22 ديسمبر، 2024 10:09 م

الحسين بين العاطفة وعقلانية المنهج الفكري الأصلاحي !!

الحسين بين العاطفة وعقلانية المنهج الفكري الأصلاحي !!

من الواضح ان العاطفة تارة تكون ايجابية وتارة اخرى سلبية
ويرجع ذلك بحسب دور العقل وسيطرته للتحكم بها لتكون أيجابية ونافعة وصالحة وينعكس تأثير ذلك على الفرد والمجتمع
اما اذا صارت العاطفة هي القائد وهي المتحكم والمؤثر على حساب العقل
فهنا تبدء سلوكيات وظواهر منحرفة لاتمت الى منهج العقلاء وسيرة الحكماء والأولياء الصالحين من أنبياء ومرسلين وصحابة وائمة ابرار “عليهم الصلاة والسلام اجمعين “..
والمستوى العام في التعامل مع القضية الحسينية واحياءها هو غلبة العاطفة السلبية
والتي تجذرت على مفهوم وقناعات اعطت تصور عام على ان الزيارة والمشاية ومجالس العزاء هي الغاية والأصل والغرض وبدونه ستندثر قضية الحسين “عليه السلام ” وتضحيته
والملاحظ في سيرة الائمة عليهم السلام كان لكل امام دور معين يبرز فيه

ففي سيرة الإمام السجاد “عليه السلام ”
اخذت القضية العاطفية دورها البارز واللافت مع الجوانب العبادية حتى وصف بكونه من البكائين الخمسة

بينما بفترة الأمام الصادق “عليه السلام ” كان دوره منصبا على الجوانب الفكرية حتى افتتح مدرسة تخرج منها مئات الفقهاء ومنهم الان ائمة مذاهب ..

مما يعني خلق توازن في الادوار للائمة عليهم السلام حتى تنضج الفكرة ويتقبلها الناس بحسب اختلاف الافهام والاتجاهات والمعطيات من الظروف ..
فالذي فهم قضية الحسين كمنهج أصلاحي ثائر ضد الظلم والفساد والانحراف بكل اشكاله فهو يجعل من مشروعية البكاء واللطم وزيارة قبور الصالحين وسيلة لتحقيق تلك الاهداف الصالحة والنافعة لخدمة المجتمع ولايركز على العاطفة المجردة فحسب ..

اما من عاش القضية الحسينية بشكل عاطفي مجرد
ستكون الزيارة والمشي واللطم والبكاء والخدمة الحسينية هي الغاية والاصل لديه وبالتالي ستموت قضية الحسين بوجدانه الانساني وبسلوكه الاخلاقي اذا ما انتهت الزيارة وما ظهرت بهذه الهيئة والكثرة والتفاعل ..

على عكس من عاش القضية الحسينية عاطفة ومنهجا عقلائيا تربويا أصلاحيا
فطبيعي جدا لن تموت لديه قضية الحسين ورسالته واهدافه حتى لو منعت الزيارة وحتى لو تهدمت القبور نتيجة لتطرف المنهج الأقصائي التكفيري كما في قبور ائمة البقيع “عليهم السلام ” وحتى لو الغيت المشاية والمواكب فأن قضية الحسين ستعيش في ضمير ذلك الفرد الواعي وسلوكه الاخلاقي رغم كل الظروف والمتغيرات .
من هنا تجد مواكب الوعي الحسيني التربوي التابعة لمكاتب المرجع الديني السيد الصرخي الحسني
جسدت بشكل لافت التركيز على الجوانب الفكرية والتربوية الاخلاقية الشرعية خلال زيارة الاربعين طيلة مسير الزائرين من خلال عرض المكتبات العلمية

وكذلك اقامة دورات قرانية للاشبال اضافة لمجالس العزاء مع تغطية اعلامية مباشرة لقناة المركز الإعلامي وتركيز الأسئلة في ترسيخ مفاهيم الثورة الحسينية واهدافها الرسالية . وتوزيع مقتبسات من بيان (69) { محطات في مسير كربلاء } للمرجع الصرخي الحسني

وممّا جاء في محطّات البيان: (( لنجعل الشّعائر الحسينيّة شعائر إلهية رساليّة نُثبت فيها ومنها وعليها صدقًا وعدلًا الحبّ والولاء والطّاعة والامتثال والانقياد للحسين -عليه السّلام – ورسالته ورسالة جدّه الصّادق الأمين -عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام – في تحقيق السّير السّليم الصّحيح الصّالح في إيجاد الصّلاح والإصلاح ونزول رحمة الله ونعمه على العباد ما داموا في الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر فينالهم رضا الله وخيره في الدّنيا ودار القرار))….

بادر الاشبال والشباب في توزيع تلك المقتبسات التي اخذت الأثر الواضح واللافت لدى الزائرين
كل تلك الفعاليات المتنوعة أقيمت تحت شعار { الحسين ..علمٌ ..تقوى ..وسطيةٌ.أخلاق }
{ عاشوراء ..قرآن ..تربية ..أخلاق ..عزاء }
وقد حظيت الفعاليات الحسينية بأهتمام وتفاعل العديد من الزائرين واشادتهم واقتناءهم للعديد من مؤلفات المرجع في الفقه والعقيدة والفلسفة والاخلاق والتأريخ مع حوارات واستفهامات اجاب عليها القائمون على المكتبات بكل رقي وتحضر ودقة علمية في افهام الاخرين.