17 نوفمبر، 2024 6:42 م
Search
Close this search box.

الحسين بن علي 7

قادة جيش عمر بن سعد :
4 – حجار بن أبجر .. بن جابر العجلي
له إدراك روى بن دريد في الأخبار المنثورة حدثنا أبو حاتم عن عبيدة عن أشياخ من بني عجل قالوا قال حجار بن أبجر لأبيه وكان نصرانيا يا أبت أرى قومًا قد دخلوا في هذا الدين فشرفوا وقد أردت الدخول فيه فقال يا بني اصبر حتى أقدم معك على عمر ليشرفك وإياك أن يكون لك همة دون الغاية القصوى فذكر القصة وفيها إن أبجر قال لعمر أشهد أن لا إله إلا الله وأن حجارا يشهد أن محمدًا رسول الله قال فما يمنعك أنت قال إنما أنا هامة اليوم أو غد وذكر المرزباني في معجم الشعراء أن أبجر مات على نصرانيته في زمن علي قبل قتله بيسير وروى الطبراني من طريق إسماعيل بن راشد قال مرت جنازة أبجر بن جابر على عبد الرحمن بن ملجم وحجار بن أبجر يمشي في جانب مع ناس من المسلمين ومع الجنازة نصارى يشيعونها فذكر قصة [1].

5 – شمر بن ذي الجوشن

واسم ذي الجوشن شرحبيل ويقال عثمان بن نوفل ويقال أوس بن الأعور أبو السابغة العامري ثم الضبابي حي من بني كلاب كانت لأبيه صحبة وهو تابعي أحد من قاتل الحسين بن علي وحدث عن أبيه روى عنه أبو إسحاق السبيعي ووفد على يزيد بن معاوية مع أهل بيت الحسين وسيأتي ذكر ذلك في ترجمة أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب أنبأ أحمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي ثنا عصام بن خالد ثنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق الهمداني عن أبيه عن جده عن ذي الجوشن قال أتيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد أن فرغ من أهل بدر بابن فرس لي قلت يا محمد إني قد جئتك يا ابن القرحاء لتتخذه قال لا حاجة لي فيه ولكن إن شئت أن أقيضك به المختارة من دروع بدر فعلت فقلت ما كنت لأقايضك اليوم بغيره قال فلا حاجة لي فيه ثم قال يا ذا الجوشن ألا تسلم فتكون من أول هذا الأمر قلت لا قال لم قلت إني رأيت قومك قد ولعوا بك قال فكيف بلغك من مصارعهم قال قلت قد بلغني قال فإنا نهدي لك قلت إن يغلب على الكعبة وتقطنها قال لعلك إن عشت أن ترى ذلك ثم قال يا بلال خذ خفية الرجل فزوده من العجوة فلما أدبرت قال إنه من خير بني عامر قال فوالله إني لبأهلي بالغور إذ أقبل راكب فقلت من أين قال من مكة قلت ما فعل الناس قال قد غلب عليها محمد قال فقلت هبلتني أمي فوالله لو أسلم يومئذ ثم أسأله الحيرة لأقطعنيها قال وثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا شيبان بن أبي شيبة أبو محمد ثنا جرير بن حازم عن أبي إسحاق الهمداني قال قدم على النبي (صلى الله عليه وسلم) ذو الجوشن وأهدى له فرسا وهو يومئذ مشرك فأبى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن يقبله ثم قال إن شئت أن تبيعه أو هل لك المتخيرة من دروع بدر ثم قال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هل لك أن تكون من أول من يدخل في هذا الأمر فقال لا فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) ما يمنعك من ذلك قال رأيت قومك قد كذبوك وأخرجوك وقاتلوك فانظر ماذا تصنع فإن ظهرت عليهم آمنت بك واتبعتك وإن ظهروا عليك لم أمنعك فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يا ذا الجوشن لعلك إن بقيت فذكر الحديث نحوا منه قال وثنا عبد الله [2].

وكان الصميل بن حاتم بن شمر بن ذي الجوشن قد قدم الأندلس في أمداد الشام ، فرأس بها [3]. بعد ان هاجرت عائلة شمر من العراق الى المغرب خزياً وعاراً من اهل العراق , ومن تبعات هذه الجريمة النكراء وخوفاً من اهل العراق[4] .

