الحسين .. هو الحسين وكفى

الحسين .. هو الحسين وكفى

حين يُذكر الحسين عليه السلام ، لا نتحدث عن رجلٍ خاض معركة ، بل عن ثورةٍ ما زالت مشتعلة في وجدان الأحرار ، فالحسين ليس شخصًا ، بل مشروع ، وليس فردًا بل منهج . كربلاء لم تكن معركة سيوف ، بل صراعًا بين منطق القوة وقوة المنطق .
وقف الحسين أمام سلطة جائرة، ورفض المساومة ، معلنًا أن الدم حين يُسفك في سبيل الحق ، يصنع حياةً لا تنتهي ، قالها بفعله “إني لم أخرج أشِرًا ولا بطرًا ، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي” .
تمزقت رايته ولم تُنكّس ، ذُبح أولاده وأصحابه ولم يهن ، سقط جسده على الثرى ، لكن كلمته بقيت في علياء السماء ، تلك هي عزة الإيمان في أبهى تجلياتها .
الحسين لم يبحث عن النصر العسكري ، بل عن نصر القيم فانتصرت دماؤه على السيوف ، وبقي اسمه حيًا بينما طُمست أسماء قاتليه .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله “إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة”، ومنذ ذلك اليوم وحتى اليوم ، لم تغب هذه السفينة عن بحار المظلومين .
الحسين مدرسة ، لا تُغلق أبوابها ، وراية لا تسقط ، واسمٌ كلما ذُكر أيقظ في الناس ضميرهم ، وكلما حاولنا وصفه ، ألهمنا الله أن نقول ، الحسين هو الحسين وكفى .