عندما اقرأ عن العظيم علي بن ابي طالب من مصادر تأريخية تنتهج سلوك الحياد وعدم الانحياز في تفسير وتحليل الاحداث التي حصلت في عهد الخلافة الاسلامية اشعر كم كان علي رجلا عظيما وحكيما ونبيلا وشجاعا ففلسفة علي بن ابي طالب هي رسالة انسانية الهدف منها اشاعة مبادىء وقيم السلام والشرف والكرامة هنا يقف التأريخ وتبدأ سطور الفوضى في نسج خيوط الاحداث التي تلت مقتل علي …..
فشيعة ذاك الوقت اي شيعة علي يختلفون عن شيعة ملالي قم وطهران والنجف وكربلاء واذا ما كان التشييع هو عبارة عن سلوك ينتهجه فئة من الافراد مثله مثل المبادىء التي يؤمن بها الانسان هنا يمكن اعتبار التشييع ضمن خانة الفلسفة والفكر الذي نشأ من خلال توجهات واراء بعض زعماء وقادة المسلمين الموالين لمن جاء من بعد علي …..
اي بمعنى ان تأريخ علي بن ابي طالب خالي من اي حدث طائفي وعلي لم يضع اسس فلسفته الانسانية لكي تؤسس من بعد قرون طائفة تمجد بشخصيته وتمدح خصاله وتصف شخصيته بذات الالهة لذا هنالك فرق ما بين شيعة علي الذين كانوا يؤمنون بالتشييع وفق فلسفة ونهج الرسول لكن بأعتبارهم فئة حاولوا مزج طابع معتقداتهم بشخص علي بأعتباره احد رموز الاسلام لكن ما يحدث اليوم يخالف ما ذكرته فشيعة هذا اليوم هم بعيدون كل البعد عن قيم ومفاهيم فلسفة علي بل يحاولون تهميش الجانب الحقيقي لفلسفة علي ووضع لافتات طائفية بدلا عنها اضافة الى احداث ثقب في جدار المفاهيم التي اسست عليها رسالة الاسلام التي وضعت لكي تضع دستورا جديدا للحضارة البشرية …..
فالزحف المليوني للشيعة وتكرار المشهد الخالي من الوعي والادراك في احياء مقتل الحسين وتقديس المرجعيات وسب صحابة الرسول كعمر وسب زوجة النبي ( ص ) عائشة وغيرها من القضايا والامور التي يقشعر لها الفكر الفلسفي الحديث كل هذا حصل في العصر الحديث ولا يمكن ربطه بفلسفة علي التي قامت على اسس نهج الرسول واذا ما كان لعلي منزلة عند النبي محمد ( ص) فهذا لا يعني ان يصنف علي وفلسفته وفق فتاوى المرجعيات فما يحدث الان عبارة عن تكرار لمشاهد اللطم وضرب السلاسل وتمجيد فئة من البشر ليس لهم لا ناقة ولا جمل في هذه السلسلة الدارمية …..
فقضية مقتل الحسين يمكن اعتبارها حادثة مأساوية لكن الحروب تجري ولا بد لها من ضحايا فأي حرب تقوم بين فئتين من البشر ستنتهي بنصر وهزيمة اما لهذه الفئة او تلك فما معناه ان يعلن مقتل الحسين كأنه ثورة والايحاء بها كرسالة تدعو الى الحرية وتحارب الظلم والطغيان …..
فعمر كان له من الاتباع ما لايعد ولا يحصى ومثله عثمان ومثله معاوية ومثله يزيد ومثله خالد بن الوليد والحسين كان له اتباع ومن قبله اباه علي بن ابي طالب ومثله كل قادة جيوش المسلمين القضية هنا لا تبتعد سوى انها حرب او منافسة على السلطة والنفوذ والقيمة الفكرية لعقيدة طائفة ما …..
هنا يطرح السؤال نفسه من قتل الحسين الم يكونوا مؤمنين بما يؤمن به الحسين فكل من قاتل انذاك كان مسلما وعربيا والعقيدة واحدة لكن يفرق ما بينهما الولاء والسمع والطاعة للافراد هذا مع الحسين وهذا مع يزيد اذن هذه قضية صراع بين مجموعة من الافراد تربطهم فلسفة واحدة ومعتقدات واحدة …..
