السيرة والتكوين:
اختلفت المصادر في تاريخ ميلاده.. وأرجح الأقوال أنه ولد في شهر شعبان سنة أربعة من الهجرة.. وأكثر الأقوال أنه ولد في 5 شعبان.. وقيل 3 شعبان سنة4 هـ,,, الموافق 8 كانون الهان / يناير أو 10 كانون الثاني / يناير 626 م في المدينة المنورة.
ـ وذكر محمد بن سعد البغدادي أن فاطمة الزهراء حملت به في 5 ذي القعدة سنة 3 هـ بعد خمسين ليلة فقط من ميلاد أخيه الحسن.. حيث ولد الحسن في 15 رمضان سنة 3 هـ.. وقال جعفر الصادق: “بين الحسن والحسين في الحمل طهر واحد”.. وجاء في الكافي رواية تذكر انه ولد سنة 3 هـ.
ـ وأُتِيَ به بعد ولادته إلى النبي محمد ﷺ وأذن في أذنيه جميعاً بالصلاة.
ـ وعقّ عنه بكبش.. كما فعل مع أخيه الحسن.
تسميته:
ـ رُوى أن علي بن أبي طالب كان يريد تسميته حربًا.. فأسماه النبي حسينًا.. فعن علي بن أبي طالب قال: “لما ولد الحسن جاء رسول الله ﷺ.. فقال: أروني ابني.. ما أسميتموه؟ قلتُ: أسميته حرباً.. قال: بل هو حسن.
ـ فلما ولد الحسين قال: أروني ابني ما أسميتموه؟ قلت أسميته حرباً.. قال: بل هو حسين.
ـ فلما ولد الثالث جاء النبي.. قال: أروني ابني ما أسميتموه؟ قلت أسميته حرباً.. قال: هو محسن.
ـ ثم قال: “إني أسميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر.”
ـ وقال عمران بن سليمان: “ألحسن والحسين أسمان من أسماء أهل الجنة.. لم يكونا في الجاهلية”.
ـ وجاءت الروايات أن فاطمة كانت تحلق شعر أبنائها في اليوم السابع من ولادتهم.. وتتصدق بوزن الشعر فضة على المساكين وأهل الصفة.. كما خُتِنَ في اليوم السابع أيضًا.
ـ وجاء في بعض المصادر أن أمه فاطمة دفعته إلى أم الفضل بنت الحارث زوجة العباس لترضعه.. وأنها رأت رؤيا قبل مولده.. فيروى عنها أنها قالت: “يا رسول الله رأيت في المنام كأن عضواً من أعضائك في بيتي أو قالت في حجرتي.. فقال: تلد فاطمة غلاماً إن شاء الله.. فتكفلينه.
ـ فولدت فاطمة حسنًا فدفعه إليها فأرضعته بلبن قثم بن العباس.. فجاءت به يومًا إلى النبي ﷺ.. فبال على صدره فدحيت في ظهره.. فقال ﷺ : مهلًا يرحمك الله أوجعتِ مشهور.. فقلت ادفع إلي إزارك فأغسله.. فقال: لا صبي عليه الماء فإنه يصب على بول الغلام ويغسل بوله الجاري”.. وجاءت نفس الرواية عن الحسن.
ـ وكان النبي ﷺ.. يأخذه معه إلى المسجد النبوي في أوقات الصلاة.
ـ فيصلي بالناس.. وكان يركب على ظهره وهو ساجد.. ويحمله على كتفيه.. ويُقبّله ويداعبه.. ويضعه في حجره ويَرْقِيه.
ـ توفي جده النبي محمد ﷺ سنة 11 هـ.. كذلك توفيت أمه فاطمة في نفس السنة.
شخصيته:
ـ هو سبط الرسول محمد ﷺ.. والإمام الثالث عند الشيعة.
ـ وهو خامس أصحاب الكساء.
ألقابه:
ـ أطلق عليه النبي محمد ﷺ .. لقب:
ـ سيد شباب أهل الجنة فقال: “الحسَنَ والحُسَيْنَ سيِّدا شبابِ أَهْلِ الجنَّةِ”.
ـ أبو عبد الله.
ـ السبط.
ـ سيد شباب أهل الجنة.
ـ ريحانة رسول الله.
ـ الشهيد.. وسيد الشهداء.
ـ الزكيّ.
ـ الطّيب.
ـ الوفي.
ـ السّيد.
ـ المُبارك.
إخوته:
للحسين بن علي العديد من الإخوة والأخوات من أبيه.. فقد بلغ عدد إخوته من الذكور حوالي عشرين أخًا.. ومن الإناث ثماني عشرة.