6 – قيس ومحمد ابنا الأشعث بن قيس الكندي

ويكفي في معرفتهما معرفة ابيهما . عن قيس بن أبي حازم ، قال : دخل الأشعث على علي في شيء ، فتهدده بالموت ، فقال علي : بالموت تهددني ! ما أباليه ، هاتوا لي جامعة وقيدا ! ثم أومأ إلى أصحابه . قال : فطلبوا إليه فيه ، فتركه … روى الشيباني عن قيس بن محمد بن الأشعث : أن الأشعث كان عاملا لعثمان على أذربيجان ، فحلف مرة على شيء ؛ فكفر عن يمينه بخمسة عشر ألفا [5].

وكان الحجاج يبغض ابن الأشعث – عبد الرحمن – ويقول: هو أهوج أحمق حسود، وأبوه الذي سلب أمير المؤمنين عثمان ثيابه وقاتله، ودل عبيد الله بن زياد على مسلم ين عقيل حتى قتله، وجده الأشعث ارتد عن الإسلام وما رأيته قط إلا هممت بقتله… وقال لهم ابن الأشعث: ليس الحجاج بشيء، ولكن اذهبوا بنا إلى عبد الملك، لنقاتله، ووافقه على خلعهما جميع من في البصرة من الفقهاء والقراء والشيوخ والشباب، ثم أمر ابن الأشعث بخندق حول البصرة فعمل ذلك، وكان ذلك في أواخر ذي الحجة من هذه السنة [6].

ومحمد بن الأشعث بن قيس الكندي ابو القاسم الكوفي امه اخت ابي بكر الصديق … وقد ذكره ابن حبان في الثقات [7]. وذكر بن منده أنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وقال الزبير بن بكار عن محمد بن الحسن بن زبالة كان المحمدون الذين يكنون أبا القاسم أربعة محمد بن علي بن أبي طالب ومحمد بن طلحة ومحمد بن سعد ومحمد بن الأشعث قال أبو نعيم لا يصح لمحمد بن الأشعث صحبة قلت ولا رؤية لأن أمه أم فروة بنت أبي قحافة أخت أبي بكر وإنما تزوجها الأشعث في خلافة أبي بكر لما قدم بعد أن ارتد وأتي به من اليمن إلى المدينة أسيرا فمن عليه أبو بكر فتزوج أخت أبي بكر الصديق في قصة مشهورة ولمحمد رواية في السنن عن عائشة وروى عنه الشعبي وغيرهم قال خليفة بن خياط أمه أم فروة بنت أبي قحافة قتل سنة سبع وستين بالكوفة أيام المختار وكذا قال بن سعد وزاد وكان يكنى أبا القاسم لكن سمي أمه قريبة وتكنى أم فروة وسيأتي ذكرها في النساء إن شاء الله تعالى وكأن شبهة بن منده ما رواه مالك عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار أن محمد بن الأشعث أخبره أن عمة له يهودية توفيت وأنه سأل عمر من يرثها فقال يرثها أهل دينها ثم سأل عثمان فقال له أتراني نسيت ما قال لك عمر يرثها أهل دينها فإن قضية من يتأهل أن يسأل عمر إدراكه العصر النبوي ولكن الحفاظ حكموا على هذه الرواية بالوهم وقد رواها حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد فلم يذكر أن محمد بن الأشعث سأل وإنما قال في رواية فلم يورثه عمر منها قلت وفي هذه الرواية أيضًا وهم من جهة أن عمة محمد تكون أخت أبيه الأشعث ووارثها لو كانت مسلمة إنما هو أبوه الأشعث وقد كان موجودا إذ ذاك لأنه إنما مات في خلافة معاوية والصواب ما رواه داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق أن الأشعث بن قيس قدم المدينة وافدا على عمر وقد ماتت عمته وكانت غير مسلمة فقال له عمر لا يتوارث أهل ملتين قال بن عساكر حديث مالك وهم ومحمد إنما ولد بعد أبي بكر في خلافته وذكر الزبير بن بكار في تسمية أولاد علي أن مصعب بن الزبير لما غزا المختار بعث على مقدمته محمد بن الأشعث [8].

