17 نوفمبر، 2024 6:44 م
Search
Close this search box.

الحسين بن علي مظلوما من أعدائه ومناصريه

الحسين بن علي مظلوما من أعدائه ومناصريه

(( مع الأسف عندما يصرون مناصريه لحد الآن على أن الحسين بن علي عليه السلام هو دمعة وبكاء وضربا على الصدور العارية وكلمات مكرر ومُعادة على المنابر مضت عليها السنين الطوال وشعراء قدموا المظلومية والفكرة للنهضة الحسينية ومقدار التضحية التي كلفته نفسه الزكية الطاهرة وأرواح أهل بيته وأتباعه لنصرة الدين الإسلامي وعقيدته ومبادئه في سبيل إعادة دين جده النبي المصطفى محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم وطريق أبيه علي بن أبي طالب الذي عبده بدمه الطاهر وأخيه الحسن المقتول غدرا عليهم السلام وأشاحوا بوجوههم عن الحقيقة لهذه النهضة المباركة التي قام بها الإمام ومقدار وحجم المسئولية التي وُكلت له في إعلاء كلمة الحق وإعادة الدين الإسلامي إلى نصابه الحقيقي ومكانته بعدما أُختطف من قبل أعدائه والمتاجرين به وبهذا أن محبي ومناصري والمطالبين بدمه لم يكلفوا أنفسهم في البحث والتقصي والتدقيق في الوقوف على هذه النهضة والواقعة التي خلدها التأريخ والإنسانية جمعاء من بطون أمهات كتب التأريخ والسير بعدما سُرقت كثيرا منها وأفرغتها من محتواها الأخلاقي والعقائدي بتأريخ وسيرة مزورة ومشوهة . السؤال المطروح في هذا الزمن أما آن الأوان لإظهار حقيقة هذه النهضة وإنصاف هذا الرجل الذي نذر نفسه ومهجته لها من خلال البحث الجدي العلمي الوثائقي اعتمادا على التأريخ والمؤرخين المخلصين الذين لم يتخلوا عن دينهم وضمائرهم وأخلاقهم ولم يشتروا دنياهم على حساب آخرتهم وذممهم من قبل الحكام وصناع التأريخ المزور خدمة لمطامعهم السياسية والدنيوية .
فالحسين عليه السلام خرج بجيش جرار من الصحابة والتابعين الأجلاء وكبار القوم وأهل بيته بكل فخر وعزيمة متوكلين على الله عز وجل لإعادة الدين الإسلامي إلى نصابه ومقارعة الظلم ونصرة المظلوم غير ما يصوره لنا بعض الكتبة ويردده الببغاوات بأنه خرج باثنين وسبعين من صحابته وأهل بيته وبهذه الذلة المصورة والمروية للناس العامة بخلاف ما يعرفه ويدركه المتوسمين من المسلمين والتي تسيء إلى شخصية الحسين وتأريخه وامتداده البطولي لجده وأبيه وأخيه عليهم السلام . فالحسين عليه السلام مظلوم من قبل أعدائه حين قتلوه وسلبوه وشوهت نهضته المباركة عبر تزوير الحقائق ومن مناصريه وشيعته حين سكتوا عليها ولم يقدموا جهدا في إظهار هذه المعركة بما تعنيه من إمكانيات بشرية وعقلية والدعم الوجستي من القبائل لشيعته وشخصيته القتالية التي أمتاز بها أهل بيت النبوة الأطهار على طريق الشهادة التي توارثوها في مقارعة الظلم والظالمين على مر التأريخ .
لذا علينا كمحبين ومناصرين للحق ومنصفين أن نُعيد كتابة هذه الملحمة التاريخية على مر العصور الماضية والخالدة إلى ما شاء الله تعالى من جديد واستخراج الحقائق من بطون أمهات الكتب المعتبرة التي أنصفت هذه الملحمة البطولية في إعادة الإسلام المحمدي إلى طريق الصحيح بدماء زكية طاهرة سُكبت على تراب كربلاء المقدسة وما زلنا نعيش أحداثها وآلامها المحزنة والأليمة لحد الآن واستذكارها كل يوم كي لا تُطمس وتندثر كما أريد لها من قبل أعداء الإسلام والحق عبر العصور . أن كل فكرة أو نهضة إصلاحية متكاملة من جميع جوانبها العقائدية والإنسانية والفكرية إذا لم يكن لها تطبيق على أرض الواقع من قبل متبنيها والمؤمنين بها لن تستمر وستكون بعيدة عن محتواها وتشوهها أعدائها وتُسيء إلى صاحبها .فالنهضة الحسينية إذا لم تُترجم مبادئها على أرض الواقع خدمة للمجتمع وتطبيقها في حياتنا اليومية كنبراس نهتدي بها وتزكية للنفوس التي شابها كثير من غبار الدنيا الزائلة المغبرة بتراب الذلة والمسكنة والخنوع لملذات الدنيا الدنية لن نستحق أن نكون من مناصرين وشيعة صاحبها . فيجب علينا العمل بالأسباب والمسببات لهذه النهضة من خلال إدامة زخمها والعمل بها كما أرادها الحسين بن علي عليه السلام بالتوازي مع ما ضحى لأجلها من فلذات كبده وشباب أهل بيته وثقله فالحسين هو فكرة وعبرة وعّبرة على مدى الزمان .. ) ضياء محسن الاسدي

أحدث المقالات