان إلى دويلات صغيرة متناحرة, والدول المقصودة, هي العراق, وسوريا, ولبنان, ومصر, وليبيا, واليمن, الدول التي ظهر بها الدواعش والقاعدة, حيث هو ذراع التنفيذ الأمريكية على الأرض, والمشروع يسير بقوة, نحو تحقيق أهدافه, لكن فتوى المرجعية الصالحة, بإعلان الجهاد الكفائي, وظهور الحشد الشعبي على الأرض, احدث صدمة للإدارة الأمريكية, فلو نجحت تجربة الحشد الشعبي في العراق, فإنها ستنسخ في باقي البلدان, باعتبارها مثال ناجح, وبذلك يضرب المشروع الأمريكي في المهد, لذلك لا حل أمام أمريكا إلا السعي لإفشال تجربة الحشد الشعبي.
الحشد الشعبي يسير قدما, في تحرير الأرض, وطرد العصابات المنحرفة (داعش), من دون إن يهتم بالزعيق, إن كان مصدره بعض المهووسين, أم كان مصدره أمريكياً, فالعقيد التي تسلح بها, لا يوقفها صخب الخاسرين, رجال قدموا اغلى ما يملكون (أنفسهم), لتحقيق مرضاة الله تعالى, النية الخالصة لا توقفها مخططات دوائر المكيدة, وسينتصر الحشد الشعبي.