ـ أما الإخوة الأشقاء من أبناء فاطمة الزهراء فهم: الحسن.. وزينب.. وأم كلثوم.
ـ أما أخوته الأخرين.. فهم: العباس.. عمر.. محمد بن الحنفية.. أبو بكر بن علي.. وعثمان بن علي.
زوجاته:
ـ ليلى بنت أبي مرة الثقفي.
ـ الرباب بنت امرئ القيس.
ـ أم إسحاق بنت طلحة بن عبيد الله.
ـ السلافة امرأة من بلي بن عمرو.
أولاده:
ـ علي الأكبر.. علي السجاد.. علي الأصغر.. جعفر.. فاطمة.. سكينة.. رقية.. خولة.. صفية.
جهاده:
ـ شارك الحسين مع الحسن في الجهاد في عهد عثمان.
ـ فشارك في فتح إفريقية تحت إمرة عبد الله بن سعد بن أبي السرح.
ـ وشارك في فتح طبرستان وجرجان في جيش سعد بن العاص.
ـ وشارك في معركة الجمل.. ومعركة صفين.
خلافته:
بويع أخوه الحسن (ع) بالخلافة.. واستمر خليفة للمسلمين نحو ثمانية أشهر.
ـ ثم تنازل عنها لصالح معاوية بن أبي سفيان.. وتعدد الاسباب وهذا موضوع نتناوله في شخصية الحسن (ع).
ـ انتقل الحسن والحسين من الكوفة إلى المدينة المنورة.. بعد وفاة ابيهم.
ـ بعد وفاة الحسن استمر الحسين في الحفاظ على عهد أخيه مع معاوية طوال حياة معاوية.
ـ بعد موت معاوية رفض الحسين بيعة يزيد بن معاوية وخرج إلى مكة ومكث فيها أشهراً.
ـ فأرسل الالاف من اهالي الكوفة رسائل تؤكد الرغبة في حضوره ومبايعته.
ـ فقام بإرسال ابن عمه مسلم بن عقيل.. وأمره أن ينظر في أهل الكوفة وأن يستجلي حقيقة الأمر.
ـ لكن والي الكوفة الجديد عبيد الله بن زياد استطاع الإيقاع بمسلم وقتله.. وتفرق عنه أنصار الحسين وخذلوه.
الحسين يتوجه للكوفة:
ـ خرج الحسين إلى الكوفة.. حتى وصل إلى زبالة.. فوصله خبر مقتل مسلم وخذلان أهل الكوفة.
ـ فيما توجّه إليه الحر بن يزيد الرياحي ومعه ألف فارس إلى الحسين ليلازمه حتى يصل إلى الكوفة.
ـ فلما وصلوا إلى كربلاء لقى جيش عمر بن سعد المكون من أربعة آلاف مقاتل.
ـ عارضاً على الحسين النزول على حكم ابن زياد.. لكن الحسين ابي ان يتنازل عن الخلافة.. ومبايعة يزيد.. وقال قولته المشهور: ( مثلي لا يبايع مثله).
معركة الطف:
ـ دارت معركة كربلاء.. وقُتِلَ في المعركة 72 رجلًا من أصحاب الحسين.
ـ و88 رجلًا من جيش عمر.
ـ وطعنه سنان بن أنس واحتز رأسه.. وقيل أن الذي قطع رأسه شمر بن ذي الجوشن.. ودفن جسده في كربلاء.
ـ وبحسب المرويَّات:
ـ فإن رأسه قد دُفِن في كربلاء مع جسده عند عودة سبايا أهل البيت من الشام.
ـ بينما اختلف أهل السنة في الموضع الّذي دفن فيه الرأس.. فقيل في دمشق.. وقيل في كربلاء مع الجسد.. وقيل في مكان آخر.. فتعدّدت المراقد.
ـ كان استشهاده يوم العاشر من محرم سنة 61 هجرية الموافق 10 تشرين الثاني / أكتوبر سنة 680م.. ويسمى بيوم (عاشوراء).. وقد ظل هذا اليوم يوم حزن.. ويوم الايام عند الشيعة.
موقف يزيد بعد مقتل الحسين:
ـ بعد مقتل الحسين وانتهاء المعركة.. فمن بقيً من النساء والأطفال وعلي بن الحسين السجاد أُخذوا كأسرى مقيّدين بالسلاسل إلى بلاد الشام.. حيث يقيم يزيد.. وأحضروهم إلى مجلسه.. وكان قد وضع رأس الحسين في إناءٍ أمامه.. ضارباً إياه بعصاه.. شامتًا فيه.
