23 ديسمبر، 2024 5:09 ص

الحشد الإنساني والضربة القاصمة

الحشد الإنساني والضربة القاصمة

خريف الإحتلال الداعشي أنجلى، ومعركة تكريت كانت مفصلية، قُطع من خلالها الطريق الرابط بين الأنبار والموصل، وصولة الحشد المقدس باتت تُدرَس، فعراقية المعركة أذهلت المراهنين على قوة داعش.

بعد إعلان النصر في تكريت، توجهت القلوب الحديدية نحو الأنبار، وكان الوقت ملائماً جداً لنحر المريض، فخسارة داعش لأرض صلاح الدين، كانت موجعة، أنحنت فيها قاماتهم مع أنحناء الدول التي دعمتهم.

في الأنبار، الحسابات تغيرت، خصوصاً وأن الحشد سرق ثلاجة تكريت! فطرب مغفلوا السياسة الأنبارية، كلٌ يغني على ليلاه، مرة ينعون الثلاجة وأخرى يدندنون بالجرائم.

بين الثلاجة وتكريت، ضاعت الأنبار، والغريب أن قطيع الغربان الذين بكوا الثلاجة، أختفوا بعد سرقة داعش للأنبار، السؤال الآن ياسادة.. كم ثلاجة تركتم ورائكم لداعش؟ كم حرة مصونة؟ كم طفلً وكم عجوز؟!

بعد كارثة الأنبار، وجد الأنباريون بالحشد حلاً، فتزاحموا على الفضائيات يستجدون ويتوسلون، متناسين كل جرائم المليشيات المدعومة من إيران!

عندما تجد أستاذ جامعي يتمتع بالإنسانية، هو أمر ليس غريب، كذلك الطبيب والمهندس والرجل الشريف في قومه، لكن أن تجد سارقاً يعبر عن إنسانيته بإحتراف، لهو أمرٌ دبر بليل!

داعش دخلت الأنبار، وأهلها خرجوا منها، بين رضيعٍ وكهل وامرأة حامل وأخرى مكسورة الوجدان، كلهم خرجوا يذمون الدنيا التي قذفتهم بسياسيين من سجيل، فمن وجدوا في الصوب الأخر؟.

في الإنتظار وجد النازحين عيونٌ من نار، في وجوه رجالٌ من ورد، في يمينهم يحملون طفلاً أنهكه البكاء، وفي شمالهم سلاحأً أرعب الداعشيين، وجدوا الإنسانية بهيئة رجال، شاركوهم الأسى وحملوا كبارهم.

الضربة القاصمة لسياسيي السنة، كانت تلك الصور التي أنتشرت، عن حمل جندي لامرأة عجوز من أهل الأنبار، هنا يسألهم بهلول.. من سرق الثلاجة يا مجموعة الجيف؟!

أثنا عشر عاماً والسنة يصدقون أرذل سياسييهم، بينما يكذبون أصدق سياسيي الشيعة، منذ سقوط الصنم وهم يطوفون حول سياسة السعودية وقطر، فضائيات وصحف وأبو هريرة يمزقون وحدة العراق، صفوية الشيعة ورافضيتهم وعروبة قطر وقدسيتها.

لكن (بزيبز) لا يكذب، سيقف متخصراً للتأريخ، ويلعن أبن تيمية ورحم أمه، سوف يضع أصبع الحقيقة في عيون ساسة الرمادي المنهزمين، وسيخلد علي وسجاد وحسين بصبغتهم الجنوبية الرائعة.

(بزيبز) جسر الحشد الشعبي، سيقول يوماً ما، من هنا مر ساسة الأنبار ومن هنا مر الحشد، لكنه سيسهب ويشرح ويوضح، الساسة مروا منهزمين، وأسود الحشد عبروا محررين.