ولما تتبع المختار أهل الكوفة جعل عظماؤهم يتسللون هرابا إلى البصرة حتى وافاها منهم مقدار عشرة آلاف رجل، وفيهم محمد بن الأشعث، فاجتمعوا، ودخلوا على مصعب بن الزبير. فتكلم محمد بن الأشعث، وقال: أيها الأمير، ما يمنعك من المسير لمحاربة هذا الكذاب الذي قتل خيارنا، وهدم دورنا، وفرق جماعتنا، وحمل أبناء العجم على رقابنا، وأباحهم أموالنا؟ سر إليه، فإنا جميعا معك، وكذلك من خلفنا بالكوفة من العرب، هم أعوانك. قال مصعب: يا ابن الأشعث، أنا عارف بكل ما ارتكبكم به، وليس يمنعني من المسير إليه إلا غيبة فرسان أهل البصرة أشرافهم، فإنهم مع ابن عمك المهلب ابن أبي صفرة في وجوه الأزارقة بناحية كرمان، غير أني قد رأيت رأيا. قال: وما رأيت أيها الأمير؟ قال: رأيت أن أكتب إلى المهلب، آمره أن يوادع الأزارقة، ويقبل إلي فيمن معه، فإذا وافى تجهزنا لمحاربة المختار. قال ابن الأشعث: نعم ما رأيت، فاكتب إليه، واجعلني الرسول. فكتب مصعب بن الزبير إلى المهلب كتابا، يذكر له ما فيه أهل الكوفة من القتل والحرب، ويفسر فيه أمر المختار. فسار محمد بن الأشعث بكتابه حتى ورد كرمان، وأوصل الكتاب إلى المهلب [9]. ورغم ذلك فقد رفض ال المهلب الإساءة لاهل العراق , فقد رفض يزيد بن المهلب ولاية العراق لسليمان بن عبد الملك حين طلب منه ذلك خشية ان يسير فيهم بسيرة الحجاج والعراق عراقه[10] .

7 – عمرو بن الحجاج الزبيدي‏

قال ابن إسحاق‏:‏ كان مسلماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله مقام محمود حين أرادت زبيد الردة، فنهاهم عنها، وحثهم على التمسك بالإسلام‏.‏ هو وعمرو بن الفحيل‏ . قاله ابن الدباغ‏ [11].

ثم إن عمرو بن الحجاج حمل على الحسين من نحو ميمنة عمر بن سعد مما يلي الفرات، واضطربوا ساعة فصرع مسلم بن عوسجة الأسدي أول أصحاب الحسين، فلم يلبث أن مات، فصاحت جارية له: يا بن عوسجياه يا سيداه. وكان الذي قتله مسلم بن عبد الله الضبابي وعبد الرحمن بن خشكارة البجلي. وسر أصحاب عمرو بن الحجاج بقتل مسلم، فقال لهم شبث بن ربعي: ويحكم أتفرحون بقتل مسلم، والله لقد رأيته يوم سلق اذربيجان قتل ستة من المشركين قبل أن تنام خيول المسلمين، أفيقتل منكم مثله وتفرحون ؟ … ويقال أن عمرو بن الحجاج قال: يا حسين. إن هذا الفرات تلغ فيه الكلاب وتشرب منه الحمير والخنازير، والله لا تذوق منه جرعة حتى تذوق الحميم في نار جهنم … فلما اشتد على الحسين العطش بعث العباس بن علي بن أبي طالب وأمه أم البنين بنت حزام من بني كلاب في ثلاثين فارساً وعشرين راجلاً، وبعث معهم بعشرين قربة فجاؤوا حتى دنوا من الشريعة، واستقدم أمامهم نافع بن هلال المرادي ثم الجملي، فقال له عمرو بن الحجاج الزبيدي، وكان على منع الماء: من الرجل ؟ قال: نافع بن هلال، قال: ما جاء بك ؟ قال: جئنا لنشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه. قال: اشرب هنيئاً. قال: أفأشرب والحسين عطشان ومن ترى من أصحابه ؟ فقال: لا سبيل إلى سقي هؤلاء، إنما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء. فأمر أصحابه باقتحام الماء ليملؤوا قربهم فثار إليهم عمرو بن الحجاج وأصحابه، فحمل عليهم العباس ونافع بن هلال فدفعوهم ثم انصرفوا إلى رحالهم وقد ملؤوا قربهم. ويقال إنهم حالوا بينهم وبين ملئها فانصرفوا بشيء يسير من الماء [12].

