26 نوفمبر، 2024 10:13 ص
Search
Close this search box.

الحسين عليه السلام .. ومعركة الوجود الفاصلة (ج1)

الحسين عليه السلام .. ومعركة الوجود الفاصلة (ج1)

لا يمكن الجزم بأن هناك من يجهل أسباب قيام الثورة الحسينية, ممن يُشكلون على سيد الشهداء عليه السلام في النهوض, فالحقائق معروفة وواضحة كوضوح الشمس في كبد السماء, حتى في التاريخ الموضوع المزيف الحقيقة بينة, فقبل أن يُكتب التاريخ بهذه الطريقة وثق الرسول الاكرم (عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام) مكانة الحسن والحسين عليهما السلام عندما أكد في أحاديثه المباركة أنهما سيدا شباب أهل الجنة.
أحاديث الرسول الاكرم (عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام) كفيلة بإلقاء الحجة, فإذا كان الحسين عليه السلام خارجيا كما يصفونه وحاشاه من هذا الوصف فكيف يكون سيد شباب أهل الجنة ؟ ورغم ذلك للتذكير بأبعاد الثورة ولمن يصر على ان يغلق أذنيه, ولمن يتحرى الحقيقة..
لم يعلن الحسين عليه السلام القيام , ويعزم على الحرب الا بعد أن أدرك واقع الامة وماوصلت اليه ,بعد أن تسلط على كرسي الحكم ثلة من شرار أهل الأرض, ألقوا دين الرب خلف ظهورهم, وعادوا الى ما كانوا عليه قبل البعثة النبوية.
فلا يخفى على أحد طريقة دخول الطلقاء للدين الاسلامي, الاستسلام لا الإسلام دفعهم للرضوخ وقبول الامر الواقع.
ناهيك عن الرغبة في البحث عن مجد يعتقدون أنهم أفتقدوه لأن أكتافهم تساوت مع أكتاف الفقراء في المساجد التي دخلوها مجبرين, ولأن السادة والعبيد من وجهة نظرهم أصبحوا بنفس الدرجة والمستوى الاجتماعي والاقتصادي, وبالفعل حققوا ما أرادوا ووصلوا الى الحكم, وبدأت مهمة الحفاظ على كرسي الخلافة, بقطع الرؤوس والتعذيب وقتل خيرة صحابة الرسول(عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام).
بين خليفة يتقيأ الخمر في المسجد, وأخر يصلي صلاة الصبح بركعات ست وهو مخمور ويسأل الناس هل ازيدكم بعد أم اكتفيتم بست ركعات؟, واخر يرسل جاريته تأم الناس في المسجد, هذا ما وصل اليه الحال في تلك الفترة, والأمة في حالة أنقسام بين من قبض ثمن البيعة ليزيد الفاسق, ومن يخشى على حياته فيسكت, ومن أبى تم تعذبيه وقتله, لم يجد سيد الشهداء عليه السلام الا ان يعلن القيام , وطرح تلك المضامين الخالدة ” أنما لخرجت لطلب الاصلاح في امة جدي رسول الله”, ” وأن يزيد شارب للخمر قاتل النفس المحترمة ومثلي لا يبايع مثله”.
وبدأت رحلة العطاء الكبير, فقد ترك سيد الشهداء المدينة وتوجه الى كربلاء حفاظا على حرمة بيت الرب, لأن يزيد طلب من اتباعه ان يقتلوا الحسين عليه السلام أن رفض البيعة حتى لو كان متعلقا بأستار الكعبة, فخرج سيد الشهداء عليه السلام
حرصا على بيت الله في الثامن من ذي الحجة في يوم التروية, وترك الناس يطوفون حول بيت الله, وتوجه للقائه, ونذر نفسه وعياله لنصرة دينه.
معركة فاصلة, الأيمان وكل قيم الأصلاح والفضيلة في الجانب الاول , فزين العابدين عليه السلام يصف عبادة سيد الشهداء” عجبت كيف أني ولدت لابي الحسين وكان يصلي في اليوم والليلة الف ركعة”, بهذا المستوى العبادي والانقطاع لله كان قائد الجيش الاول المُصلح العظيم الحسين عليه السلام, اما الجانب الاخر في تلك المعركة, فيمثل كل قيم الرذيلة والفسق والفجور فيزيد وسيرته النتنة لا تخفى على احد.

أحدث المقالات