17 نوفمبر، 2024 3:42 م
Search
Close this search box.

الحسين في ضمائرنا

الحسين في ضمائرنا

 

حبنا .
وبكائنا .
وحزننا على الحسين ع وأهل بيت النبوة لم يكن وليد صدفة أو تعاطف أو رياء أو ألقاء فرض .
هو تاريخ كبير ومشرف وشعور وجداني وروحي وهو تربية للذات وتعلم للمفاخر والمنابر والشهامة والتضحية والبطولة ورفض الظلم .

وقد ذكر في كل كتبنا الموثوقةلكل المذاهب بأن النبي محمد ص أخبر أبنته ( فاطمة الزهراء ع ) وزوجها أبن عمه الأمام علي ع بعد ولادة الحسين ع وقال : بأن ( ولدي الحسين سيقتل من قبل الفئة الظالة الباغية من أمتي ) . وكان دائم النظر أليه ويبكي ويقبله من نحره . وكان عندما يصلي كان الحسين يصعد فوق ظهره . وكان عندما يمشي يضعه فوق كتفيه
وكان جميع الناس يعرفون معزة الحسين ع عند للرسول الكريم .

بعد الأنفتاح الكبير للحصول والوصول على المعلومات الصحيحة من مواقع ومعارض للكتب ودور للنشر مراكز بحوث ودراسات ومواقع التواصل والمحطات الأعلامية صار سهلا المقارنة والتفسير والتمحيص والتدقيق بتلك الأباطيل التي روج وثقف لها في تلك الفترة الماضية المظلمة من كتاب ووعاظ السلاطين في الدولتين الأموية والعباسية وحتى يومنا هذا بأن من قتل الحسين هم المسلمون أو الشيعة أو أهل العراق والشام أو الكوفة أو العشيرة الفلانية .
من قتل الحسين ع هو ماذكره الرسول ص في حياته .
وكانوا مجموعة من الشواذ المنافقين السراق المغتصبين للسلطة وحقوق الناس .
وهم ممن أخذوا البيعة والسلطةعنوة وغدرا وسببوا شرخا وتفرقة وفتنة كبرى للمسلمين بقوة السلاح والمال والقتل والتنكيل والجوع والقهر والتهجير على كل الولايات والأمصار .
ولم يبقى إلا الأمام الحسين ع الذي كان بمثل لهم عقبة ًعصيّة . وحاولوا بكل الوسائل معه ولم ينفع وقال كلمته الشهيرة ( مثلي لايبايع مثله ) .
وقصد هنا الحاكم الظالم المستهتر ( يزيد بن معاوية ) . وكان أغلبية الناس مع الحسين ع وقد أرسلوا له برسائل عديدة . ولكن قوة السلطة وبطشها وأغرائاتها وسجونها وتعذيبها كان لها وقعاً كبيرا وقاسيا ً.
وحدثت واقعة الطف وأستشهد الأمام الحسين ع ومن معه من الرجال الإشداء الأبطال من أهل بيته وأصحابه وحملت رؤوسهم على الرماح من الكوفة حتى لبنان ثم الشام بين طرق وقصبات وجبال بعيدا ً عن المدن وقراها وخوفا ًمن عيون الناس والعشائر . ورغم كل ذلك التكتم وقوة الجيش الذي رافقت الرؤوس والسبايا من أهل بيت النبوة من نساء وأطفال مقيدون مكبلين بالسلاسل في أيديهم وأرجلهم وأعناقهم يعانون من الجوع والعطش والمرض ويهانون بالسب والشتم وضرب السياط .