وعن ابن إسحاق قال : لما انتهى موت النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني زبيد وكان رأسهم عمرو بن الفحيل وكان مسلما مهاجرا فتكلم عمرو بن معد يكرب ودعا إلى الردة فغضب عمرو بن الفحيل وعمرو بن الحجاج وكان لهما فضل في رياستهما فقال ابن الفحيل: يا معشر زبيد إن كنتم دخلتم في هذا الدين راغبين فحاموا عليه أو خائفين من أهله فتحصنوا به ولا تظهروا للناس من سرائركم ما يعلم الله فيظهروا عليكم بها. ولا أبلغ من نصحي لكم فوق نصحي لنفسي اعصوا عمرو بن معد يكرب وأطيعوا عمرو بن الحجاج [13].

وعن حميد بن مسلم الأزدي، قال: جاء من عبيد الله بن زياد كتاب إلى عمر بن سعد: أما بعد، فحل بين الحسين وأصحابه وبين الماء، ولا يذوقوا منه قطرة، كما صنع بالتقي الزكي المظلوم أمير المؤمنين عثمان بن عفان. قال: فبعث عمر بن سعد عمرو بن الحجاج على خمسمائة فارس، فنزلوا على الشريعة، وحالوا بين حسين وأصحابه وبين الماء أن يسقوا منه قطرة، وذلك قبل قتل الحسين بثلاث [14].

8 – عمرو بن حريث

ابن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي ، أخو سعيد بن حريث . كان عمرو من بقايا أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الذين كانوا نزلوا الكوفة . مولده قبيل الهجرة . له صحبة ورواية . وروى أيضا عن أبي بكر الصديق ، وابن مسعود .حدث عنه : ابنه جعفر ، والحسن العرني ، والمغيرة بن سبيع ، والوليد بن سريع ، وعبد الملك بن عمير ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وآخرون . وآخر من رآه رؤية خلف بن خليفة . توفي سنة خمس وثمانين . أخبرنا الحسن بن علي ، أخبرنا جعفر الهمداني ، أخبرنا السلفي ، أخبرنا أحمد بن علي الطريثيثي ، أخبرنا المسيب بن منصور الدينوري بآمل ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد ، حدثنا يوسف بن يعقوب بن خالد النيسابوري ، أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا وكيع ؛ حدثنا شريك ، عن أبي إسحاق : سمعت عمرو بن حريث يقول : كنت في بطن المرأة يوم بدر . وروى فطر بن خليفة ، عن أبيه ؛ سمع مولاه عمرو بن حريث يقول : انطلق بي إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وأنا غلام ؛ فدعا لي بالبركة ، ومسح رأسي ، وخط لي دارا بالمدينة بقوس ، ثم قال : ألا أزيدك .وروى معبد بن خالد ، عن عمرو بن حريث ، قال : أمرني عمر – رضي الله عنه – أن أؤم النساء في رمضان . قال الواقدي : ثم ولي الكوفة لزياد بن أبيه ، ولابنه عبيد الله بن زياد : عمرو بن حريث وحصل مالا عظيما وأولادا ، منهم ؛ عبد الله ، وجعفر ، ويحيى ، وخالد ، وأم الوليد ، وأم عبد الله ، وأم سلمة ، وسعيد ، ومغيرة ، وعثمان ، وحريث . قال الواقدي : قبض النبي – صلى الله عليه وسلم – ولعمرو بن حريث اثنتا عشرة سنة . وشهد أخوه سعيد بن حريث فتح مكة وهو حدث [15].

ويكنى أبا سعيد، رأى النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه، مسح برأسه، ودعا له بالبركة وخط له بالمدينة دارًا بقوس. وقيل: قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن اثنتي عشرة سنة. نزل الكوفة وابتنى بها دارًا وسكنها. وولده بها، وزعموا أنه أول قرشي اتخذ بالكوفة دارًا، وكان له فيها قدر وشرف وكان قد ولي إمارة الكوفة. ومات بها سنة خمس وثمانين، وهو أخو سعيد بن حريث [16].