ـ فخطبت زينب بنت علي بن أبي طالب الخطبة.. المعروفة في التراث الشيعي بخطبة زينب في مجلس يزيد.. التي رواها سيد بن طاووس.. حيث يقول أبو منصور الطبرسي: “أنه لما دخل علي بن الحسين وحرمه على يزيد.. وجيء برأس الحسين عليه السلام.. ووضع بين يديه في طست.. فجعل يضرب ثناياه بمخصرة كانت في يده.. فلما رأت زينب ذلك فأهوت إلى حبيبها فشقت.. ثم نادت بصوت حزين تقرع القلوب.. يا حسيناه! يا حبيب رسول الله! يا ابن مكة ومنى! يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء! يا ابن محمد المصطفى.
ـ فأبكت والله كل من كان.. ويزيد ساكت.. ثم قامت على قدميها.. وأشرفت على المجلس.. وشرعت في الخطبة.
نبوءة مقتل الحسين
ـ روي عن النبي ﷺ عدة مرويات أنه أخبر بأن الحُسين سيُقتل.. منها أن جبريل أو ملك المطر أخبره بذلك.. ومنها أنه رأى رؤيا بذلك.. فروى أحمد بن حنبل في مسنده عن أنس بن مالك قال: “اسْتَأْذَنَ مَلَكُ الْمَطَرِ أَنْ يَأْتِيَ النَّبِي فَأَذِنَ لَهُ.. فَقَالَ لأم سلمة: احْفَظِي عَلَيْنَا الْبَابَ لَا يَدْخُلْ أَحَدٌ”.. فَجَاءَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ.. فَوَثَبَ حَتَّى دَخَلَ فَجَعَلَ يَصْعَدُ عَلَى مَنْكِبِ النَّبِيِّ.
ـ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ: أَتُحِبُّهُ؟.. فقال النبي ﷺ (نَعَمْ).. قال: فَإِنَّ أُمَّتَكَ تَقْتُلُهُ وَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ الْمَكَانَ الَّذِي يُقْتَلُ فِيهِ.. قال: فَضَرَبَ بِيَدِهِ فَأَرَاهُ تُرَابًا أَحْمَرَ.. فأخذت أم سلمة ذَلِكَ التُّرَابَ فَصَرَّتْهُ فِي طَرَفِ ثَوْبِهَا، قال: فَكُنَّا نَسْمَعُ: يُقْتَلُ بِكَرْبَلَاءَ”.
ـ وروى البيهقي في سننه عن أم سلمة أنها قالت: “أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ اضْطَجَعَ ذَاتَ يَوْمٍ.. فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ خَاثِرٌ.. ثُمَّ اضْطَجَعَ فَرَقَدَ.. ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ خَاثِرٌ.. دُونَ مَا رَأَيْتُ مِنْهُ فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى.. ثمً اضْطَجَعَ وَاسْتَيْقَظَ.. وَفِي يَدِهِ تُرْبَةٌ حَمْرَاءُ وَهُوَ يُقَلِّبُهَا.
ـ فقلت: مَا هَذِهِ التُّرْبَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قال: “أَخْبَرَنِي جبريل أَنَّ هَذَا يُقْتَلُ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ.. لِلْحُسَيْنِ..”.. قال: قلتُ له: يَا جِبْرِيلُ.. أرِنِي تُرْبَةَ الْأَرْضِ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا.. فَهَذِهِ تُرْبَتُهَا”.
ـ كذلك قوله: “لَقَدْ دَخَلَ عَلَيَّ الْبَيْتَ مَلَكٌ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيَّ قَبْلَهَا.. فَقَالَ لِي: إِنَّ ابْنَكَ هَذَا حُسَيْنٌ مَقْتُولٌ.. وَإِنْ شِئْتَ أَرَيْتُكَ مِنْ تُرْبَةِ الْأَرْضِ الَّتِي يُقْتَلُ بِهَا.. فَأَخْرَجَ تُرْبَةً حَمْرَاءَ”.
ـ وأخرج ابن السكن والبغوي عن أنس بن الحارث الكاهلي عن النبي محمد ﷺ أنه قال: “إن ابني هذا – يعني الحسين – يقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد ذلك منكم فلينصره”.. وغير ذلك من
الروايات.
ـ ورُوي عن ابن عباس أنه رأى النبي في المنام في اليوم الذي قُتل فيه الحسين فقال: “رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي الْمَنَامِ بِنِصْفِ النَّهَارِ أَشْعَثَ أَغْبَرَ.. مَعَهُ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ يَلْتَقِطُهُ.. أَوْ يَتَتَبَّعُ فِيهَا شيئا.. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا هَذَا؟.. قَالَ: دَمُ الْحُسَيْنِ.. وَأَصْحَابِهِ لَمْ أَزَلْ أَتَتَبَّعُهُ مُنْذُ الْيَوْمَ”.