تمكن بعض الناس والعشائر من تقفي أثرهم والأغارة علىهم لتخليص الأسرة النبوية . لكنها بائت بالفشل وأقمعت بسبب القوةالمفرطة والكثرة والسلاح والمال .
ولم يمر ّذلك طويلاً وسهلاً على دولة بني أمية بل كان المسلمون المؤمنون رافضين ولم يرضوا بتلك الفعلة الشنيعة وكانوا دائماً في غليان وثورات عارمة ودموية وحروب طاحنة ومن تلك الثورات
أنتفاضة وثورة أهل المدينة ومأساة الحرة.
أنتفاضة وثورة عبد اللّه بن الزبير في مكة المكرّمة أيام خلافة يزيد وبعدها.
أنتفاضة وثورة التوابين المستميتين في الكوفة.
أنتفاضة وثورة المختار بن أبي عبيدة الثقفي. وكانت تصفية لكل القادة الذين أوغلوا بالكره والحقد للأسلام وهل بيت النبوة
أنتفاضة و ثورة عبد الرحمن بن محمد بن الاَشعث أيام عبد الملك.
وهناك الكثير لاحصر لها .

وبعد ذلك لم يسلم حتى ( قبر ) وزوار الأمام الحسين ع من الهدم والتجريف والحرق والقتل والتنكيل .
ففي عام ( 193 هـ – 809 م) قام هارون الرشيد بهدم وتجريف قبر الحسين ع وجميع الدور والمساكن حوله وفطع الأشجار ومنها الشجرة الكبيرة ( السدرة ) وأعراق الأرض بالماء لكي يمحو الأثر . وبعدها جاء ( الأمين ) وتم بناء القبر ورجعت الدور والمساكن لمدة 40 سنة . ثم بعدها جاء المتوكل الذي يعتبر إشد كرها وبطشا للأسرة النبوية والناس وقام بهدم القبر الشريف وحرث الأراضي وقطع الأشجار وأغراق الأراضي بالماء لكي يمحو الأثر وتم بواسطة أحد قادة ورجال المتوكل وأسمه أبراهيم الديزج ( يهودي ) .وكان هذا في بداية عام ( 233 هـ ) وأيضا بعدها تم هدم القبر الشريف لأربع مرات في فترة حكمه وقد تفننوا في أيذاء الناس عامة وزوار الحسين ع . بنصب سيطرات مسلحةفي أطراف كربلاء والمدن لها صلاحيات وأوامر مطلقة بالسجن والتعذيب وقطع الأيدي والأرجل و الأذان واللسان والقتل والتمثيل . وذلك لترويع الناس وثنيهم عن الزيارة .
وكانوا في بعض الفترات يفرضون غرامات مالية كبيرة .
وبسبب هذا كله صار الناس أكثر تمسكاً وعناداً وصلابة ويقيناً بفكر ونهج وطريق الأمام الحسين ع بل أصبح مناراً للفكر والثقافة والبطولة والتضحية والقيم النبيلة وأصبح زواره ومحبيه بالملايين .
بل كانوا قادة الفكر والسياسة والعلم والثقافة والتغيير في الأنسانية ينتهجون خطاه . ومن بينهم غاندي وجيفارا وهتلر وماوتسوي تونغ ومحمد علي جناح مؤسس دولة باكستان . والكثير من المفكرين والفلاسفة والمثقفين والفنانين في كل العالم .
لهذا أحببنا الحسين ع وتأثرنا به وبنهجه وخطاه .
ولهذا بكيناه وكان حزننا عليه كبيرا .

هناك ألهة من حيوانات وصخور وطين وفخار واشجار وشخصيات وهمية وأخرى منحرفة ومستبدة وفاسدة وخرافات في العالم كثيرة تقام لها أحتفالات وطقوس ومهرجانات .
فكيف لنا لا نحتفي ونحزن ونبكي . من أجل أبن محمد ص وفاطمة الزهراء وعلي بن أبي طالب ع . الذي ضحى من أجل دين الله و الحق والعدالة والأنسانية بنفسه وعياله وأهل بيته .
الحسين ع مدرسة كبيرة ومناراً نهتدي به على طول المدى .
الحسين في ضمائرنا .

أحدث المقالات