وورد في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير انه ممن حشر وشهد ضد الصحابي الزاهد العارف عمرو بن الحمق[17] .

وجاء في ( التمهيد والبيان ) ما نصه : فَلم يفجأ النَّاس يَوْم جُمُعَة إِلَّا وَالْأَشْتَر على بَاب الْمَسْجِد يَقُول أَيهَا النَّاس قد جِئتُكُمْ من عِنْد أَمِير الْمُؤمنِينَ عُثْمَان وَتركت سعيدا يُريدهُ على نُقْصَان نِسَائِكُم إِلَى مائَة دِرْهَم ورد أهل الْبلَاء مِنْكُم إِلَى أَلفَيْنِ وَيَقُول مَا بَالا أشرف النِّسَاء وَهَذِه العلاوة بَين هذَيْن العدلين وَيَزْعُم أَن فيئكم بُسْتَان لقريش فقد سايرته مرحلة فَمَا زَالَ يرتجز بذلك حَتَّى فارقته يَقُول ويل لأشرف النِّسَاء مني صمحمح كأنني من جن فاستخف النَّاس وَجعل أهل الحجى ينهونهم فَلَا يسمع مِنْهُم وَخرج يزِيد فَأمر مناديا فَنَادَى من شَاءَ أَن يلْحق بِيَزِيد بن قيس لرد سعيد وَطلب أَمِير غَيره فَلْيفْعَل وَبَقِي حلماء النَّاس وأشرافهم ووجوههم فِي الْمَسْجِد وَذهب من سواهُم وَعمر بن حُرَيْث يَوْم إِذن الْخَلِيفَة وَصعد الْمِنْبَر فَحَمدَ الله وَأثْنى عَلَيْهِ وَقَالَ أذكروا نعْمَة الله عَلَيْكُم إِذْ كُنْتُم أَعدَاء فألف بَين قُلُوبكُمْ فأصبحتم بنعمته إخْوَانًا بعد إِن كُنْتُم على شفا حُفْرَة من النَّار فأنقذكم مِنْهَا فَلَا تعودوا فِي شَرّ قد أستنقذكم الله مِنْهُ أبعد الْإِسْلَام وهدية لَا تعرفُون حَقًا وَلَا تصيبون بَابه فَقَالَ قعقاع بن عَمْرو أترد السَّيْل عَن عبابه فأردد الْفُرَات عَن أدراجه هَيْهَات وَالله لَا يسكن الغوغاء إِلَّا المشرفية ويوشك أَن تنتضي ويعجون عجيج القعدان ويتمنون مَا هم فِيهِ الْيَوْم فَلَا يردهُ الله عَلَيْهِم أبدا فاصبر فَقَالَ أَصْبِر وتحول إِلَى منزله [18].

وفِي صحيح مسلم : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، يَقُولُ: «كُنَّا نَسْتَمْتِعُ بِالْقَبْضَةِ مِنَ التَّمْرِ وَالدَّقِيقِ، الْأَيَّامَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَبِي بَكْرٍ، حَتَّى نَهَى عَنْهُ عُمَرُ، فِي شَأْنِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ [19].

وكان ابن زياد قد قتل من الخوارج ثلاثة عشر ألفًا وحبس أربعة آلاف فلما هلك يزيد قام خطيبًا فقال‏:‏ إن الذي كنا نقاتل عن طاعته قد مات فإن أمرتموني جبيت فيئكم وقاتلت عدوكم‏. وبعث بذلك إلى أهل الكوفة مقاتل بن مسمع وسعيد بن قرحا المازني فقام عمرو بن حريث وقال‏:‏ إن هذين الرجلين قد أتياكم من قبل أميركم يدعوانكم إلى أمر يجمع الله به كلمتكم فاسمعوا لهما فقام ابن الحارث وهو يزيد فقال‏:‏ الحمد لله الذي أراحنا من ابن سمية فأمر به عمرو إلى السجن فحالت بينه وبينه بكر وصعد عمرو المنبر فحصبوه فدخل داره واجتمع الناس في المسجد وقالوا‏:‏ نؤمر رجلًا إلى أن يجتمع الناس على خليفة فأجمعوا على عمرو بن سعد بن أبي وقاص ثم أجمعوا على عامر بن مسعود وكتبوا بذلك إلى ابن الزبير فأقره [20].

