كذبنا كثيرا بادعائنا حبك السرمدي الخالد, وخدعنا انفسنا حينما تبجحنا تقليد صفاتك ومنهجك العامر بكل ما هو اصيل !!.
وصرنا نكتشف يوما بعد اخر, اننا ما عرفناك حق المعرفة, وما انزلناك منزلتك التي تستحق, وما قلدناك كما ينبغي, وما استنبطنا دروسك العميقة في التعالي والتسامي فوق الالام والجراح والظلم والقهر والاستبداد والعبودية.
ما زلنا نبحث الى اليوم عن من يحمل ولو بعض صفاتك, حيائك, كبريائك, بلاغتك, فصاحة لسانك, قوة حكمتك.
ولا زلنا نحلم أن نراك يوما تنهض كعادتك شامخا, ابيا ,تخوض الصعاب, فأنت من تصنع الاقدار, لا هي تصنعك, أنت من منحت للموت هيبة وما منحك, , انت من نال من اعدائك وما نالوا منك, أنت من تغنى به التأريخ و نسي من ظلمك.
تأملناك مع كل فجر جديد, رأيناك في وجوه الأبرياء والمعذبين والمظلومين والاتقياء , نطيل النظر الى السماء لعلنا نلمحك, لعلنا نفوز بنظرة منك, بلمستك, انتظرناك مع كل عيد سعيد, مع كل عرس شهيد, مع كل صوت حق عتيد.
أدعى البعض تقليدك زورا وبهتانا, فقتلوا الابرياء, وانتهكوا حرمة الضعفاء, وسلبوا حقوق الفقراء, رفعوا رايتك لكي يخدعون ويزورون باسمك, ويتاجرون ويربحون الدنيا باستغلال سيرتك, لبسوا عباءتك لكي تمشي خلفهم الجموع, وكذبا ذرفوا بحرقة أمام الناس الدموع, ولطموا الخدود وكسروا الضلوع, ففازوا بمنافع انية لكنهم خسروا انفسهم لما خسروك وغابت ارواحهم لما باعوك.
نهيم حبا باسمك, بحبك, نصرخ بابيك وجدك, باخوتك وأمك, بابنائك وأخواتك وأصحابك ومن ضحى لآجلك, نحس بوجودك في كل صلاة مكتوبة, في كل خشوع, في كل سجدة وركوع, صرنا اليوم نعرف اكثر قيمة صوتك, ثورة دمك, عنفوان كلماتك ,بعد أن جربنا الوجوه المتغيرة, وتقلبت علينا القلوب المتقلبة, فضيعنا البوصلة, وفقدنا ألآثر, وتلاشت الامال.
نحلم أن تقوم من رقدتك لتزيح كل هذا السوء والشر الذي يغرق به العالم, لتصفع القدر وتعلن للعالم أن دمك انتصار, وأن كل الفخر للموت لما احتضنك , ولظلمتك ومن ظلمنا كل العار والشنار!!!.