هنا اعتقد الحسين ليس بحاجة لشيعة هذا العصر لدخول الجنة وليس بحاجة للطم وضرب السلاسل وتمجيد صفاته وخصاله الحسين ابن علي وعلي ابن عم الرسول اذن في المحصلة النهائية القيمة البشرية لأهل بيت الرسول تبقى ذات قدسية ومرتبة رفيعة في شريعة الاسلام …..
وقضية سب عمر وسب زوجة النبي ( ص ) لا يمكن اعتبارها الا ضربا من الجنون وفقدان الوعي والادراك فعمر كان من صحابة الرسول وله من القيمة ما لعلي وزوجة النبي ( ص ) ايضا لها قيمة عليا عند المسلمين لأنها ام المؤمنين والسيدة الاولى في ذاك العصر هنا لا اعرف يمكن الربط ما بين قضية التشييع الحديثة القائمة على اسس ما ذكرته اعلاه وما بين فلسفة علي القائمة على مبادىء انسانية بعيدة عن الاساءة لصحابة الرسول ( ص ) لذا انا اعتقد ان لطائفة الشيعة اتجاهين اولهما يتبع فلسفة علي وفق مبادىء الانسانية والثانية تتبع المرجعيات التي استغلت وبشكل مفرط عقلية الفرد الشيعي البسيط منذ القدم عبر تهميش فلسفة علي الانسانية واثارة النعرة الطائفية بدلا منها وفق منهج التشييع …..
وهنالك الكثيرون ممن يؤمنون بالرسالة الحسينية على انها نواة لثورة المظلوم هنا اود ان اقول اين انجاز عظيم فعله الحسين كي تمجد حربها اذن لا يصح فكريا وفلسفيا تسمية حادثة مقتله بالثورة واذا ما وضعنا فرضية ان الحسين قام بثورة اذن ما هو دور فلسفة علي واين رسالة النبي ( ص ) اذن المنطق يقول ان ان الاسلام ولد من خلال بعثة رجل واحد الا وهو الرسول الاعظم محمد ( ص ) ومن بعده جاء رجالا علي وعمر وعثمان وابو بكر ومن بعدهم اصبح للمسلمين قادة اخرين هم ورثة هؤلاء الرجال اذن لو وضعنا كل هذه الاشياء في معادلة وقمنا على اساسها بتفسير عهد كل رجل منهم على حدا فسنرى ان الاسلام مر بالعديد من الثورات اذن شيعة هذا العصر يرفضون مبدأ تعدد الثورات ويصرون على ان لا ثورة من بعد ثورة الحسين …..
في المحصلة النهائية تظهر هذه النتيجة اننا امام مجموعة لا حصر لها من الدويلات داخل الدولة هنا اذا ما فسر وحلل تأريخ الاسلام على هذا النحو ستحل الكارثة …..
اذن احاول قدر المستطاع عندما اقرأ عن شيعة هذا العصر ان اعيش فصول مشاهدهم فكريا وفلسفيا كي استنتج منها كيف يفكر هؤلاء وكيف تتلمذوا وفق نهج المرجعيات …..
فرسالة الاسلام العظيم واحدة الا وهي السلام والمحبة والوئام وهذا ما جاء به النبي الاعظم محمد ( ص ) وهذا ما قامت على اسسه فلسفة علي الانسانية اذن ما جاء من بعدهم لا يبعد سوى ان يكون استنتاجا بشريا فسره العقل البشري وفق البيئة التي يعيش فيها ووفق المجتمع الذي ترعرع فيه …..
هذه هي المشكلة تعددت طوائف الاسلام تعددت مرجعياتها تعدد الشيوخ والسادة اصبح المسلم يواجه كما هائلا من الفتاوي والدعوات والتحليلات والتفسيرات وبالتالي اثارة الفتن والنعرات الطائفية …..
شاعر وكاتب