وجاء في ( لسان الميزان ) : فبعث – زياد – إلى رشيد الهجري فقطع لسانه وصلبه على باب دار عمرو بن حريث [21].

9 – عزرة بن قيس بن غزية الأحمسي البجلي

الدهني الكوفي ولي عزرة حلوان في خلافة عمر، وغزا شهرزور منها فلم يفتحها، حتى افتتحها عبتة بن فرقد. حدث عزرة بن قيس، قال: قال خالد بن الوليد: كتب إليّ أمير المؤمنين حين ألقى الشام بوانيه وصار بثنيّةً وعسلاً أن: سر إلى أرض الهند، والهند يومئذ في أنفسنا البصرة، وأنا لذلك كاره، فقال رجل: اتق الله يا أبا سليمان، فإن الفتن قد ظهرت، فقال: أما وابن الخطاب حي فلا، إنها تكون بعده، والناس بذي بليّان أوف ي ذي بليّان بمكان كذا وكذا، فلينظر الرجل. فيتفكر هل يجد مكاناً لم ينزل به ما نزل بمكانه الذي هو فيه من الفتنة والشر، فلا يجد، أولئك الأيام التي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يدي الساعة، أيام الهرج. فنعوذ بالله أن تدركني وإياكم أولئك الأيام [22].

وسكن حلوان في عهد عمر روى عنه أبو وائل قال الأعمش عن أبي وائل عن عزرة بن قيس خطبنا خالد بن الوليد فقال إن عمر بعثني إلى الشام الحديث في الفتن وفيه قول خالد إنها لا تكون وعمر حي قال علي بن المديني لم يرو عنه غير أبي وائل وقال بن أبي خيثمة عن بن معين بقي إلى أيام معاوية فيما بلغني وذكره بن سعد في الطبقة الأولى‏ [23]. وقد أخرج له البخاري حديثا عن ام الفيض .

يروى عن خالد بن الوليد روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة عزرة بن تميم يروى عن أبى هريرة روى عنه قتادة [24].

وفي تاريخ الطبري : بعث عمر بن سعد إلى الحسين رضي الله عنه عزرة بن قيس الأحمسي، فقال: ائته فسله ما الذي جاء به؟ وماذا يريد؟ وكان عزرة ممن كتب إلى الحسين فاستحيا منه أن يأتيه. قال: فعرض ذلك على الرؤساء الذين كاتبوه، فكلهم أبى وكرهه … فقال له عزرة بن قيس: إنك لتزكي نفسك ما استطعت؛ فقال له زهير: يا عزرة، إن الله قد زكاها وهداها، فاتق الله يا عزرة فإني لك من الناصحين، أنشدك الله يا عزرة أن تكون ممن يعين الضلال على قتل النفوس الزكية! قال: يا زهير، ما كنت عندنا من شيعة أهل هذا البيت، إنما كنت عثمانيًا؛ قال: أفلست تستدل بموقفي هذا أني منهم! أما والله ما كتبت إليه كتابًا قط، ولا أرسلت إليه رسولًا قط، ولا وعدته نصرتي قط، ولكن الطريق جمع بيني وبينه، فلما رأيته ذكرت به رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكانه منه، وعرفت ما يقدم عليه من عدوه وحزبكم، فرأيت أن أنصره، وأن أكون في حزبه، وأن أجعل نفسي دون نفسه، حفظًا لما ضيعتم من حق الله وحق رسوله عليه السلام [25].

10 – عبد الله بن زهير بن سليم الازدي

ذكره على بن سعيد العسكري في الصحابة وتبعه أبو موسى في الذيل وأخرج من طريقه عن إبراهيم بن الفضل الرخاني عن كامل بن طلحة عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن زهير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله قلت وهو خطأ نشأ عن سقط وقلب وتصحيف والصواب عن عطاء بن أبي زهير الضبعي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه كذا رواه منصور عن أبي الأسود وأبو عوانة عن عطاء بن السائب ورواه علي بن عاصم عن عطاء فخبط فيه قال عن عطاء بن السائب عن زهير بن عبد الله عن أبيه أخرجه بن منده ونبه على أنه وهم وهو كما قال إلا أنه لم يبين جهة الوهم [26].‏

روى القوم عن حفيده ( صقعب بن زهير بن عبد الله بن زهير بن سليم ) وقالوا فيه ( الشهرة : الصقعب بن زهير الأزدي ، النسب : البصري, الكوفي, الأزدي ، الرتبة : ثقة ، عاش في : البصرة, الكوفة – أبو حاتم الرازي : شيخ ليس بالمشهور – أبو زرعة الرازي : ثقة – أبو عبد الله الحاكم النيسابوري : ثقة قليل الحديث – ابن حجر العسقلاني : ثقة ) [27].

وقال أبو زرعة : ثقة .. وذكره ابن حبان في كتاب الثقات . روى له البخاري في الأدب حديثا واحدا ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن عمرو في وصية نوح لابنه [28].

11 – عبد الرحمن بن أبي سبرة

واسم أبي سبرة يزيد بن مالك بن عبد الله ” بن ذؤيب ” بن سلمة بن عمرو بن ذهل بن مروان بن جعفي الجعفي معدود في الكوفيين كان اسمه عزيزا فسماه رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الرحمن وقال : ” أحب الأسماء إلى الله عبد الله و عبد الرحمن ” وهو والد خيثمة بن عبد الرحمن ونحن نذكر أباه ” أبا سبرة ” في الكنى إن شاء الله تعالى . وقد ذكرنا أخاه سبرة بن أبي سبرة قاله أبو عمر أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال : حدثني أبي حدثنا حسين بن محمد حدثنا وكيع بن أبي إسحاق عن خيثمة بن عبد الرحمن بن أبي سبرة . أن أباه عبد الرحمن ذهب مع جده إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” ما اسم ابنك ” قال : عزيز . قال : ” لا تسمه عزيزا ولكن سمه عبد الرحمن ” ثم قال : إن خير الأسماء عبد الله و عبد الرحمن والحارث ” وقيل : كان اسمه جبارا فقال النبي صلى الله عليه و سلم : ” هو عبد الرحمن ” . وقيل : كان اسمه عبد العزى أخرجه الثلاثة إلا أن أبا نعيم [29].

وقال في الاستيعاب : الجعفي واسم أبي سبرة زيد بن مالك. معدود في الكوفيين وكان اسمه عزيرًا فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن وقال أحب الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن هو والد خيثمة بن عبد الرحمن روى عنه الشعبي وابنه خيثمة بن عبد الرحمن. وقد ذكرنا أبا سبرة وأخاه بن أبي سبرة في بابيهما من هذا الكتاب ونسبنا أبا سبرة في بابه والحمد لله [30].

وقال صاحب سير أعلام النبلاء في ولده : خيثمة بن عبد الرحمن ابن أبي سبرة يزيد بن مالك بن عبد الله بن ذؤيب بن سلمة بن عمرو بن ذهل بن مران بن جعفي المذحجي ، ثم الجعفي الكوفي ، الفقيه ولأبيه ولجده صحبة . حدث عن أبيه ، وعن عائشة ، وعبد الله بن عمرو ، وعدي بن حاتم ، وابن عباس ، وابن عمر ، وعن سويد بن غفلة ، وطائفة . ولم يلق ابن مسعود . حدث عنه عمرو بن مرة ، وطلحة بن مصرف ، ومنصور بن المعتمر ، وإسماعيل بن أبي خالد ، والأعمش . وكان من العلماء العباد ، ما نجا من فتنة ابن الأشعث إلا هو وإبراهيم النخعي فيما قيل ، وحديثه في دواوين الإسلام . وكان سخيا ، جوادا يركب الخيل ويغزو . قال شعبة : عن أبي إسحاق ، عن خيثمة ، قال : لما ولد أبي سماه جدي عزيزا ، ثم ذكر ذلك للنبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : سمه عبد الرحمن . وقيل : ولد للمسيب بالكوفة ابن فاشترى خيثمة له ظئرا ، فبعث بها إليه . قال طلحة بن مصرف : كان خيثمة وإبراهيم أعجب أهل الكوفة إلي . قال شعبة : عن نعيم بن أبي هند ، قال : رأيت أبا وائل في جنازة خيثمة ، وهو على حمار وهو يقول : واحزناه ، أو كلمة نحوها . وروي عن خيثمة أنه أدرك ثلاثة عشر صحابيا ما منهم من غير شيبه [31].

[1] الإصابة في تمييز الصحابة / ابن حجر العسقلاني / ج ٢ / ترجمة ١٩٥٧

[2] تاريخ دمشق / ابن عساكر / ج ٢٣ / ص ١٨٦ / ترجمة ٢٧٦٢

[3] الكامل في التاريخ / ابن الأثير / ج ٣ / ذكر دخول عبدالرحمن بن معاوية إلى الأندلس

[4] أصحاب الامام امير المؤمنين والرواة عنه 1 \ الاميني \ ص 289 \ ت 525

[5] سير أعلام النبلاء / الذهبي / الجزء الثاني / الصحابة : الأشعث بن قيس

[6] البداية والنهاية / ابن كثير / الجزء التاسع / أحداث سنة أحدى وثمانين / فتنة ابن الأشعث

[7] تهذيب التهذيب / ابن حجر العسقلاني / حرف الميم / ترجمة ٦٩

[8] الإصابة في تمييز الصحابة / ابن حجر العسقلاني / ج ٦ / ترجمة ٨٥٠٨

[9] الاخبار الطوال / ابو حنيفة الدينوري / ص ٣٠٤

[10] تاريخ التمدن الإسلامي 2 \ جرجي زيدان \ ص 29

[11] أسد الغابة في معرفة الصحابة / ابن الأثير / ج ٢ / باب العين ) كذلك ( الإصابة في تمييز الصحابة / القسم الثالث

[12] انساب الاشراف / أحمد بن يحيى البلاذري / مقتل الحسين بن علي

[13] الإصابة في تمييز الصحابة / ابن حجر العسقلاني / الجزء الرابع / ترجمة ٥٩٣٣ عمرو بن الفحيل

[14] تاريخ الرسل والملوك / الطبري / ج ٥ / أحداث سنة أحدى وستين

[15] سير أعلام النبلاء / الذهبي / ج ٣ / من صغار الصحابة

[16] الاستيعاب في معرفة الأصحاب / يوسف بن عبد البر / باب حرف العين

[17]الكامل في التاريخ لابن الأثير / الجزء الثاني / أحداث سنة أحدى وخمسين

[18] التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان / ابو عبد الله العالقي / الطبعة الأولى / دار الثقافة – الدوحة / ص ٧٣ – ٧٤

[19] صحيح مسلم / كتاب النكاح / باب نكاح المتعة / حديث ١٤٠٥

[20] المنتظم في تاريخ الملوك والأمم / ابو الفرج بن الجوزي / ج ٦ / سنة أربعة وستين / طرد أهل الكوفة عمرو بن حريث وأمّروا عامر بن مسعود

[21] لسان الميزان / ابن حجر العسقلاني / ج ٢ / ترجمة ١٨٥٩ رشيد الهجري

[22] مختصر تاريخ دمشق / ابن منظور / الجزء الخامس / ترجمة عزرة بن قيس

[23] الإصابة في تمييز الصحابة/ ج ٣ / ترجمة ٦٤٣١ ع

[24] ثقات ابن حبان / ج ٥ / ص ٢٧٩

[25] تاريخ الرسل والملوك / الطبري / ج ٥ / أحداث سنة أحدى وستين

[26] الإصابة في تمييز الصحابة / ابن حجر العسقلاني / ج ٥ / ترجمة ٦٦٠٥ ع

[27] موسوعة الحديث الالكترونية

[28] تهذيب الكمال / المزي / ترجمة الصقعب بن زهير

[29] أسد الغابة في معرفة الصحابة/ ابن الأثير / ج ٢ / باب العين

[30] الاستيعاب في معرفة الأصحاب / ابن عبد البر / باب العين / باب عبد الرحمن : ترجمة ٣٢

[31] سير أعلام النبلاء / الذهبي / ج ٤ / الطبقة الثانية / ص ٣٢١


المدونة الشخصية :

http://freepapers1980.blogspot.com

( اوراق )

مدونة حرة .. تهدف الى تحرير العقل من قيود الاستعباد والاستغلال

صفحات التواصل الاجتماعي :

facebook

Ali H Ibrahimi

twitter

https://twitter.com/a1980a24

أحدث المقالات